وفاة الحلم الأمريكى فى جروبات الأطباء على "واتس آب"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


"الدكاترة" يعتبرون الهجرة لـ"ترامب" خيانة للوطن

لا أحد ينكر دور الأطقم الطبية المصرية فى احتواء أزمة فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19»، حتى الآن، فى ظل انهيار النظم الطبية المثيلة فى أغلب دول العالم، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.

فشل النظام الصحى الأمريكى فى استيعاب خطر الفيروس والتصدى له، فى ظل ارتفاع أعداد المصابين والوفيات، دفع الرئيس دونالد ترامب، إلى جذب أنظار أطباء العالم لبلاده، على أمل زيادة أعداد الأطباء لديه، للتصدى لـ«كوفيد 19»، لذا، دعا قبل أيام، كافة الأطباء والممرضين إلى دخول بلاده، فى أى وقت.

ومنذ تداول ذلك التصريح إعلاميا، بدأ بعض الأطباء فى التفكير بالسفر للولايات المتحدة، داخل الجروبات السرية على وسيلة التواصل الاجتماعى «واتس آب»، إحياء منهم لـ«الحلم الأمريكى» الذى راودهم لسنوات، إلا أن تيارا معارضا لتلك الفكرة ظهر، وهو يمثل الغالبية العظمى من أطباء مصر، تصدوا لتلك الفكرة.

السواد الأعظم من الأطباء كان ضد طرح الفكرة من الأساس فى هذا التوقيت وترك مصر فى تلك الظروف التى تمر بها البلاد، مشددين على أن من يتركنا حاليا ليس سوى خائن، خاصة أن المصريين يحتاجونهم الآن أكثر من أى وقت مضى.

ولم يخف أغلب الأطباء استياءهم من السياسات العنصرية للولايات المتحدة الأمريكية حاليا، إذ إنها لا تجعل الأولوية فى العلاج لذوى الاحتياجات الخاصة، بمعنى أنه إذا جاء لأى مستشفى مريض مصاب بـ«كورونا» من ذوى الاحتياجات الخاصة، ترفضه، وتفضل عليه الشخص السليم، الذى ليس لديه أى إعاقة، وهذا الشىء اعتبره الأطباء المصريون فى منتهى القسوة والعنصرية.

وأبدى الكثير من الأطباء تخوفهم من أن يصبح هناك نقص كبير فى أعداد الأطقم الطبية، فى حال انتشار الوباء أكثر من اللازم، خاصة أن الكثير من الأطباء المصريين تركوا البلاد وذهبوا إلى دول أخرى، خلال السنوات الماضية، مثل المالديف، التى تعتبر مليئة بالأطباء المصريين، لدرجة أن الأمر وصل هناك إلى أنهم عندما يطلبون أطباء للعمل، يشترطون أن يكون الطبيب غير مصرى.

ومن أهم الأمور أيضا التى يتحدث فيها الأطباء عبر «واتس آب»، علاقتهم بوالديهم وبذويهم وأحبائهم، خاصة أن الكثير منهم فى المستشفيات العادية وليست مستشفيات العزل، أصبح يملؤهم الخوف على أهلهم، والكثير منهم أصبح يعزل نفسه، خوفا من أن تنتقل لهم العدوى، ومن ثم ينقلوها إلى أهلهم، لذا، أغلبهم تقريبا لا يذهبون للقاء والديهم، ومنهم من مرض أحد والديه ولم يستطع أن يذهب له للاطمئنان عليه، خوفا من أن يكون حاملا للفيروس، ومن ثم ينقله لأحد والديه، ومنهم أيضا الذى طلب من زوجته أن تذهب لأهلها بصحبة ابنهم، حتى لايختلط بهم للحفاظ عليهم. أما الأطباء الذين فى العزل، فمنهم من لم يخبر والديه حتى الآن، بأنه معزول ويتحجج بأنه يعمل فى محافظة أخرى، وهناك ضغط فى العمل، لذا لم يستطع أن يذهب لهم.