"مدفع الإفطار إضرب".. شاهد لحظة انطلاق مدفع الحاجة فاطمة (أصل الحكاية)

أخبار مصر

بوابة الفجر


"مدفع الإفطار اضرب" عبارة خالدة، استمعنا إليها ولا زلنا عبر أثر الإذاعة قديمًا والآن من لحظة الإفطار لا زال المنادي ينادي بها، وطلقة مدفع إفطار تعتبر من اللحظات والعادات الرائعة في المجتمع المصري.

والتقطت كاميرا بوابة الفجر الإلكترونية لحظة إطلاق مدفع الإفطار، والذي يستقر أمام تمثال النهضة في الجيزة، مواجهًا لتمثالها العريق، ولبوابة حديقة الحيوان التي تعتبر شاهدة أخرى على العصر.

طاقم كامل من جنود الداخلية يشرفون على إعداد المدفع يوميًا، والذي ينطلق وسط تواجد غير قليل من المواطنين الذين لا زالوا حريصين على شهود هذه العادة التي يرجع تاريخ نشأتها إلى 700 عام مضت.

والتقطت كاميرا الفجر مشاهد للأهالي واطفالهم وسعادتهم بلحظة انطلاق مدفع الإفطار الذي يشتهر باسم محبب بين المصريين وهو مدفع الحاجة فاطمة.

ويقوم طاقم الجنود بتذخيرالمدفع بطلقات صوت فقط، ويتم التعمير والإطلاق بواسطة متخصصين مدربين على هذا العمل.

نبذة تاريخية وأصل الحكاية

مدفع رمضان وشهرته في القاهرة له قصة لعبت فيها المصادفة دور البطولة، حيث تلقى السلطان المملوكي خوشقدم مدفعًا هدية من صاحب مصنع ألماني، وتحديدًا في عام 859 هـ 1455م، وأمر بتجربته، وبالفعل تم تجهيز المدفع وأمر الطوبجي بالإطلاق. 

وسمع أهل القاهرة طلقة المدفع المدوية، وكان الإطلاق في مغرب أول أيام شهر رمضان المبارك لهذا العام، وظن أهل المدينة أن ذلك إيذانًا لهم بالإفطار.

وفي ثاني أيام رمضان توجه مشايخ الحارات والطوائف إلي بيت "خوشقدم" لشكره على هديته، وأعجب الوالي بفرحة الناس، إعجابًا كبيرًا، وأمر أن يتم إطلاق المدفع عند غروب شمس كل يوم من أيام رمضان المبارك واستمرت العادة إلى يومنا هذا.

مدفع الحاجة فاطمة

وفي رواية أخرى أن السب في استمرار إطلاق المدفع بعد تجربته الأولى هو زوجة خوشقدم الحاجة فاطمة ولذلك حكاية أخرى، فبعدما قام الجنود بتجربة المدفع الجديد وقت غروب الشمس، ظن المصريون أن السلطان استحدث هذا التقليد الجديد لإعلام الناس بدخول وقت الإفطار".

ولما توقف المدفع عن الانطلاق في الأيام التالية، ذهب العلماء والأعيان للقاء السلطان وطالبوا أن يستمر المدفع بالعمل، ولم يكن السلطان متواجدًا والتقت بهم زوجته الحاجة فاطمة، وأبلغت فاطمة الطلب للسلطان، ووافق عليه، فقام بعض الأهالي بتسمية المدفع على اسم زوجة السلطان "الحاجة فاطمة" ولازال اللقب لصيقًا بالمدفع، حيث يطلق فريق المدفع المسؤولون عن تجهيزه حاليًا نفس الاسم".

مدفع محمد علي باشا 

وفي رواية ثالثة أن محمد علي باشا اشترى مدافع حديثة لجيش مصر الحديث، وفي أحد أيام رمضان توافق إطلاق أحد المدافع للتجربة مع غروب الشمس وآذان المغرب، واعتقد الصائمون أن هذا تقليدًا جديدًا، وسألوا الحاكم أن يستمر التقليد خلال الشهر الكريم عند الإفطار والسحور فوافق الباشا، ثم صار الإطلاق بالذخيرة الحية مرتين يوميًا.

المدفع بالذخيرة الحية

واستمر المدفع يعمل بالذخيرة الحية حتى عام 1859م، ومع امتداد العمران قرب القلعة، بدأ العمل بذخيرة فشنك، ثم تم نقل المدفع إلى نقطة الإطفاء بمنطقة الدرَّاسة ثم نُقل مرة أخرى إلى مدينة البعوث بعد شكوى الأهالي.

وكان في القاهرة 6 مدافع موزعة بعدة مواقع وكانت تطلق في وقت واحد حتى يسمعها كل سكان المحروسة وكانت هذه المدافع تخرج في صباح أول يوم من رمضان في سيارات الإطفاء لتوضع بأماكنها المعروفة.

ولم تكن هذه المدافع تخرج إلا في خمس مناسبات، وهى رمضان، والمولد النبوي وعيد الأضحى، ورأس السنة الهجرية، وعيد الثورة، وكان خروجها يتم في احتفال كبير حيث تحملها السيارات ذات الخيول.