"الفانوس البلدي" يعيد للشوارع بهجتها في قنا (فيديو وصور)

محافظات

بوابة الفجر


تنتشر في ربوع محافظة قنا، الفوانيس المرصعة بقطع الزجاج الملونة والمنقوشة بالآيات القرآنية، في أول أيام شهر رمضان الكريم، على الرغم من الوقت الذي تتخذ فيه الدولة المصرية العديد من الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا المستجد والتزم غالبية المواطنين بتلك الإجراءات، إلا أنه مع حلول الشهر الفضيل أقبلوا على شراء فانوس وزينة رمضان.


علي محمود، صانع فوانيس في قنا، قال إن تزيين المنازل والمحال ونواصي الشوارع بالفوانيس والزينات، تعتبر من ابرز طرق إحياء الطقوس المصرية الأصيلة عبر التاريخ، خاصة وأن الفانوس البلدي له زبائنه المداومين على شراءه، حيث تمتلئ الشوارع بالفوانيس والزينة، والتي ظهرت هذا العام بألوان وأشكال مبهجة، على الرغم من انتشار فيروس كورونا.


تأثر المهنة:


يشير صانع الفوانيس، إلى أن هذا العام شهدت مبيعات الفوانيس تأثرًا كبيرًا بسبب أعمال حظر التجوال بالإضافة إلى التدابير الخاصة بفيروس كورونا المستجد، الأمر الذي خفض نسبة المبيعات إلى قرابة النصف، مما أدى إلى خسائر العديد من التجار والصناع.


وبالنسبة للصناعة، يوضح أن تلك الصناعة أصبحت في عداد الصناعات التي شارفت على الاندثار، حيث تعتمد على بعض المواد البدائية، فإنني أقوم بتقطيع الصفيح، على أشكال وزوايا وأضلاع متناسقة ومتسقة الأطوال والإحجام، وفق كل طول من أطوال الفانوس، وحسب ما يطلبه "الزبون"، مشيرًا إلى أن تلك الصنعة تحتاج العديد من المهارات والمميزات في الشخص الذي يقوم بها.


وأكد أن أزمة كورونا هذا العام أثرت على صناعة ومبيعات الفوانيس بسبب حظر التجول وإغلاق المحلات، إذ كان يعد هذا الشهر هو الموسم السنوي لنا ننتظره من السنة للسنة، لكن حب المصريين لفانوس رمضان خفف من خسارة التجار، حيث أقبل المصريين في الأسبوع الأخير على شرائه خاصة وأن أطفالهم مرتبطة وجدانيا بفانوس رمضان.


ارتفاع الخامات:


واشتكى محمود، من ارتفاع أسعار الخامات التي وصلت إلى 100% عن العام السابق، والتي تبدأ من 95 جنيهًا إلى أن تصل إلى 400 جنيه، كل على حسب الحجم، مشيرا إلى أنه لا توجد أي رقابة على أسواق الجملة الخاصة بتلك الصناعة، التي تهددها الحالة الاقتصادية المضطربة، ناهيك عن ندرة الصناع وقلتهم في الاوانة الأخيرة.


مكونات التصنيع:


ويضيف محمود، أنه يقوم بشراء الخامات من محافظات أخرى، وهناك تجار جملة يقومون باستيرادها من الخارج، مثل القصدير والزجاج الملون وأنواع اللحام، وهذا ما يؤدي إلى ارتفاع أسعار الفانوس في كل عام عن العام السابق له، بسبب ارتفاع أسعار الاستيراد.


وأشار صانع الفوانيس، إلى أنه يعمل على شراء كافة الخامات مفككة من القاهرة والمحافظات الأخرى، ومن ثم يعمل على تشكيلها، وتركيبها سويًا، وفق الإشكال المرغوبة لدى المواطنين، بدقة وحرفية تامتين.


صراع الفوانيس:


وأوضح صانع الفوانيس، أن الصراع الحاصل بين الفانوس البلدي، والفانوس الصيني الذي اكتسح الأسواق مؤخرًا، لا تحتسب كذلك، فالفانوس الصيني "ليس له أصل"، بل للفانوس البلدي رونق خاص، وعلامات مميزة، وله زبائنه المداومين على شراءه، ليس من المسلمين فحسب، بل أيضا هناك بعض الأقباط الذين يقومون بشراء الفانوس، ولكن تختلف الصناعة عن الصناعة المطلوبة لفانوس رمضان، حيث يوجد له نوع معين من الزجاج، وله أشكال معينة، ولكنها لا تختلف كثيرًا عن الشكل الأصلي للفانوس.