حكاية أغنية.. "بودعك" الفصل الأخير في الحب بين وردة وبليغ حمدي

الفجر الفني

بوابة الفجر



حكاية أغنية، تحكي عن قصة الحب والفراق بين توأم الروح وردة، وبليغ حمدي، والتي شهتدتها على مرأى ومسمع الوطن العربي بأكمله.

كانت أغنية "بودعك" هي الفصل الآخير في حب وردة، وبليغ حمدي، الذين عرفوا بتوأم الروح.

في عام 1979 سهد حدثًا هز الساحة الفنية العربية وهو انفصال توأم الروح وردة، وبليغ حمدي، فنيًا وإنسانيًا في هدوء تام ودون صخب وسط دهشة من الجميع.

قالت وردة، في أحاديثها عن هذا بليغ حمدي: "الرغم من حبّي الكبير لبليغ ونجاحنا في تجاوز العديد من العقبات والأزمات، إلا أنني لم أستطع تجاوز العقبات معه كزوجة، فقد كان دائم السهر وتعدّدت علاقاته العاطفية التي كنت أعرف بعضها وأقرأ البعض منها في الصحف فكان لابد من الانفصال".

بعد انفصال بليغ حمدي، عن وردة، توالى سوء الحظ معه من خلال تورطه في القضية المشهورة المتمثلة في انتحار إحدى الفتيات من شرفة منزله في ظروف غامضة، فأُجبر على مغادرة مصر مدة 5 سنوات قضاها بين باريس وعواصم أوروبية أخرى، وكانت بالنسبة له سنوات عذاب وألم تدهورت من جرائها صحته.

في منفاه الاختياري، وفي لحظة تجل فني أخذ بليغ حمدي ورقة وقلما ليكتب مطلع أغنية اختار "بودعك" عنوانا لها، أكملها الشاعر الغنائي منصور الشادي، وكانت آخر ألحانه لعشقه الفني والانساني الوحيد وردة.

سجل بليغ الأغنية بأحاسيس عالية جدا، وروحت لوردة، قلتلها بليغ بيسلم عليكي وهو باعتلك الأغنية دي وفور سماع "بودعك بودع الدنيا معك جرحتني قتلتني"، انقلبت وردة بنسبة 180 درجة وانفعلت وقالت لي اقفل ده شاتمني فيها وجايبها لي تقولي غنيها" حسب ما روى الماكيير محمد عشوب، في أحدى اللقاءات التليفزيونية.

وتابع "عشوب": ""راحت على غرفة النوم جابت جواب كان بعتهولها بليغ مع ورقة الطلاق، بقرأ الرسالة لقيت فيها "حبيبتي وردة جرحتيني قتلتيني". قلت لها دي أغنية بغض النظر عن قتلتيني، وفضلت أقنع فيها بشدة إلى أن وافقت

تركت وردة، الأغنية فترة من الزمن حتى نطقت المحكمة ببراءة بليغ حمدى في قضية انتحار الفتاة وقرر العودة إلى مصر، وحينها كانت حالته النفسية تدهورت للغاية، بعد عودته إلى مصر قررت أن تغنى "بودعك" وكأنها كانت تعلم أنها بمثابة الوداع الحقيقي لحبها الوحيد بليغ حمدى.

مع تقدم الأيام ازداد وضعه الصحي تدهورًا فاختار مرة أخرى السفر الى باريس للعلاج وهناك لفظ أنفاسه الاخيرة وتمزقت أوتار عوده الشجي الحزين لتكف عن العزف الى الأبد.

وكان ذلك يوم 17 سبتمبر 1993، وعاد بليغ حمدي الى مصر محمولًا على الأعناق ليدفن في ترابها في جنازة مهيبة بعد رحلة حياة مليئة بالابداع الفني رغم قصرها.