نص كلمة البابا تواضروس خلال جنازة الأنبا صرابامون

أقباط وكنائس

صورة من الحدث
صورة من الحدث


قال البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، إننا كأباء المطارنة والأساقفة والرهبان نجتمع جميعًا كأبناء للأنبا صرابامون تعلمنا منه، لافتًا إلي أن الأنبا صرابامون نعتبره شخص زائرًا لنا علي الأرض في رحلته الطويلة، التي كرس نفسه من أجل أن يعيش راهبًا في البرية.

وأكد " تواضروس" في كلمته، خلال ترؤسه صلوات الجنازة علي جثمان الأسقف الراحل، إنه كان يٌمثل صورة للراهب الأصيل كما نقرأ عنه في كتابات الآباء منذ أن نشأت الرهبنة علي أرض مصر في القرن الثالث والرابع الميلادي، وكأنه أتى إلينا من هذه الأزمنة البعيد، مشيرًا إلى إنه إنسانًا مٌعلمًا ليس بكلًام ولكن بقدوته وبصورته وبشخصه.

واستطرد: أن الأنبا صرابامون قد التحق بدير الأنبا بيشوي وكان في العُمر الواحد والعشرٌون، وكان يتزامن عقب اعتلاء البابا الراحل كيرلس السادس في عام 1959، وعاش راهبًا تقيًا مٌحبًا ومحبوبًا من جميع إخوته ورئيس ديره أنذاك الأنبا ثاؤفيلوس الراحل.

كما تتلمذ علي يد البابا الراحل شنودة الثالث، وبعد اعتلاء شنودة الكُرسي المرقسي، اختار صرابامون أسقفًا ورئيسًا للدير الذي كان وقتها فقيرًا، وبدأ يُقدم صورة رهبانية، مؤكدًا بأنه صاحب مَدرسة كبيرة في الحياة الرهبانية، وعلي يديه تتلمذ المئات من الرهبان في معظم أديرة الكنيسة.

وأشار إلي إنه قدم صورة هادئة بكل تفاصيل الحياة الرهبانية كما يجب أن تكون، كما إنه عاش في هذا الفقر الإخباري وكمال الطاعة الرهبانية والبتولية وحفظ النذور الرهبانية التي كانت تفوح منه رائحتها والسيرة الملائكية، مؤكدًا أن الكثيرين الذين التحقوا بالحياة الديرية لم يلتحقوا بدير الأنبا بيشوي ولكن التحقوا من أجل ما رأوه أمام التي كانت قدوته هي مثالًا قويًا ليدفع الكثير إلي الحياة الرهبانية.

وأضاف: إن الله قد استخدمه ليكون ميناء فرح وسلام وعندما يلقي كلماته القليلة إنما هي كلمات تحمل قوة الروح لتجعلك في راحة قلبية وداخلية.

ولفت إلي أن كان دائمًا مُشجعًا لابناءه في الدير، فهو لم يكن الميناء الذي نلجأ إليه فقط بل كان ميناء لتشجيع للنفوس.

وأكد أن الأسقف الراحل قد خدم الكنيسة والوطن وكان يصلي من أجل سلامها ومن أجل أن يحل السلام علي أرض مصر، كما كان عندما يُعود من رحلاته الرعوية خارج مصر دائمًا يفتخر بعودته إلي أرض الوطن يقول "مصر أحسن بلد".

وواصل: عندما تتعرض الكنيسة لمتاعب كثيرة في أزمنه كثيرة، ولكن كان هو يصنع سلامًا في كل المُشكلات التي تحدث، كما قدم في محبته الي الكثير لابناءه الذين من يخدمون في أماكن كثيرة.