"سرطان في الإثنى عشر".. أسرار خطيرة عن مرض مبارك النادر

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية


كان يعاني الرئيس الراحل حسني مبارك من سرطان في الإثنى عشر، وهو نوع نادر من السرطانات، ولا يحدث إلا واحد في المليون، ويعد الأكثر عرضة للإصابة من تجاوز الستين عامًا، حيث أوضح الدكتور ياسر عبد القادر أستاذ علاج الأورام بكلية طب القصر العيني والطبيب المختص بعلاج مبارك، أنه بدأ علاج مبارك بعد تنحيه عن الحكم بنحو 4 أربعة أشهر، أي في شهر رمضان عام 2011، وأن مبارك قد شفي تمامًا من الورم بعد استئصاله عام 2011، وأنه تابع حالته للتأكد من سلامته.

وبحسب ماذكره موقع Medical news today"، يعد سرطان الإثنى عشر نوع نادر من السرطان يتشكل في الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة، ولا تظهر أعراضه مبكرًا وهذا يجعل إكتشاف المرض في مراحله الأولى أمرًا غاية في الصعوبة، وتكمن خطورته في تطوره السريع وانتشاره في أماكن متفرقة من الجسم، حيث يبدأ في الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة، ويحدث تطور للورم في الخلايا الغدية والتي تصطف داخل الأمعاء الدقيقة، والأورام الغدية هي النوع الأكثر شيوعًا من سرطان الأمعاء الدقيقة.

ويمتد الورم بعد ذلك إلى العضلات والأنسجة المحيطة بالأمعاء الدقيقة، ثم تنمو ببطء وتتطور في خلايا الغدد العصبية في الأمعاء.

ويصاحب سرطان الإثنى عشر عددا من الأعراض الصامتة، التي تتداخل مع العديد من المشكلات الصحية التي تصيب الجهاز الهضمي، أبرزها: فقدان الوزن غير المبرر، مع الشعور بألم في البطن، وإخراج براز دموي مع الغثيان والإسهال، والضعف والتعب العام، وفقر الدم واليرقان، الذي يسبب إصفرار الجلد وإبيضاض العين.

وهناك عدد من العوامل تزيد من نسبة خطورة الإصابة بالإثنى عشر وهي: الإفراط في التدخين، والتقدم في العمر، وقد تتدخل العومل الوراثية في الإصابة بسرطان الإثني عشر، ويعد داء البوليات الحميد أحد الأمراض النادرة والتي من الممكن أن يحدث سرطان الإثنى عشر كأحد مضاعفاته، وتشكل الإصابة بمرض كورونز الزيادة من خطر الإصابة بسرطان الإثنى عشر.

وفي حالة وجود سرطان بالقولون فقد يشكل هذا تهديدًا للإصابة بسرطان الإثنى عشر.

وتؤكد بعض الدراسات، أن الأشخاص الذين يتناولون الكثير من اللحوم الحمراء أو الملح أو الأطعمة المدخنة قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بسرطانات الأمعاء الدقيقة.

وعند القيام بتشخيص سرطان الإثنى عشر، يمكن أن يجد الأطباء صعوبة بسبب الثنايا الطبيعية للأمعاء الدقيقة، ولأن الأعراض أيضا يمكن أن تكون مشابهة لأعراض العديد من الحالات الأخرى، ويخضع المريض للكثير من الفحوصات الدقيقة لتشخيص المرض وتتمثل في إختبارات الدم، حيث تشمل أخذ عينة دم من الشخص وتحليلها للتحقق من وجود علامات للسرطان، وللمساعدة في استبعاد الحالات الأخرى.

كما يخضع المريض للتصوير بالأشعة السينية، والرنين المغناطيسي، والتنظير العلوي حيث يقوم الطبيب بإدخال المنظار من خلال الحلق وذلك مرورًا بالمعدة والإثنى عشر، ويحتوي المنظار على كاميرا في نهايته حيث تسمح للطبيب برؤية وتصوير الإثنى عشر، لكي يتأكد من وجود أي تجمعات ويمكنه أخذ عينة وتحليلها.

ويمكن علاج سرطان الإثنى عشر في 5 مراحل حيث تتحدد حسب مكان الإصابة والإنتشار ويؤثر على طبيعة العلاج المناسب للحالة، وتعد أبرز خيارات العلاج المتاحة هي: خضوع المريض المصاب لعملية جراحية لإستئصال الورم، ولتقليل فرصة تفشيه في مناطق أخرى بالجسم، ويحتاج بعدها المريض لعدد من العلاجات الأخرى ويقوم بتحديدها الطبيب حسب الحالة، مثل: العلاج الإشعاعي وهذا يستخدم أشعة مركزة عالية الطاقة مثل الأشعة السينية لقتل الخلايا السرطانية.

وأيضا مثل العلاج الكيميائي ويشتمل على الأدوية التي تقتل الخلايا السرطانية أو تمنعها من النمو ويتم تناوله عن طريق الفم أو عن طريق الحقن في الوريد.

وقد يستخدم الأطباء العلاج البيولوجي حيث يقومون بإستخدام الجزيئيات البيولوجية لتحفيز الجهاز المناعي للشخص لمكافحة السرطان بشكل أكثر فعالية.