مدير مستشفى الخانكة: الأهالي يرفضون الاعتراف بالمرض النفسي "حوار"

أخبار مصر

مدير المستشفى ومحررة
مدير المستشفى ومحررة بوابة الفجر


أكد الدكتور وائل فؤاد، مدير مستشفى الخانكة للصحة النفسية، أن تعديلات قانون 71 لعام 2009 كانت بحاجة إلى مراجعات أدق من ذلك، وأن هناك فجوة كبيرة بين مقدمي الخدمة وصانعيها، لذلك نجد العديد من القصور والتخبط في اتخاذ القرارات.

وأوضح في حواره إلى "الفجر"، أن المرض النفسي ما زال وصمة في المجتمع، ما تسبب في تكرار حوادث الانتحار، قائلًا: الأهالي يرفضون مجرد الاعتراف بأن لديهم مريض نفسي بحاجة إلى العلاج ولا يقتنعون بذلك إلا بعد إقدامه على خطوة الانتحار.. وإلى نص الحوار:


ما تعليقك على تعديلات قانون 71 لعام 2009؟

مصر من أوائل الدول التي صاغت قوانين لحماية المريض النفسي والقانون كان متوزان إلى حد كبير ولكن التعديلات المقترحة بها بعض العيوب فلم يتم ذكر الإعاقة العقلية، كما كان يجب مناقشة تقنين المصحات النفسية حيث أصبح لدينا العديد من المصحات وبعضها من دون أي إشراف طبي والأمر تحول إلى شيء تجاري أكثر من كونه طبي.

وفي الغالب تلك المصحات لا تخضع إلى رقابة من المجلس القومي للصحة النفسية ولا وزارة الصحة، إلى جانب جلسات الكهرباء فهي ليست تنظيم إلى إيقاع المخ وهذا خداع للمريض بل يجب التحدث مع المريض بشكل معلن أنها جلسات كهرباء آمنة.

ولا توجد منها أي أضرار وفي البعض الأحيان يفضلها الأطباء خاصة للحوامل وكبار السن، لذلك كنا بحاجة إلى مراجعات بشكل أدق لتلك التعديلات.

لماذا لا يتم الاستعانة بالمتخصصين في أثناء مناقشة التعديلات؟

للأسف هناك مستشفيات من المفترض أنها قائمة على تقديم الخدمة النفسية للمرضى بنسبة 80% مثل الخانكة والعباسية والمعمورة وكان من المفترض أن تكون هناك جلسات استماع إلى تلك الأماكن، ففكرة حضور أشخاص يتحدثون بشكل نظري فقط، لا تغني عن ضرورة وجود مقدم الخدمة، لأنه على دراية كاملة بمشاكل المرضى واحتياجاتهم.

هل تم التواصل معك لحضور المناقشات؟

لم يتصل بي سوى الدكتور صلاح سلام، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، والذي كان بجلسة استماع وتناقشنا سويا وكان حريصا على الاستماع، فللأسف كان من المفترض أن يكون هناك دراسة للقانون أعمق من ذلك.

شدد عدد من الأطباء على ضرورة تعديل قانون الإدمان، خاصة موافقة المريض على العلاج.. كيف ترى ذلك؟

علاج الإدمان إرادي، من وجهة نظر الطب، ولكن ذلك الشرط يجعل هناك منافذ أخرى للمصحات غير القانونية والتي توفر خدمات شحن المرضى رغما عن إرادتهم وبشكل إلزامي وفي نفس الوقت هي أقل تكلفة من المستشفيات الخاصة.

وفكرة قانون الإدمان تندرج تحت بند أن الإدمان مرض اختياري وسلوكي والدولة تتحمل تكلفة العلاج لذا يجب أن يكون المريض لديه رغبة في العلاج حتى تقدم الدعم لمستحقيه ممن يرغبون في العلاج بشكل فعلي.

