حكاية الأم المثالية بالمنيا.. عكفت على رعاية زوجها المريض 25 عاما

محافظات

بوابة الفجر


25 عاما، كانت كفيلة لتحول عائلة مختار سعد من التشرد إلى الوصول إلى المجد، ولكن بطلة تلك الرواية كانت سامية جابر أحمد محمد الأم المثالية بالمنيا، والتي ضحت بمتاع الحياة وتحملت مشقاتها بعد ما أصاب زوجها من الجلطة طيلة 25 عامًا، لتخرج لنا طبيبة ومعلم وأخرى حاصلة على بكالوريوس سياحة وفنادق.

بداية القصة تعود إلى قرية المنصورة بمحافظة المنيا، عندما أقدمت تلك السيدة على الزواج من مختار سعد محمود سالم، ذاك الموظف الذي كان يعمل بشركة النيل لحليج الأقطان بالمنيا.

وبدأت حياة الزوجين، بالسعادة البالغة رغم أن الظروف المالية لم تكن على قدر المستطاع فسامية تعمل مدرسة تفصيل وكانت تتقاضى قرابة 260 جنيها وكان زوجها الموظف يتقاضى آنذاك 153 جنيها، ولكن كنت السعادة تغمر وجوههما لترزق بعد ذلك بثلاثة أطفال هم الابن الأكبر وسمر الابنة الأصغر وتتوسطهما سماح، ولكن الحياة ليست فقط سعادة على طول النظير، فقد تعرض زوجها في الثلاثين من شهر ديسمبر لعام 1995 بجلطة في المخ، ذلك المرض الذي أجبره على أن يلزم الفراش دون عمل.

ووجدت الأم المثالية، نفسها بين خيارين، إما أن تستسلم للواقع وتشرد العائلة ويسقط الزوج وأبنائهما الثلاثة فريسة للمرض أو تتحدى الصعب، ولأن الست الصعيدية معروفة عند الشدة بأنها بـ"100 راجل"، فقد قررت تلك السيدة أن تتحدى الصعاب وتبدأ رحلة طويلة في إعالة أسرتها، وكما يقول مصطفى كامل "لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس"، وهكذا بدأت سامية رحلتها مع الحياة واضعه تعليم أبنائها الهدف الأسمى.

ورغم أن الحياة المادية بدأت تزداد صعوبة فقررت الأم أن تدرس مع أطفالها، دراسات تكميلية شعبة ملابس جاهزة، حيث لم تكتف تلك السيدة بذلك بل أقدمت أيضا على شراء مكينة حياكة، تعمل عليها لتساعدها تربية أبنائها رغم أن السيدة لم تكن تملك رفاهية الوقت بسبب العمل الحكومي وإعالة الأسرة ولكن تلك السيدة وتركت راحتها في الحياة من أجل التكفل بخروج أسرة مثالية.

وخرج الزوج على المعاش في عام 1998، عجز كامل، وقررت الأم أن تقترض مبلغًا لتقوم بشراء سيارة أجرى يعمل عليها الابن الأكبر لتساعدها في التغلب على المصروفات اليومية، وبعد أن تخرج أكرمة الله بوظيفة بوزارة التربية والتعليم بالمنيا فعمل مدرس أول تربية فنية.

25 عاما، ظلت ترعى سامية زوجها طريح الفراش، وتربي أبنائها الثلاثة حتى أصبح محمد معلمًا، وسماح خريجة لكلية السياحة والفنادق والصغرى، وسمر دكتورة صيدلانية.

وباعت الأم السيارة الأجرة، وقامت بشراء منزلا تجمع فيه أبنائها الثلاثة ورب الأسرة ولأنه كما يقول المثل الشعبي "لكل مجتهد نصيب"، فقد أكرمها الله بعد مشقة الحياة أن تحصل على جائزة الأم المثالية على مستوى محافظة المنيا، وذلك بعد أعلنت وزارة التضامن الاجتماعي مؤخرًا عن أسماء الأمهات المثاليات لعام 2020.