خبراء يوضحون لـ"الفجر" أهمية قمة أديس أبابا وأبرز محاورها

عربي ودولي

قمة أديس أبابا -
قمة أديس أبابا - أرشيفية



باتت القمة الأفريقية لها أهمية كبيرة في الوقت الراهن، خاصة في ظل تزايد توجه الدول الكبرى للاستثمار بالقارة السمراء وبذل مصر للعديد من الجهود من أجل حل الصراعات بين الدول الأفريقية وجلب الأمن والسلام والمزيد من الاستثمارات لها.

وقال خبير الشئون الإفريقية بالهيئة العامة للاستعلامات الدكتور رمضان قرني: إن "القمة الأفريقية الـ33 للاتحاد الأفريقي تحتل أهمية خاصة، وفقًا للعديد من المتغيرات"، موضحًا أن الحضور الكثيف من قبل مسئولي ووزراء 45 دولة للقمة يؤكد أهميتها على الساحة الإقليمية والدولية.

مباردة إسكات البنادق
وذكر الدكتور رمضان قرني، أن القمة لها أهمية خاصة على المستوى العام، بسبب تنوع القضايا التي تركز عليها والمتعلقة بالشباب والمرأة والتجارة الحرة الأفريقية واللاجئين والنازحين.

كما لفت إلى أن القمة الحالية ستركز على مبادرة إسكات القنابل 2020، والتي أطلقها الاتحاد العام الماضي بمباردة مصرية وشهدت العديد من الاجتماعات التمهيدية في القاهرة، وبالتالي فهي ضرورية لحفظ السلام والأمن في القارة السمراء، وتضمن العديد من التوصيات الهامة سواء فيما يتعلق بالتوصل لاتفاقيات نهائية بأطراف النزاع أو وقف إطلاق النار والحوار بين اطراف الصراعات السياسية وإيصال المساعدات الانسانية للمحتاجين ومحاربة المجاعات بالدول الأفريقية.

الأهمية الاستراتيجية
وأفاد الخبير بالشئون الإفريقية، بأن مباردة اسكات البنادق لها أهمية كبيرة على المستوى الاستراتيجي الأفريقي لأنها الأولى في تطبيق استراتيجية 2063، التي تبناها الاتحاد الأفريقي وتقوم على العديد من الآليات.

وتابع: فعلي المستوى الاقتصادي تعتمد على آلية تطبيق منطقة التجارة الحرة التي تم تدشينها في قمة ميامي بيونيو الماضي، وبالنسبة للمستوى الأمنى، فتركز على مبادرة إسكات البنادق وحل الصراعات السياسية، وهي أبرز التحديات التي تواجه الاتحاد، ومرحلة مهمة وأولية في الاستراتيجية الخاصة بالرؤية المستقبلية للاتحاد.

أهمية القمة اقتصاديًا
وبالنسبة للمستوى الاقتصادي، بين قرني أن تدشين منطقة التجارة الحرة في يوليو الماضي يظل أحد القضايا التي سيتم استكمالها بقمة أديس أبابا، فرغم تصديق الدول الافريقية على الاتفاقية ودخولها حيز النفاذ، لكن هناك العديد من الاجراءات المهمة وهي ضبط التشريعات بين الدول الأفريقية ووازالة العوائق الجمركية وتطوير البني التحتية بدول القارة، من أجل رفع معدلات التجارة البينية الي ما يناهز 25%.

كما نوه إلى أن قضية الإصلاح الهيكلي تعتبر أهم المحاور الهامة التي سينتم مناقشتها خلال القمة سواء فيا يتعلق بالإصلاح المالي أو الخاص بالمناصب داخل الاتحاد الافريقي.

سد النهضة
ونوه إلى أنه قد يتم عقد قمم على هامش القمة الأساسية بين إثيوبيا ومصر وأديس وأبابا؛ لمناقشة أزمة سد النهضة وتسهيل أعمال اللجان الفنية الخاصة بالسد من أجل طرح رؤية سياسية واحدة بشأن الأمر.

دور مصر بالقمة
وذكر قرني أن مصر بذلت جهودًا عديدة بالاتحاد العام الماضي، ونتج عنها تدشين 3 آليات، تتمثل في إنشاء مركز الاتحاد الأفريقي لمكافحة الإرهاب الدولي لدول الساحل والصحراء ونتجج عنه إجراء تدريبات عديدة بقاعدة محمد نجيب، والتنسيق بين القوات المختلفة لدول الساحل والصحراء وإطلاق منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة، وهو أول منتدى يتحدث عن قضايا حفظ السلام والأمن بأفريقيا، واستضافة مصر لمركز الاتحاد الافريقي لإعادة الإعمار والتنمية ويهدف للحفاظ على مقدرات الدول في مرحلة ما بعد الصراعات.

وعلى نفس الصعيد، قال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة بغداد الدكتور مصطفى ابراهيم الشمري: إن "مشاركة مصر بالقمة الأفريقية تأتي في اطار تسلمها رئاسة الاتحاد الافريقي، وبذلها جهودًا حثيثة في القضايا الأفريقية كالتنمية الاقتصادية والاجتماعية، والسلم والأمن، والإصلاح المؤسسي والمالي للاتحاد الأفريقي وغيرها".

كما أوضح أن إنعقاد القمة يأتي في ظل الجهود الحثيثة للتوصل إلى اتفاق بشأن ازمة سد النهضة بين مصر والسودان، كدول مصب مع دولة المنبع وصاحبة سد النهضة إثيوبيا، ومن المتوقع أن يتم التوصل الى اتفاق مبدئي بحلول منتصف فبراير 2020، لافتاً إلى أن "دور مصر الفاعل في القارة الافريقية وحضورها المتميز في منظماتها الاقليمية، وعلى رأسها الاتحاد الأفريقي سيساهم في حل الأزمة".