بالفعل هناك انتشار للعديد من المصحات غير المرخصة فلماذا لا تقوم الجهات المسئولة بحصرها للحد منها؟

المفترض أن تحارب الدولة تلك المصحات غير الخاضعة لأي إشراف طبي على الإطلاق ولكنها قائمة بمجهود مدمنين سابقين مما يسيء إلى علاج الإدمان وأصبح بيزنس كبير ويهيمن عليه مجموعة من الأشخاص بأسماء حركية.

ولكن من رأيي أن القوانين تحارب الأشخاص الذين يريدون إقامة مصحات بشكل سليم وقانوني من خلال التضييق على التراخيص والاشتراطات المقحفة أما الأماكن العلاجية غير المرخصة لا تكون خاضعة لأي إشراف وليس عليها أي التزامات.

حالات الانتحار تزداد يومًا تلو الآخر فهل تحول الانتحار إلى ظاهرة في مصر؟

انا ضد القول بأن الانتحار تحول إلى ظاهرة في مصر، ولكن هناك حالات فردية، ويمكن القول إن الانتحار شائع للغاية مع العديد من الأمراض النفسية مثل الاكتئاب والفصام وغالبا هؤلاء الأشخاص كانوا يمرون بمراحل اكتئاب شديد ولم يجدوا الدعم المطلوب.

هل للسوشيال ميديا تأثير على زيادة نسب الانتحار؟

بالطبع للسوشيال ميديا تأثير كبير على زيادة نسب الانتحار، فقد زينت الأمر للبعض بأنه سينال شهرة وبطولة وللأسف يتأثر بذلك كثيرًا من لديه سلوك انتحاري.

وكيف يمكن أن ننقذ شخصا لديه ميول انتحارية من التنفيذ الفعلي؟

للأسف المنتحرين لم يجدوا دعما ممن حولهم وهذا يعيدنا إلى نقطة مهمة، وهي صورة المرض النفسي التي ما زالت لدى البعض، فما زال المرض النفسي وصمة تلاحق المريض ما يجعل الأهالي يرفضون الاعتراف بذلك وهو ما يجعل حالات أبناءهم تتفاقم حتى تصل إلى الانتحار.

ولذلك نحن بحاجة ماسة إلى إعادة الوعي المجتمعي وتغيير وصمة المرض النفسي والتأكيد انه مثل أي مرض آخر.

العنف انتشر في المجتمع المصري بصورة كبيرة من قتل وجرائم فما السبب في تغير سلوك المصريين إلى ذلك الحد؟

بعد ثورة يناير بدأت أحداث العنف تتصاعد بكثرة وبدأ الإعلام يروج لها من خلال نشر مشاهد للعنف والعدوان وعدم احترام الآخر، وبالتالي تطور العنف حتى انتشر في المجتمع بكثرة، فالميديا تلعب دورا كبيرا في التأثير على الشعوب.

نجحت في تطوير مستشفى الخانكة في فترة قصيرة فكيف تمت تلك الطفرة؟

اجتهدنا وكان الأمر بحاجة إلى تنظيم وفريق عمل وبالفعل حددنا المواد التي يمكننا أن نعمل وفقا لها وكان دائما لدي شعار "حياة المريض رسالة"، خاصة وأن مستشفى الخانكة للصحة النفسية بها ما لا يقل عن 2000 مريض.

وبالفعل بدأنا مسحا شاملا للفيروسات الكبدية وفيروس HIV وتواصلنا مع صندوق تحيا مصر ومشيخة الأزهر وأحضرنا العلاج واستعنا بأستاذة من جامعة عين شمس ووضعنا البروتوكول المناسب، كما طورنا أقساما جديدة وأدخلنا قسما للنساء وقسم الاضطراب المزدوج، ولدينا خطة لإنشاء قسم للأطفال والمراهقين.

وكيف تمت تلك التطويرات بميزانية قليلة؟

الفريق المعاون أولا، ويليه التنظيم للخبرات واجتهدنا في توظيف الميزانية في محلها.