"مشربية السلامة".. ما لا تعرفه عن مقتنيات المتحف الإسلامي

أخبار مصر

المشربية
المشربية


نشر متحف الفن الإسلامي صورة لإحدى مقتنياته الأثرية تحت عنوان "مشربية السلامة" وذلك في إطار المبادرة التي أطلقها المتحف، "خليك في البيت وزيارتك علينا" لمكافحة فيرس كورونا المستجد، حيث قررت وزارة السياحة والآثار، غلق المتاحف والمناطق الأثرية كافة حتى 31 مارس. 

وقالت دعاء عبد الستار، مسئولة الإرشاد بالمتحف، في تصريحات إلى "الفجر": إن المشربية أو المشرفية، وقد اشتق اسمها من وظيفتها، حيث كلمة مشربية تطلق على الشباك الذي فيه مكان لوضع إناء شرب "القلة"، فسميت مشربية.

وأضافت أن المشرفية تطلق على الشباك الذي يشرف على الشارع ويكون بارز قليلًا عن الحائط، ولكن الشباك القديم الذي انتشر استخدامه في العصر الإسلامي، مشهور أكثر بين العامة بكلمة المشربية. 

وتابعت أن متحف الفن الإسلامي  يمتلك عددا من المشربيات النادرة والتي صنعت بمهارة شديدة ودقة تصميم هندسية عالية بحيث تضمن المشربة عدة أمور أولها سلامة داخل المنزل.

وأوردت أن المشربية والتي تتكون من كرات أو مربعات خشبية وأصابع صغيرة تم التوصيل بينها وبين بعضها البعض بطريقة التعشيق، بحيث تسمح بدخول النور من ناحية، والهواء النقي من ناحية أخرى ومنع جزء من الشوائب المحمل بها الهواء، ثم تسمح بخروج الهواء المحمل بثاني أكسيد الكربون. 

وتابعت أن التحفة المعروضة اليوم تحتوي على رف داخلي، لحمل "القلل"، إذًا فهي مشربية، وكانت القلل من الفخار، الذي يعمل على تبريد المياه، وتوضع القلة إلى الداخل من المشربية فهي محمية من التراب والحشرات.

ونوهت بأن المشربية تقي الواقف خلفها تلصص المتلصصين، حيث تسمح لمن هو بالداخل الاستمتاع بنور الشمس، وبالهواء العليل وبالنظر إلى الشارع وفي نفس الوقت هي ساتر لمن هو بالداخل وخصيصًا السيدات، حيث سمحت المشربيات أو المشرفيات لسيدات المنزل أن يطلعن بحرية على ما يجري في الشوارع أمامهن، دون أن يجرح ذلك سترهن. 

واستكملت أن الهيكل الخشبي للمشربيات في أحيان كثيرة كان يتم تصنيعه من الأخشاب المعطرة مثل خشب الساج وخشب الماهوجني وكانت الشمس عندما تشتد حرارتها على هذه الأنواع من الأخشاب، فتصدر رائحة عطرية جميلة، ثم مع  لمسه من نسيم الهواء العليل، تجد داخل المنزل قد امتلأ بالراوئح الطيبة والتي تشارك في نوع من أنواع التعقيم. 

واستطردت أن المشربية مليئة بمربعات صغيرة، ونجد أن الفنان هنا لم يترك هذه المربعات بل زينها، كل مربع بتصميم مختلف عن الذي يليه، وتلك الزخارف تنوعت ما بين الورود، والأمنيات السعيدة، والأدعية، والأشجار والثمار.

واختتمت بأنه مع ضوء الشمس كانت هذه الأشكال تنعكس داخل البيت على مدار الساعة وهو ما يشبه ألعاب الليزر الحديثة، وأنظمة الديكور التي كنا نظن أن المصري لم يعرفها من قبل.