قصة دخول المسيح بيت عنيا وأسباب احتفال الكنيسة بذكراه

أقباط وكنائس

أرشيفية
أرشيفية


تُحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، اليوم الإثنين، تذكار دخول السيد المسيح الي بيت عنيا.

وبحسب كتاب التاريخ الكنسي (السنكسار)، تُحيي هذا التذكار في الحادي والعشرون من شهر برهمات من كُل عام قبطي.

ويُشار الي أن بيت عنيا هي قريبة من منطقة أورشليم في فلسطين، حيث كان لعازر الذي أقامه من بين الأموات، أحد المتكئين معه، وكانت مرثا أخته تخدم الجمع الحاضر، ومريم تدهن قدمي المسيح بالطيب، وتمسحهما بشعرها، فمدحها المسيح، وأشار للحاضرين عن موته قائلًا:" أنها ليوم تكفيني قد حفظته " (1 يو 12: 1-8).

وسكب الطيب علي قدمي المسيح كان قبل الإحتفال بعيد الفصح حوالي ستة أيام، حيث كانت زيارته عقب قيامة لعازر من الأموات كزيارة ودية وجاءت زيارته هذه كإعداد للاحتفال بالفصح، ليعلمنا أن نهتم بإعداد أنفسنا للمناسبات الروحية.

وهي زيارة صداقة لبيتٍ محبوبٍ لديه جدًا، "بيت لعازر ومريم ومرثا"، لأنه يعلم أنه بعد قليل سيفارقهم حسب الجسد، حيث يترك بصمات حبه وكلمات تعزية وداعية تسندهم في يوم التجربة الذي كاد أن يحل.

وكانت زيارة السيد المسيح الي بيت عنيا في السبت اليهودي، حيث يُحتفل بالفصح في اليوم السادس من زيارته.

وكان الوقت قد أزف لتختار كل أسرة الحمل الذي يُقدم فصحًا في العيد، وكان يلزم حفظه خمسة أيام عن الحظيرة،وها هو حمل الله الفصح الحقيقي، يأتي بنفسه ليعزل نفسه، مسلمًا نفسه في أيدي محبيه لمسحه بالطيب والدموع في اليوم التالي من وصوله، بإرادته كرس حياته مبذولة فصحًا عن العالم كله.

وجاء موكب دخوله إلى أورشليم في السبت المسيحي (أحد الشعانين) في اليوم التالي من زيارته لبيت عنيا.

وقدمت الأسرة ذبيحة شكر عملية لذاك الذي أقام رب البيت، فصنعوا عشاء، وقام الثلاثة بأدوار مختلفة، " لعازر بين المتكئين يشهد للمسيح الذي أقامه من الأموات، ومرثا تخدمه، ومريم تعلن حبها له بسكب الطيب على قدميه".

ويرى البعض أن هذه الوليمة هي بعينها التي تمت في بيت سمعان الأبرص (مت 26: 6)، كما يرى البعض أن الوليمتين مختلفتان، فالوليمة هنا تمت في بيت لعازر وأختيه بدليل قيام مرثا بالخدمة.

والوليمة المذكورة في إنجيل متى كانت في اليوم الثالث من أسبوع الفصح، أما هذه فتمت قبل الفصح بستة أيام. وأن الوليمتين تمتا في بيت عنيا، مريم سكبت هنا منًا أي حوالي الرطل من الطيب، وفي الوليمة الثانية سكبت بقيته كله (مر 14: 3).