خاص.. أمير رمسيس: إلهام شاهين ممثلة وليست نجمة.. وفكرة "حظر التجول" جاءت من الأماكن المغلقة

الفجر الفني

أمير رمسيس
أمير رمسيس


*الفيلم لم يكن ليولد لولا إلهام شاهين.

*من أصعب الشخصيات التي واجهتني شخصية "فاتن"، و"ليلى".

*إلهام شاهين ليست نجمة وإنما ممثلة.

*اللحظة السياسية التي يحدث فيها الفيلم هي ستار لوضع الشخصيات في الإطار المناسب لإحداث الفيلم.

*العمل مع نور الشريف والاقتراب من وهجه كممثل كان كاشفاً على أكثر من مستوى بالنسبة لي.


تخرج من المعهد العالي للسينما قسم إخراج، قام بإخراج العديد من الأعمال من ضمنها أفلام قصيرة وطولية، بالإضافة إلى العديد من الأفلام الوثائقية، وعمل أيضاً كمخرج مساعد في العديد من اﻹنتاجات الأجنبية داخل مصر، كما أنه شارك في العديد من المهرجانات داخل مصر وخارجها، وفاز بالعديد من الجوائز المصرية والأجنبية.

أجري "الفجر الفني"حواراً خاص مع المخرج والمؤلف أمير رمسيس، ليحدثنا عن فكرة فيلم "حظر التجول"، أصعب الشخصيات التي واجهته أثناء كتابة العمل، كواليس العمل مع إلهام شاهين، الأعمال السينمائية التى أثرت في شخصيته كمخرج.

وإلى نص الحوار:


في البداية ..كيف جاءت فكرة فيلم "حظر التجول" بما إنك مؤلف العمل؟

حين بدأت في التفكير في "حظر تجول" أظن أن الكلوستروفوبيا أو خوف الأماكن المغلقة و الذي طاردني خلال حظر ٢٠١٣ مازال هاجس يؤرقني هذا السجن الذي ندخله لعدد ساعات يومياً مضطرين أن نواجه بعضنا البعض و أن نصارح الآخرين و ذواتنا بأشياء يصعب أن نهرب منها، و من هذا الهاجس ولد سيناريو الفيلم : ماذا لو اضطرت شخصيتين أن يواجها المسكوت عنه من علاقتهم في ليلة خلال الحظر دون مهرب من الاخر، كما أن تيمة قبول الآخر و القدرة على التسامح و الثقة دون حتى معرفة المبررات هي تيمة متكررة في أفلامي السابقة ويبدو أنها كذلك هاجساً لدي، إنه فيلم عن المسكوت عنه في علاقاتنا و قدرتنا على تجاوزه و العيش معه و قبول بعضنا البعض،


ما الذي جذبك لإخراج فيلم "حظر التجول"؟

أغراني إخراجيا التعامل مع فيلم يعتمد بشكل أساسي على التمثيل، الفيلم لم يكن ليولد لولا إلهام شاهين و أمينة خليل و أحمد مجدي و كامل الباشا و محمود الليثي و ضيوف شرف الفيلم "خيري بشارة و عارفة عبد الرسول و أحمد حاتم"، وأنا عادة ما أميل للأفلام التي تتحدث عن الإنسان لا الأفلام التي تعتمد على فرد عضلاتي البصرية كمخرج.


ما الشخصية الصعبة التي واجهتك خلال الكتابة ؟

الحقيقة إن الشخصيتين الرئيسيتين كانوا قمة في الصعوبة في الكتابة، تركيبة شخصية فاتن" إلهام شاهين"بما تحمله من صلابة و جرأة أحياناً و ضعف و انكسار في أحيان أخرى، علاقتها بالمجتمع و هؤلاء المقربين لها الأغراب عنها بعد عشرين عام من السجن، و ليلى" أمينة خليل" تلك الشخصية التي تبدو صلبة و جامدة و بلا مشاعر و إن كانت في قمة الهشاشة و تحمل مستويات عدة، هناك أسئلة في الفيلم خاصة بالشخصية رغبت في أن اترك للمشاهد قرار أن يعتبر هل هي تعرف إجاباتها أم لا .. و طلبت من أمينة أن تحافظ على هذا التوازن و قد أجادت هذا باحترافية مبهرة .


