اليوم الثّامِن من شهر رَمَضَان المُعَظَّم 1441هـ

أبراج

اليوم الثّامِن من
اليوم الثّامِن من شهر رَمَضَان المُعَظَّم 1441هـ



*الباب الأوّل (المُصنّفَات العلميّة فى مُشكلات الأحلام)

**المسائل التى يُثيرها البحث العلمى فى ظواهر الحلم يُمكن تبويبها فى الفصول التالية....

4- لماذا ينسى الحلم بعد اليقظة؟
5-الخصائص السّيكولوجيّة المُمَيّزى للحلم.
6-الحاسّة الخُلُقيّة فى الحلم.
7-نظريّات الحلم ووظيفة الحُلم.
8-العلاقة بين الحلم والأمراض العقليّة.

4-لماذا ننسى الحلم بعد اليقظَة؟
يشترك غالبيّة الناس فى إعتقادهم أنهم لايتذكرون من الحلم سوى الأجزاء البسيطة الهامشيّة فقط وأن عصب الحلم قد تبخّر ، ويفسّر الدكتور شترومبل السبب فى أن مادّة الحلم تكون أضعف من أن تحفظها الذاكرة لكن يتبقى منها ما كان من الأحداث أو الصور التى إعتاد العقل على رؤيتها وليست غريبة عليه ، أما فرويد فيُضيف سبباً آخر لنسيان الحلم وهو أن الحلم يأتى صوراً وأحداث مُبعثَرَة ، فلو أن بيتاً من الشعر قمنا ببعثرة كلماته وطلبنا أن يحفظه شخصٌ ما لما تمكن بسهولة لعدم إتّسَاق الكلمات ، بينما إن تم ترتيب الكلمات فى ترابط لفظى صحيح أمكن حفظها بسهولة ، على الجانب الآخر هناك احلام لاننساها بكل تفاصيلها ومهما طال الزمن فيذكر فرويد أن أحد مرضاه يحفظ حلما مرّ عليه خمساً وعشرين عاماً بينما فرويد نفسه يحفظ حلما مرّ عليه سبعُ وثلاثون عاماً وتفاصيل حيّة فى ذاكرته.

ومن عوامل نسيان الحلم إهتمام الحالم نفسه بتذكرها ، فمُعظم الناس لايُعيرون للأحلام أهميّة وبذلك لايتذكرون أحلامهم اليوميّة ، بينما إن زاد إهتمام شخصٌ ما خلال فترة مُعيّنة من حياته بموضوع الأحلام نجد أن أحلامه تزيد فى كميّتها وتكون أكثر وضوحاً فى تذكّرها.

أمّا عن تذكّر الحلم فهناك بعض الكُتّاب أصرّو على وضع قواعد مُحدّدة من خلالها نتذكر حلمنا ، لكن فرويد يجد فى هذا الإصرار عبثاً فهناك لغز نقف امامه حائرين ، قد ننسى حلماً ما أو أجزاءً منه عند إستيقاظنا فى الصباح ثم و أثناء فترة النهار قد نصادف شيئاً أو موضوعاً أو ذكراً لشخص عندها نتذكر فوراً هذا الجزء الناقص من الحلم الذى رأيناه ونسيناه هذا الصباح ، لكن فرويد يتساءل ، إن كانت ذاكرتنا قد خانتنا عند محاولتنا تذكر الحلم من البداية فما أدرانا أن ذاكرتنا لاتُزيّف هذا الجزء الناقص منه ؟

كما أننا عند إستيقاظنا وفى محاولة لتذكّر الحلم نقوم ولو بدون قصد بإضافة أحداث للحلم رغم أنها لم تكن موجودة فقط فى محاولة لجعل الحلم متناسق ، ويقوم عندها العقل بتصديق تلك الإضافة مثلما يُصدّق مُؤلف الروايات روايته ، أو أن نقوم بترتيب أحداث الحلم لتبدو منطقيّة رغم أن الحلم لايكون مُرتباً ولا مترابط الأجزاء ولا الأحداث ، و الأفضل أن يقوم الشخص بتدوين حلمه بورقة وقلم بجوار الفراش فوراً عندما يستيقظ بأجزاء الحلم المتقطعة غير المترابطة ليتجنّب النسيان أو إضافة أحداث لم تكن موجودة بالحلم.

*المصدر: كتاب تفسير الأحلام لسيجموند فرويد ، تحت إشراف الدكتور مُصطفى زيور 1969.