مدرب صن داونز في حوار حصري لـ"الفجر الرياضي": واجهت "العنصرية" وتفوقت على المدربين "البيض"

يعرف جيدًا أنه على أبواب مباراة صعبة مع خصم قوي يريد الثأر لهزيمة ثقيلة العام الماضي، ويُدرك جيدًا أن الشفرة ليست في المدربين بل في اللاعبين لذلك حتى وإن تغير فكر المدرب يبقى اللاعب المصري أحد أفضل لاعبين القارة السمراء.

خلال الأيام الماضية لم يشغل بال بتسو موسيماني مدرب فريق صن داونز الجنوب إفريقي سوى متابعة ما يحدث في الساحة الرياضية المصرية، شاهد المباريات، عرف كواليس ما حدث في السوبر المصري، وأخيرًا جاء للقاهرة التي يحب مناخها رغم كرهه للزحمة.

الفجر الرياضي انفرد بلقاء "موسيماني" بمجرد وصوله للقاهرة لتجري معه هذا الحوار الذي يكشف كثيرًا من التفاصيل عن المباراة المقبلة في دوري أبطال إفريقيا وعن "موسيماني" ذاته. 

من الصعب الحديث عن مباراة قبل ان تبدأ، ولكني  أعرف جيدا أن النادي الأهلى لا يريد تكرار ما حدث قبل ذلك ويعمل على هذا جيدًا، ولو كنت مسؤول عن الادارة الفنية للأهلي كنت سأفكر نفس التفكير.

بعد مباراة الأهلى طلبت من اللاعبين أن يفرحوا بما حققوه سواء بالفوز الكبير على الأهلى  أو الصعود لنصف النهائي، خاصة أن تلك المباراة كانت للتاريخ ولن تتكرر مرة أخرى، ولكن لأن كرة القدم "مضحكة" عندما واجهنا الوداد في نصف النهائي كنا نريد احراز هدف واحد حتى نتمكن من الصعود للنهائي ولكننا لم نفعل ولم نستطيع احراز هدف واحد، بالرغم من تمكنا من إحراز 5 أهداف في المباراة السابقة.

عادة لا أهتم بالمدربين ولكن أنظر للملعب وكيف يلعب الفريق وطريقة لعبهم، قبل ذلك لعبت 6 مواجهات ضد الزمالك ورغم ذلك فالملعب له رأي آخر بعيدًا عن حفظ طريقة تفكير المدربين، وفي مصر أعرف أن الفرق تفضل المدربين الأوروبيين أو الجنوب أمريكيين ولا يثقوا في المدربين الأفارقة.

كرة القدم لا تعترف إلا بكيف تلعب وكيف تكسب، الكرة كرة ولا تعترف بالجنسيات سواء كنت أوروبي أو أفريقي أو من أمريكا الجنوبية، واجهت مدربين أوروبيين عندما لعبت ضد الأهلى والزمالك وتفوقت عليهم، ولم أرى أي اختلاف بيني وبينهم، الاختلاف يظهر فقط في فكر المدرب في الملعب، وكيف يلعب الفريق، ولكن الواقع يقول أن الأندية المصرية تفضل تلك المدارس في التدريب عن المدرسة التدريبية الأفريقية.

نادي الزمالك خدم لاعبي الأهلى بعدم خوض المباراة، فذلك في صالح الأهلي لإراحة اللاعبين من المجهود البدني أو الحفاظ عليهم من خطر الاصابات، فأعتقد أن الأهلى هو المستفيد من ذلك ولن تتأثر نفسية اللاعبين بأي شيء.

الاختلاف كبير عندما تكون مدرب للمنتخب تمتلك وقت كبير وكذلك فترة التوقف تكون كبيرة ويكون عندك الوقت الكافي لتدريب اللاعبين على خطتك وطريقة اللعب المطلوبة منهم، وأيضا يوجد وقت للمدرب للعمل مع كل لاعب على حدة، ويكون الحظ الأكبر إنه يمكننى اختيار أفضل اللاعبين في البلد سواء المحليين أو المحترفين، لكن في تدريب النادي يكون الوقت مضغوط جدا 3 أيام بحد أقصى قبل المباراة، ثم أن كل جماهير الأندية تدعم المنتخب وهنا تكون أفضلية كبيرة.

لا ألعب إلا بطريقة هجومية، ونحن في صن داونز لا نعرف إلا اللعب الهجومي، وأحب احراز الأهداف بكثرة.

لا علاقة للأهلي بذلك لكن هناك بنود لم نتفق حولها مع إدارة صن داونز والمضحك أن البنود لا تتعلق بالمقابل المالي فنحن متفقين على ذلك. 