هل كان يوجد ممثل بعينه في ذهنك اثناء الكتابة ؟

بشكل كبير "أمينة خليل" في دور "ليلى" و خاصة أنني كنت أرغب بشدة في التعامل معها لثاني مرة بعد فيلم "خانة إليك" فهي كانت تجربة مبهرة لي منذ لقائنا الأول على مائدة البروفات، و إلهام شاهين بلا شك، لا أظن أن هناك نجمة كانت لديها الجرأة لتقديم شخصية فاتن أو القدرة على تقديمها بهذا الشكل سواها، أحب إخلاصها للمهنة و للسينما فهي ليست نجمة وإنما ممثلة، وأيضاً أحمد مجدي كان حاضرا في ذهني في الكتابة بشدة.


هل هناك فرق بالنسبة لك بين النجم والممثل؟

نعم، هناك فرق بالنسبة لي بين النجم والممثل، النجم يفكر في صورته بعد الفيلم و ما سيفعل هذا الفيلم في تلك الصورة أو بمعنى أصح يحب أن يحبه المتفرج لا الشخصية أما الممثل الحقيقي فلا يعنيه سوى الفيلم و الدور و الشخصية في المقام الاول و لا يمارس التمثيل كعمل اجتماعي و إنما كعمل ابداعي، وإلهام شاهين من هذا النوع.


على أي أساس تم اختيارك لأبطال العمل ؟

الحقيقة إن هذا من أكثر أفلامى الذي كان لدي حرية في اختيار الابطال فيه، ذهبت لمنتج الفيلم صفي الدين محمود بالسيناريو و كلا من الهام شاهين و أمينة خليل مرتبطين بالفيلم و تناقشنا في بقية الشخصيات و لم نختلف في أيا منها، والحقيقة أن لولا شجاعة "صفي" و رغبته في أن يخرج الفيلم كما نريد دون مراعاة أي توازنات مسبقة للتوزيع لما خرج الفيلم كما خرج عليه، هو منتج بكل المقاييس " في ضهر المخرج " بالمصطلح الشعبي .


كيف كانت كواليس العمل مع أبطال "حظر التجول"؟

كانت الكواليس ممتعة بلا شك، اعتقد أن كل فكرة في ذهني في شخصية فاتن كانت إلهام شاهين تتبناها و تدفعها للإمام بشكل يثير دهشتي أنا و منتج العمل ( شكل الشخصية كمثال : العمل بدون أي ماكياج، الشكل العمري للشخصية ) هي ممثلة عاشقة للسينما، أمينة العمل معها ممتع من مرحلة البروفات و حتى التصوير، بعد فيلمين أشعر بنوع من التواطؤ الإبداعي بيننا، أقول ملحوظة في البروفة وأعرف سلفا أنها ستبقى في مكان ما من ذاكرتها حتى يوم التصوير بعد أن تطورها، بعد خطوط الفيلم طلبت منها في البروفة أن تفكر في إجابات لها و ألا تخبرني حتى أنا صانع العمل بتلك الإجابات و كان التحدي الخاص بنا هو أن نرى نتاج تلك الإجابات في عيونها في التصوير والنتيجة كانت هائلة، أحمد مجدي كذلك ممثل مريح جدا ، قارئ جيد جدا للسيناريو و لديه نقاط في الصميم و ربما من السهل أن تتحدث معه مرة و تلقي به في بحر الشخصية واثقا أنه سيجيد السباحة فيه مع أقل توجيهات منك.


ما أصعب المشاهد التي واجهتك خلال التصوير ؟

المشاهد الخارجية للفيلم بلا شك، كنا نخلق حظر التجول في شوارع شبرا الأهلة بالسكان و التي لاتنام، لم نكن ندرك قطعا ان حظرا فعليا سيحدث بعد أكثر من شهر، خاصة وأنها مشاهد صعبة التنفيذ بصرياً.


اسم العمل مرتبط باسم سياسي هل أحداث الفيلم ستقع في هذا الاطار ؟

الفيلم اجتماعي نفسي بشكل أساسي، اللحظة السياسية التي يحدث فيها الفيلم هي ستار أو تلكيكة لوضع الشخصيات في الإطار المناسب لإحداث الفيلم.


تم الانتهاء من تصوير فيلم "حظر التجول".. متي سيتم عرضه ؟

لا يوجد أي قرار حالي بميعاد عرض، ننتظر انتهاء الأزمة الحالية قبل أي تفكير في خروج الفيلم للجمهور.


هل الكورونا أثرت على العمل بشكل سلبي ؟

انتهينا من التصوير بالكامل قبل أزمة الكورونا فلم تؤثر على العمل، ربما ابطأت تحركنا في مراحل المونتاج و الجرافيك و الصوت بحكم حظر التجوال، و لكن هذا التعطيل لم يؤثر على مسار الفيلم الفني.


