"استهانة الشعب".. لماذا انهارت إيطاليا أمام كورونا؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


استهانة الشعب.. هذا ما وقفت إيطاليا أمامه عاجزة، بعد انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، وارتفاع معدل الإصابة بها لزيادة غير مسبوقة، حيث تسعى الدولة بكل قوتها لإيقاف خطر فيروس كورونا وإنقاذ الشعب من الموت المحقق. 

ولا زالت إيطاليا تُسجل حالات، بشكل متزايد، يومًا بعد يوم، حيث سجلت أمس الجمعة 625 حالة وفاة جديدة بفيروس كورونا، لتُصبح أكبر دولة في عدد الموتي "يوميًا" بالفيروس المنتشر، حتى أنها تخطت الصين مصدر الفيروس. 

السُكان، هم الخطر الحقيقي، حيث اتضح أن الشعب الإيطالي وعلى الرغم من الوعي والثقافة التي يتمتع بها؛ هم سبب تفشي المرض في الكثير من المدن، فضلًا عن انتشاره بين الشباب بأعمارهم المختلفة، حيث كان يظن السكان أن كبار السن هم المُعرضين للإصابة وحدهم. 

وعلى الرغم من أن إيطاليا أصبحت في حالة إغلاق كامل منذ 9 مارس، فإن إجراءاتها فشلت في احتواء انتشار وباء كوفيد-19، وارتفع عدد الوفيات جراء فيروس كورونا، حتى السبت، إلى 4032 حالة وفاة، متجاوزة الصين، حيث تفشي الفيروس لأول مرة، في أعداد الوفيات.

وانهارت إيطاليا أمام فيروس كورونا، لعدة أساب، من أهمها استهانة الشعب بالفيروس، وعدم الاعتراف بوجوده، والاستمرار في حالة من اللامبالاه بقرارات وتوصيات الحكومة ومنظمة الصحة العالمية، حيث استمر الشعب الإيطالي فى التجمعات والسهرات الليلية والخروجات والفسح.

ولم يكن الشعب وحده المُخطئ، فقرارات الحكومة الإيطالية تأخرت كثيرًا، خاصة قرار غلق المجالات الجوية، واستمرارها في استقبال وإرسال رحلات جوية بين الكثير من الدول، حيث وصلت إيطاليا بذلك إلى حافة الانهيار الصحي. 

ولم تعد المستشفيات قادرة على استيعاب مزيدًا من المصابين، الأمر الذي أدى إلى رفض الأطباء استقبال حالات لكبار السن -حسب وسائل إعلامية-، لإنقاذ من هم أصغر سنًا، لتُسجل إيطاليا 627 حالة وفاة في يومًا واحد. 

ومن الإجراءات التي تدرسها إيطاليا نشر الجيش على نطاق واسع، حيث لا يزال 40 في المئة من سكان إقليم لومباردي يتحدون الإجراءات الحكومية، دون خوف من أي عقوبات متوقعة. 

وبالفعل، وجهت السلطات الإيطالية اتهامات ضد أكثر من 40 ألف شخص لخرقهم الحظر، وفقا لأرقام من وزارة الداخلية.