قصة "عامر".. استبدل اسم والدته بشقيقتها ليجرى لها عملية على نفقة الدولة بالمنيا

محافظات

أرشيفية
أرشيفية


كثيرًا يكون الفقر سببًا في تمغيص حياه البعض، قد يدخله في حياة مليئة بالكئابة والهم، وإذا حاولت أن تدخل قلبه وعقله فغالبًا ستجد صعوبة.. في السطور التالية تروي لكم «الفجر» قصة شاب غلبته الظروف المادية الصعبة فاجبرته على تزوير اسم والدتة حتى يحصل على علاجها على نفقه الدولة داخل مستشفى المنيا الجامعي.

في مطلع شهر مارس الماضي تخللت الحيرة مشاعره وبدأ يضغط على عينيه حتى يكاد يفقؤهما، ولو كان فقؤهما حلًّا لفعل، يقبض على رأسه بقوة، حتى يكاد يسحقها، ولو كان سحقها حلًّا، لَمَا فكَّر مرتين، خرج «عامر» من غرفته مُحاولًا تثبيت قدميه على الأرض، بعدما علم أن والدته في حاجة لعملية ضرورية في قسم المسالك البولية بمستشفى جامعة المنيا.

«واللي داخل على قد اللي طالع».. حقا لو كان الفقر رجلًا لقتله «عامر» في تلك اللحظات.. أطفأ أنوار غرفته البسيطة الكائنة وسط منزل أكثر بساطة داخل قرية اطيبة التابعة إداريًا إلى مركز مغاغة أقسى شمالي محافظة المنيا ووضع الوسادة فوق رأسِه وضغط بقوة، شعر ببعض الراحة، قبل أن يقطعها ويعيد مأساتَه صوتُ تعب والدته من الألم.

بدأ يفكر كثيرًا ويذكر نفسه أن والدته لا تملك تأمين صحي.. إذا ليس لها الحق في أن تعالج على نفقة الدولة.. صراخ والدته من شده الألم يربك تفكيره.. سكت صوت والدته فتنهد ارتياحًا، وهنا تخمرت فكره داخل رأسة وقال «خالتي هي الحل.. خالتي عندها تأمين صحي.. استحاله خالتي هترفض تساعد اختها.. انا هدخل أمي المستشفى باسم خالتي».. تلك كانت حيلته حتى تتمكن الأم من أجراء عملية على نفقة الدولة ولكن بأسم شقيقتها.

سارت الأمور مثلما رتب إليها «عامر» سجل والدتة داخل مستشفى المنيا الجامعي بإسم شقيقتها حتى يستفاد بالتأمين الصحي والعلاج على نفقة الدولة أثناء إجراء عملية لها ماتت من أرهقت تفكيره.
قدار الله تعالى أن يتوفى الأم، هنا تم كشف الواقعة حينما أصبح قررت المستشفى استخراج شهاده وفاه للمتوفيه، سيم استخراج شهاده الوفاه باسم شقيقتها التي هي على قيد الحياه.

هنا قرر عامر أن يفضح الأمر قائلا:اللي ماتت أمي والاسم إسم خالتي وعملت كده علشان مش معايا مصاريف العملية، وخالتي عندها تأمين صحي قلت ادخل أمي المستشفى باسم خالتي، والان لابد من استخراج شهاده وفاه باسم أمي لا باسم شقيقتها، فشقيقتها على قيد الحياه.

قرر سكرتير مستشفى المنيا الجامعي، التوجه لمركز شرطة المنيا لتحرير محضر بالواقعة، وكان هذا من واقع المحضر 3766 إداري مركز شرطة المنيا، وتولت النيابة التحقيق حول الواقعة.