بالطبع سأوافق.

أنا معجب بكل الفرق المصرية والجمهور المصري جدا، وأحب رؤيتهم عندما يذهبوا لمؤازرة فريقهم في الاستاد، أعرف أن الآن توجد بعض المشاكل الأمنية التي تمنعهم من  ذلك، عندما واجهت الزمالك كان وراءه أكثر من 60 ألف مشجع، وعندما واجهت الأهلى كان العدد أقل ولكنه كان مبهج. 

نعم لعبت ضده وأحترمه جيدًا فلم يحقق أي مدرب إنجازات مع المنتخب  كالتي حققها حسن شحاتة مع المنتخب المصري، بالرغم من وجود تجارب للمنتخب المصري مع عدد من المدربين الأوروبيين والجنوب أمريكيين، لكن الانجاز مكتوب باسم حسن شحاتة.

ثلاثة لاعبين هم "محمد صلاح وميسى وساديو ماني"

والدي كان عامل بسيط وكان مع أمي يعملان كثيرًا من أجل عائلتهم وولدت إبان فترة محاربة العنصرية في جنوب أفريقيا، قبل أن يتغير الوضع في جنوب أفريقيا، حضرت هذه الأيام وأتذكرها جيدا، ولكن الآن الوضع مختلف جدا، وأنا سعيد أن أولادي يعيشوا الآن في دولة جيدة.

أرى هذا كثيرا في أوروبا، ولكن نحمد الله إنها غير موجودة في أفريقيا الآن، وهذا شيء مؤسف أن نراه في الملاعب الآن أن تتم الاساءة للاعب كرة لمجرد اختلاف لون بشرته، شيء قاسي أن يشعر شخص إنه غير مهم لمجرد أن بشرته سوداء في المقابل أن أصحاب البشرة البيضاء أكثر تميزا، وأعتقد أن كرة القدم تعطي من يعطيها فقط والأمر ليس له علاقة بلون البشرة من قريب أو من بعيد، فمثلا بيليه هو أسطورة ولو الأمر يقاس بلون البشرة لم نكن نرى تلك الأسطورة، ومعظم لاعبي كرة القدم المميزين هم أصحاب لون البشرة السوداء، وأعتقد أنه آن الأوان أن لا نرى تلك الأمور في ملاعب كرة القدم مرة أخرى، انا أيضا واجهت مدربين كثر من الأوروبين وأصحاب البشرة البيضاء، ولو لون البشرة مهم ما كنت كسبتهم وتفوقت عليهم.

أعطوني كل الدعم في البداية، ولكن والدي كان رافض لفكرة أن أصبح لاعب كرة قدم، وقتها كانت كرة القدم ليست الشيء الذي يمكنه تغيير حياتك مثل الآن، ولذلك والدي كان يريد مني أن أهتم بدراستى ولا أعطي كل تركيزي لكرة القدم، فمثلا محمد صلاح غير حياة عائلته بأكملها بسبب كرة القدم.

لم أكن طالب ذكي كنت متوسط المستوى، وبالرغم من ذلك لم أهرب من المدرسة في أي يوم.

كنت محترف في اليونان، في نفس الفترة التي كان محترف فيها مجدي طلبة وحسام حسن وإبراهيم حسن في اليونان، كنا نلعب في فرق مختلفة ولكني أعرفهم جيدا، وكانوا لاعبين مميزين جدا، وكان في هذا التوقيت مدربي هو  اليوناني نيكو أليفاندوس واستطاع أن يخرج مني كل ما أمتلكه من مهارات، وكان طوال الوقت يخبرني عن الأشياء المميزة عندى حتى احافظ عليها.

عندى ولدين وبنت، والولدين يلعبوا كرة القدم ولكن أنا لا أريد أن أضغط عليهم بأي شكل من الأشكال، ولن أطلب منهم ان يكونوا مثلي أبدا، ولكن يجب أن يعيشوا حياتهم هم، فكل واحد له حياته وشخصيته المختلفة، فأنا سأدعمهم أي كان اختيارهم سواء كانوا يريدوا أن يكونوا لاعيبة كرة قدم أو صحفيين أو فنانين، أي شيء المهم عندما يفعلوا شيء يفعلوه بحب.

مصر جوها جميل وشعبها مميز ولكنى لا احب الزحمة، ولكن مصر مكان مميز لقضاء الاجازة والاستمتاع بها، ومن خططي زيارة شرم الشيخ، وكذلك أحببت اسكندرية جدا، أيضا أحب الطعام المصري مثل السمك، وكان لي تجربة في الذهاب لمطعم يقدم كل أنواع اللحوم المختلفة وحبيت جدا هذه التجربة.