مرتزقة وأموال وأسلحة.. رحلة أردوغان للسيطرة على ثروات ليبيا

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


يسعي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لفرض سيطرته على ليبيا، من خلال تقديم الدعم اللازم لميليشيات حكومة "الوفاق" في العاصمة الليبية طرابلس المترنحة تحت ضربات وتقدم الجيش الليبي في أحياء رئيسية في العاصمة.

ويستخدم أردوغان، مرتزقه يُقدم لهم رواتب شهرية وأسلحة، إلى جانب غرفة عمليات داخل مطار طرابلس تضم ضباطا أتراكا، يتولون التنسيق بين قادة الميليشيات الليبية التابعة لـ "حكومة الوفاق"، والميليشيات السورية الوافدة.

ووفقًا لوكالات وشهود عيان، فإن أردوغان فتح الأبواب على مصرعيها أمام جماعات مأجورة تُقاتل من أجل الأموال، حيث انضم إلى جبهة القتال فى ليبيا المتمردون السوريون المدعومون من تركيا.

ميليشيا لواء السُلطان مراد أول الإرهابيين داخل ليبيا.. والراتب ألفين دولار
ورصد خبراء عسكريين أن أول ميليشيا أُرسلت إلى ليبيا هي "لواء السلطان مراد التركماني"، وفتحت الفصائل المسلحة الموالية لتركيا في شمال سوريا الباب أمام الراغبين في الانضمام إلى الميليشيات المتوجهة إلى ليبيا، إلى جانب افتتاح 4 مراكز في عفرين شمال حلب، لاستقطاب المُقاتلين، بإشراف "فرقة الحمزات" و"الجبهة الشامية"، و"لواء المعتصم"، و"لواء الشامل" لقبول وتسجيل المرتزقة.

كما أصدر أردوغان أوامره لتشجيع الشباب للانضمام إلى تلك الميليشيات المسلحة، مُعلنًا تخصيص راتب شهري بـ 2000 دولار أمريكي لكل مقاتل يتوجه إلى ليبيا، علاوة على خدمات إضافية ستتكفل بها ليبيا.

من هم لواء السُلطان مراد ؟
فرقة السلطان مراد هي جماعة مسلحة في الحرب الأهلية السورية، أُنشئت من مكون أغلبه ينتمي إلى تركمان سوريا وبإشراف المخابرات التركية. وتتماشى مع المعارضة السورية ومعتمدة بشكل كبير من قبل تركيا، التي تقدم لها التمويل والتدريب العسكري والدعم الجوي. وهي الفئة الأكثر بروزا من بين كتائب تركمان سوريا والمدعومة من تركيا.

في مارس 2013، تم الإعلان عن تشكيل لواء السلطان مراد، بقيادة العقيد أحمد عثمان، وفهيم عيسى قائدًا عسكريًا ميدانيًا، وضمّ اللواء عددًا من الكتائب الإجرامية، حيث تهدف المخابرات التركية إلى تشكيل تنظيم تكون نواته عناصر تركمانية بحتة ذات أيديولوجية قومية، لضمان ولائها الكامل لتركيا.

ووضع رجب طيب أرودوغان شرطين رئيسين أثناء دعمه لمليشيا الإرهاب هما: "زيادة العدد وتوسيع الرقعة"، ما أدى إلى دمج كتائب أخرى في صفوف لواء المراد سلطان، وخصصت أنقرة راتبًا شهريًا بـ 150 دولار أمريكي لكل عنصر في الميليشيا التركمانية المسلحة.

وكانت تقارير عدة ومصادر محلية، أشارت إلى انضمام عناصر من داعش الإرهابي في مدن جرابلس، والراعي، وعفرين، والباب السورية إلى هذه الميليشيا بعد سيطرة تركيا عليها.

التاريخ يفضح ميليشيا مراد.. عناصرها ذات طابع دموي
تداولت الصحف المحلية والعربية والعالمية، جانب من تاريخ كتائب السلطان مراد، حيث لم يذكر إلا قيامها بأبشع وأقذر الجرائم فى حق البشرية، فتاريخها دموي منذ قيامها، فضلًا عن ارتكابهم مجازر ضد السكان الأصليين من الأقليات والطوائف الأخرى، خاصةً العرب، والأكراد، والأشوريين وغيرهم.

وأكدت التقارير تورط لواء السلطان مراد، في أكبر عملية سرقة جماعية ونهب لممتلكات المدنيين في عفرين ذات الغالية الكردية، بعد استيلائها على المدينة في 18 مارس 2018 بفضل القوات التركية.

وتتهم منظمات حقوقية وإنسانية، ميليشيا السلطان مراد بخطف أكثر من 300 مدني من سكان عفرين منذ 18 مارس 2018 بتهمة الانتماء إلى وحدات حماية الشعب الكردية، إضافة إلى إرغامهم على دفع فدية مالية وصلت إلى 40 ألف دولار مقابل إطلاق سراحهم.

مسلحون موالون لأردوغان داخل ليبيا  
وكشفت مجلة "نيويورك ريفيو أوف بوكس"، عن وجود مسلحين سوريين على جبهات القتال في العاصمة الليبية طرابلس، حيث أوفدت صحفي يعمل لصالح المجلة، قام برصد تجمعا لهؤلاء المسلحين في أحد مناطق طرابلس، وسجل شهادات بعضهم، ومن بينهم قائد مجموعة قتالية محددة، ذكر أن عددهم حوالي 500 مسلح، وأنهم جزء من كتيبة كبيرة تضم نحو ألفي مسلح.

ويمضي هذا القائد الميداني إلى القول، إن المسلحين بدؤوا بالتوافد على طرابلس منذ نحو شهر، ومعهم عسكريون من الجيش التركي، وأن هناك خططا لإرسال ستة آلاف مسلح تباعا.