ما الأعمال الفنية التي أحدثت طفرة في مشوارك الفني؟

من أعمالي بلا شك "عن يهود مصر " تلك التجربة التي استغرقت مني أعوام وخرجت لتحدث طفرة ما في رؤية المصريين لشخصية اليهودي المصري و "بتوقيت القاهرة" و هو فيلمي الروائي الأقرب لنوع السينما التي أحبها ، به جزء كبير من همومي و هواجسي الشخصية كما أن القدر لا يمنحك فرصا كثيرة للعمل مع ممثل بوهج الراحل نور الشريف أو ميرفت أمين.


ما الأعمال السينمائية التى أثرت في شخصيتك كمخرج؟

من أعمال الآخرين التي أثرت في شكل السينما الخاصة بى، بلا شك ميراث أفلام يوسف شاهين كله التي دفعتني يوماً ما لان أحب مهنة السينما و خاصة "إسكندرية كمان و كمان، عودة الابن الضال"، أفلام يسري نصر الله وخاصة "المدينة، باب الشمس" الذي دخلت لمشاهدته و خرجت من القاعة شخصا مختلفا كما أقول دائما و جنة الشياطين للراحل أسامة فوزي، أظن أن ميراث تلك الأفلام البصري بالإضافة لأفلام المخرج البولندي كريستوف كيشلوفسكي و وانج كار واي وراء شكل السينما التي أحاول صنعها.


من من الممثلين أثر في شخصية أمير رمسيس أثناء عمله معه ؟

بلا شك الفنان الراحل نور الشريف، العمل معه والاقتراب من وهجه كممثل كان كاشفاً على أكثر من مستوى بالنسبة لي فهو قادر و بكل بساطة أن يحمل إليك في كل جملة يقولها رحيق سنوات من الخبرة والعمل وحتى التجارب الإنسانية ، اعتقد أن كيفية عمله على الشخصية لم يؤثر فقط في شخصيتي وإنما في كل من حوله من ممثلين كذلك.


معايير نجاح الفيلم من وجهة نظرك ..و هل ترى أن الايرادات فقط هي التي تحكم على نجاح الفيلم ؟

الإيرادات عنصر لا يمكن انكاره ولكن كذلك لا يجب نسيان عامل الزمن، فقيمة فيلم يحصد عشرات الملايين و يتم نسيانه بعد صدوره بست أو سبعة شهور تتضاءل أمام قيمة فيلم يظل في وجدان الجمهور لعشرات السنين و تظل هناك رغبة أو احتياج لاستدعائه، "باب الحديد" نموذجاً وإن كان حتى على المستوى المادي فبقاء الفيلم حيا في ذهن المتفرج حتى الآن ربما جعل له مردودا مالياً أضعاف أضعاف الفيلم الذي كان الأعلى في شباك التذاكر في وقته و الذي لا يذكره أحدا اليوم، السينما مثلها مثل الفن التشكيلي أو الرواية لا يجب التعامل معها على أنها منتج عمره شهور بل سنوات و ربما عقوداً من الزمن.


ما هي معايير المخرج الناجح في وجهة نظرك و ما هي معايير اختيارك لاخراج العمل ؟

اعتقد أن المعايير الخاصة بالنجاح تختلف من شخص لآخر حسب تركيبته الشخصية، بالنسبة لي السعادة جزء هام، فأنا اسعد بصنع نوع معين من الاعمال و بصنعها بشكل معين ارغب فيه، كل ما يلي ذلك ثانوي بالنسبة لي لا أرغب في صنع أفلام لا استمتع بصناعتها على المستوى الفني أو الأعمال التي لا تمسني، النجاح بالنسبة لي حتى و ان اختلف عن الكثيرين فهو في صنع تلك الاعمال، و دون أن اوضع في قالب معين كذلك فانا استمتع بانواع مختلفة من السينما، على سبيل المثال استمتعت بصناعة بتوقيت القاهرة و حظر تجول بقدر استمتاعي بصنع ورقة شفرة و هو فيلم خفيف.

واعتقد أن معايير اختياري لإخراج العمل هي ما سبق "الاستمتاع الشخصي و احتياجي لصنع هذا العمل بالذات دون غيره".


في نهاية حديثنا .. أيهما أقرب إليك الدراما التليفزيونية أم السينما ؟

اعتقد أن الفارق بين الاثنين ذاب الآن على الأقل على مستوى الصناعة و شكل التنفيذ، ربما كمتفرج لازلت أحب السينما أكثر لأنني لاأحب أن أغادر عالم الحكاية و ادخله عدة مرات وإنما مرة واحدة، و عادة هذا شكل مشاهدتي لمسلسلاتي المفضلة بالمناسبة : كل الحلقات بشكل متتالي دون توقف، وإنما كصانع أو كمخرج أرى أن العالمين اليوم واحد.