تزامنًا مع انتشار كورونا.. كبير الأثريين يروي تاريخ الطب في مصر القديمة

أخبار مصر

قدماء المصريين
قدماء المصريين


شاع عن قدماء المصريين خطأ، أن حياتهم اعتمدت على السحر، وتبريكات الآلهة، فكل شيء لديهم فعلوه بالسحر، أو بالتقرب للإله، بنوا الأهرامات بالسحر، وشقوا الترع بالسحر، وعالجوا أنفسهم ببركات حورس، وذلك تشويه للحضارة المصرية العظيمة التي علمت العالم وأسست للكثير من العلوم.

المصري القديم أخذ بالأسباب المادية الكاملة لبناء حضارته التي لا زالت تذهل العالم حتى اليوم، وخصيصًا في عالم المرض والطب. 

المصريين مؤسسين علم الطب 

وتزامنًا مع أزمة انتشار فيروس كورونا، وبين محاولات البحث عن علاج فعال، وبين عدم اهتمام البعض وانتظارهم معجزة إلهية فقط من دون الاعتماد على العلم، يقول مجدي شاكر، كبير أثريين: إن مصر أول من عرفت كلمة فلاح، وكذلك أول معماري وأول صانع، وكذلك عرفت أول طبيب.

وأضاف، أن الكلمة وردت في اللغة الهيروغليفية "زين" بمعنى طبيب، ثم أصبحت تكتب "سونو" في مرحلة أحدث، ثم تحولت في القبطية إلى "سيني" بمعنى طبيب، ومنها اشتقت الكلمة "ميتسني" بمعنى طب، وهي الكلمة التي انتقلت إلى اللغات اللاتينية بحذافيرها ففي الإنجليزية Medicine والفرنسية والإيطالية Medicina وفي الألمانية Medizin.

وتابع أن علم الطب ولــد هنا في مصر القديمة منذ آلاف الأعوام، وامتدح المؤرخ "هيرودوت" الطب المصري، واعترف العالم هومر بشهرة الطب في مصر منذ القدم. 

وأورد أن مصر القديمة عرفت الطب وفروعه، ولم لحورس أو الآلهة دخل في الشفاء كما يعتقد البعض، بل اعتمد المصري على التجريب للوصول للنتائج حتى صار لدينا قديمًا ثلاثة طوائف من الأطباء، الأولى تدعى "سنو" وهم أطباء الباطنة، و"سخمت" وهم الجراحون، و"ساو" وهم الأطباء الروحانيون.

ولفت إلى أن المؤرخ هيرودوت، ذكر أنه كان يوجد أخصائيين للعيون والفم والأسنان، وآلام المعدة ومشاكل الشرج، كما كان يوجد ما يسمى بالأمراض المجهولة السبب. 

ونفى "شاكر" اعتماد قدماء المصريون على التعاويذ والسحر، فقد ثبت يقينًا أن قدماء المصريون كان بينهم أطباء عن علم كتبوا وصفات طبية وأجروا عمليات جراحية وثبت أيضًا أن مهنة الطب كانت موجوده منذ 3000 عام ق.م بأطباء مارسوها منذ الدولة القديمة.

أقدم نظام إداري طبي

وأشار "شاكر" إلى أن اهتمام قدماء المصريين لم يقتصر على الطب كعلم فقط، بل امتد للنواحي الإدارية، حيث عملت مهنة الطب في مصر القديمة وفق منظومة متقنة، تترجم الرحمة في أنبل معانيها بعض النظر عن المردود المالي منها، حيث كان مشرف للأطباء بمصر العليا والدلتا، ونظام إداري محكم لتوصيل الخدمة للمواطن. 

ونوه بأن العالم "جونكير" تمكن من إحصاء 98 طبيبًا في العصر المصري القديم "في الدولة القديمة 42 والوسطى 16 والحديثة 29 والمتأخر 11.

وواصل أن هناك الطبيب الأول الذي استقى منه الأطباء العلم وهو الوزير أيمحتب الكاهن والمعماري الذي صمم أول هرم في التاريخ وهو هرم زوسر المدرج وألف بردية هامة، والذي قال عنه جاميسون هاري الطبيب الإنجليزي في كتابه "أيمحوتب" الصادر عام 1928 "يجب أن ينظر إليه الأطباء باعتباره المنشئ العبقري لفن الطب والإله الرمزي لعلم الشفاء" بل وطالب بأن يكون قسم الأطباء عليه. 

أوائل الأطباء مصريين

واستكمل أن مصر عرفت أول طبيب متخصص في طب الأسنان وهو حسي رع، وكذلك أول طبيبة مريت بتاح، وهي كبيرة أطباء البلاط الملكي في عصر الملك زوسر، فلكل أطباء مصر لكم أن تفخروا بأن أجدادكم هم المنشئين لعلم الطب، الذي نهل منه العالم.

واسترسل أن هيردوت ذكر أن الإغريق ظلوا عالقين أمام أبواب المعابد المصرية ثلاثة عشر عام حتى يحصلوا على بعض أسرار مهنة الطب، وإن كان 18 مارس هو يوم الطبيب المصري، احتفالا بذكرى تأسيس أول مدرسة للطب في مصر والشرق الأوسط بمنطقة أبو زعبل عام 1827، إلا أن الاحتفال بالطبيب المصري يجب أن يكون عالميًا فهو أول طبيب عرفه العالم.