تفاصيل أحدث شركات التجسس التي أسستها أمريكا وألمانيا

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية


تدعي الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا أنهما دولتان تحترما حقوق الانسان وخصوصية الدول الأخرى، وتسعيان لتطبيق حرية الرأي، والمساواة واحترام خصوصية الأفراد، لكن ما تكشفه تقارير صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية عن تجسس المخابرات الأمريكية والألمانية على اتصالات الحكومات حول العالم من خلال شركة اتصالات كانت تعمل في 120 دولة حول العالم، يكشف تناقضًا بين تصريحات الدولين وأفعالهما .

شركة اتصالات
تعمل شركة الاتصالات السويسرية Crypto AG، في جميع أنحاء العالم، للمحافظة علي سرية اتصالات جواسيس والجنود والدبلوماسيين من خلال بيع آلات التشفير، وكانت تعمل في بناء آلات لصنع الكود للقوات الأمريكية خلال الحرب العالمية الثانية، وكانت أيضا تعمل في صناعة أجهزة التشفير لعقود من الزمن.

حققت الشركة السويسرية ملايين الدولارات من بيع المعدات إلى أكثر من 120 دولة في القرن الحادي والعشرين، وكان من بين عملائها إيران، والمجلس العسكري في أمريكا اللاتينية، والهند وباكستان، الفاتيكان، كانت الشركة مملوكة سرًا لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية في شراكة مع المخابرات الألمانية الغربية، قامت وكالات التجسس بتزوير أجهزة الشركة حتى يمكنها كسر الرموز التي استخدمتها البلدان لإرسال رسائل مشفرة.

ماكينة التشفير
صنع المخترع الروسي بوريس هاغلي، ماكينة تشفير محمولة، عندما هرب إلى الولايات المتحدة بعد الاحتلال النازي للنرويج في الأربعينات وقت الحرب العالمية الثانية، ووزعت المخابرات الأمريكية الماكينات على 140 ألف جندي أمريكي في ساحات القتال.

انتقل هاغلين، بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية إلى سويسرا، وأصبحت تكنولوجيته متطورة، حتي خشيت الولايات المتحدة من أنها ستمنعها من التجسس على الحكومات الأخرى.

أقنع وليام فريدمان خبير فك الشيفرات، هاغلين بعدم بيع ماكيناته الأكثر تطورًا إلا للدول التي توافق عليها الولايات المتحدة، أما الماكينات القديمة التي تقدر المخابرات الأمريكية على فك شيفراتها فتباع لبقية الحكومات، واشترت الولايات المتحدة وألمانيا شركة كريبتو، وسيطرتا على جميع مراحل الإنتاج والتطوير والتصميم والتكنولوجيا

مراقبة إيران
وحصلت واشنطن بوست وZDF، علي وثائق سرية عن تجسس المخابرات الأمريكية والألمانية على الدول، وكانت شركة "كريبتو أيه جي" توفر أجهزة تشفير لدول العالم، وهو ما سمح لوكالات الاستخبارات بالوصول إلى معلومات سرية منذ الحرب الباردة حتى العقد الأول من القرن الحالي، ولم تستخدم روسيا والصين هذه الماكينات، ورفضتا استعمالها.

وأوردت صحيفة واشنطن بوست والتلفزيون الألماني "زد تي إي" والقناة السويسرية "أس أر أف" تقريرًا، يؤكد أن" المخابرات الأمريكية والألمانية استعملتا معدات الشركة لفك تلك الشيفرات، وحصلت الوسائل الإعلامية على تقارير سرية في أرشيف وكالة الاستخبارات الأمريكية تحت اسم "عملية القرن".

وأكدت الصحيفة، أنه في الثمانينات وصلت نسبة الاتصالات الأجنبية التي تجسست عليها وكالة الاستخبارات الأمريكية من ماكينات كريبتو 40% من مجموع الاتصالات، وسمحت هذه الماكينات للولايات المتحدة بمراقبة المسئولين الإيرانيين خلال أزمة الرهائن في عام 1979، كما أمدت بريطانيا بمعلومات استخباراتية عن الجيش الأرجنتيني خلال حرب الفوكلاند.

نهاية الشركة
أصبحت وكالة التجسس الألمانية، تعتقد أن الشركة خطرًا كبيرًا على المخابرات، وتركت ألمانيا العملية في أوائل التسعينيات، لكن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية اشترت حصة الألمان واستمرت ببساطة، حتى بيعها في عام 2018، عندما باعت الوكالة أصول الشركة، وفقًا للمسؤولين الحاليين والسابقين.

وانخفضت أهمية الشركة لسوق الأمن العالمي بسبب تقنية التشفير عبر الإنترنت، وامتنعت الحكومات والشركات الكبرى عن استخدام الشفرات التقليدية، وأصبح التشفير القوي في كل مكان مثل التطبيقات الموجودة على الهواتف المحمولة.

ورفضت شركة كريبتو الدولية السويدية ما نشرته الصحيفة، حيث اشتري الشركة مستثمر جديد عام 2018، وافضة وجود علاقة لها بالمخابرات الألمانية ولا الأمريكية، مؤكدة، إنها" منزعجة كثيرا بما جاء في التقرير، وأكدت الحكومة السويسرية، أنها علمت بالقضية في نوفمبر، عينت قاضيا متقاعدا للتحقيق في القضية،