"الإفتاء": أي دعوة لتجمع المواطنين الآن حرام

أخبار مصر

الإفتاء
الإفتاء


قالت دار الإفتاء: إن ما يتم تداوله، بشأن أن فيروس كورونا منشور في القرآن، تدليس على القرآن وتحريف لمعنى آيات الله عز وجل، نحن نؤمن بأن الله عز وجل أمرنا بالأخذ بالأسباب والتوكل على الله والدعاء.

وانتشرت على صفحات موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" منشور به بعض آيات من القرآن، كدليل على أن فيروس كورونا منشور في القرآن.

وتابعت أن "علاج هذا الأمر هو اتباع التعليمات الصحية من وزارة الصحة والدعاء إلى الله عز وجل برفع الوباء وليس بنشر الخرافات ومحاولة إثبات شيء ليس له أساس من الصحة".

وأضافت دار الإفتاء، أن أي دعوة لتجمع المواطنين الآن في الشوارع وفي أي مكان وتحت أي شعار وبأي ذريعة، هي دعوة خبيثة وحرام شرعًا ولا يراد بها وجه الله.

وأوضحت أن الالتزام بما تقرره السلطات المختصة لحماية الناس من الأوبئة والأمراض واجب شرعي ووطني ومن يخرج عن هذه الإجراءات تحت أي ذريعة آثم شرعًا.

وقررت وزارة الأوقاف إنهاء خدمة كل من عباس أحمد عباس عبد اللطيف، إمام وخطيب بأوقاف بني سويف؛ لتعمده فتح المسجد المعين عليه وإمامة الناس واستخدام مكبرات الصوت في الصلاة بما يعني تعمده الواضح لمخالفة جميع التعليمات.

وأوقفت راضي محمد محمد حسن، إمام وخطيب بأوقاف الجيزة؛ لمخالفته تعليمات الوزارة وقيامه بإمامة الناس في الصلاة أمام باب المسجد. 

وأضافت الوزارة أن هذا القرار يأتي في إطار الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم كله، ونظرًا لأن مخالفة التعليمات في هذه الظروف تعد تجاوزًا ضد المصلحة الوطنية، وبما يعرض الأمن الصحي للمجتمع للمخاطر، وبناء على تحذيراتنا السابقة من أن جزاء مخالفة التعليمات هو إنهاء خدمة المخالف.

وأكدت وزارة الأوقاف على أمرين، الأول هو أن الاستجابة لتعليمات جميع مؤسسات الدولة واجب شرعي ووطني وإنساني.الثاني: أنها جادة في إنهاء خدمة كل من يخالف تعليماتها بشأن غلق المساجد لمدة أسبوعين غلقًا كاملًا، حيث إن الإمام يجب أن يكون قدوة حسنة، لا قدوة سيئة.

وذكرت أنه لا يشترط لصلاة الجنازة إقامتها بالمسجد، بل إقامتها خارجه أولى، خصوصًا في ظل إجراءات الحد من انتشار الوباء، مع مشروعية أدائها على دفعات منعًا للتزاحم، وهي فرض كفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين.

وأوردت أن التزامك بما تصدره الدولة من تعليمات السلامة واجب شرعي كي تحافظ على سلامتك وسلامة الآخرين.

أعلنت دار الإفتاء، تأييدها لقرار فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر بتعليق إقامة الجماعات والجمع بالجامع الأزهر وكذلك لقرار وزير الأوقاف المصري بتعليق إقامة صلاة الجماعة وصلاة الجمعة لمدة أسبوعين في جميع أنحاء الجمهورية، والاكتفاء برفع الأذان ضمن الإجراءات المتخذة للحد من انتشار وباء كورونا المستجد.

وأكدت أن هذا القرار جاء إعلاءً لمقاصد الشريعة الإسلامية العليا التي أكدت على حفظ النفس وصيانتها من كل شر قد تتعرض له، مضيفة أن الصحابة الكرام فطنوا إلى هذا الأمر وقت الأزمات وصلوا في بيوتهم عند حلول الكوارث الطبيعية وغيرها من الأسباب المانعة.

وأشارت، إلى أن الصحابي الجليل ابن عباس رضي الله عنهما قال لمؤذنه في يوم مطير: "إذا قلت: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، فلا تقل: حي على الصلاة، قل: صلوا في بيوتكم»، قال: فكأن الناس استنكروا ذاك، فقال: «أتعجبون من ذا، قد فعل ذا من هو خير مني، إن الجمعة عَزْمة -أي: واجبة-، وإني كرهت أن أحرجكم فتمشوا في الطين والدَّحض -أي: والزلل والزلق".