علي جمعة: معظم المصائب التي تنزل علينا سببها عدم الرضا (فيديو)

توك شو

بوابة الفجر


قال الشيخ الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن امتحان الأنبياء يكون على مستوى عالي من البلاء والاختبار والامتحان، ويختلف عن التعامل مع البشر المعتاد، وبعض العلماء قالوا: "حسنات الأبرار سيئات المقربين"، موضحًا أن سيدنا يعقوب –عليه السلام- سأله شخص عن حاله فقال: "ساء الزمان واضطرب الحال"، فعوقب من أمر هذا وأوحى الله إليه أتشكوني لغيري، فأصبح يقول: "إنما بث حزني إلى الله".

وأضاف "جمعة"، خلال حواره ببرنامج "مصر أرض الأنبياء، المذاع عبر قناة مصر الأولى، اليوم الثلاثاء، أن الإنسان لا يجب أن يبث حزنه إلا لله، مشددًا على أن كثير من المصائب التي تنزل علينا الآن سببها عدم الرضا والحمد والتسليم، مؤكدًا أن الرضا هو جزء لا يتجزأ من التسليم لله والتوكل على الله.

وتابع مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، أن أهل الجنة لهم ثياب، وهناك ثوب منها نزل على سيدنا يوسف –عليه السلام- بعد أن تركوه في الجُب، حتى يستر عورته ويدفئ برده في طفولته، وعندما التقى أخواته قال لهم أذهبوا بقميصي هذا، وهو القميص الخاص به الذي نزل عليه من الجنة، والذي من خصائصه أن يشمه أمثال سيدنا يعقوب النبي، وعندما يلقى على وجه فيرتد بصيرًا، وتزول ملامح الشيخوخة منه، منوهًا بأن سيدنا يعقوب دخل مصر بعمر 136 عام، وظل بها 17 عام، أي مات بعمر 153 عام.

وقال الشيخ الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، في تصريحات سابقة للبرنامج، إن سيدنا يوسف بعد خروجه من السجن، أصبح وزيرًا للزراعة ثم المالية ثم عزيز مصر "رئيس وزراء مصر"، وكان رجل دولة لديه العلم والحكمة، منوهًا بأنه خلال الـ 7 سنوات الرخاء كان يدخر للدولة ويقوم بعمل مخزون استراتيجي من المحاصيل بشرائها بأموال الدولة، وعندما جاءت السنوات العجاف قام ببيع المحاصيل للمواطنين وليس توزيعه بالمجان أو على البطاقة، فقام بإعادة جمع أموال الدولة مرة أخرى، وهذا يمثل مبدأ الاشتراكية الذي توصلنا إليه بعد عناء وتجربة استمرت نحو 50 عام، والتي هدفها الأساسي العدالة الاجتماعية.

وأضاف "جمعة"، أنه في العام الثاني من السنوات العجاف طلب من المواطنين مقايضتهم ببعض المنتجات التي ينتجوها مقابل حصولهم على القوت، ثم قايضهم على الأراضي والعقارات التي يمتلكوها إلى أن امتلك البلاد لصالح الدولة، وجعل الدولة تستولي على الملكية الخاصة لصالح الشعب، وبعد انتهاء السنوات العجاف تحولت الدولة من دولة منهارة لدولة من أغنى أغنياء دول الأرض بحسن إدارة سيدنا يوسف.

وتابع مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، أن الحكمة من لقاء سيدنا يوسف بأخواته مرة أخرى الصراع بين الخير والشر والصراع بين الحق والباطل، والتأكيد على أن ما عند الإنسان ينفذ وما عند الله باقي.