دموع وأحزان.. أسر البحارة المفقودين في الغردقة يناشدون السيسي بالتدخل (صور)

محافظات

أهالى المفقودين
أهالى المفقودين


دموع محبوسة، وقلوب مثقلة بالهموم، ووجوه يملؤها الرعب، خوفًا على حياة أهاليهم، الذين ذهبوا في رحلتهم اليومية المعتادة، إلا أن تلك المرة لم يعودوا إلى وجهتهم، وسط حالة من الاختفاء والغموض، بعد أن أبحرت "سبيد بوت"، وعلى متنها 4 صيادين، من مدينة الغردقة بمحافظة البحر الأحمر، مما أدى إلى حالة من الحزن والقلق والخوف بين أهالي المفقودين، الذين لم يفقدوا الأمل في البحث عن ذويهم.

"الفجر" رصدت معاناة الأهالي وزارت الأسر المكلومة وعاشت أصعب 60 دقيقة من داخل المنزل الذي يخيم على مدخله الحزن ومعاناتهم ولوعة اشتياقهم لرؤية ذويهم في أحضانهم مرة أخرى، آملين في أن يكتب الله لهم عمرا جديدا بعد مرور 11 يومًا على فقدانهم.

فمن داخل منزل "الريس ناجى" المسؤول عن المركب المفقود منذ عدة أيام، وفي حضور 6 من أقارب المفقودين، أجرى موقع الفجر، حوارا مع أهالى المفقودين.

الحزن والدموع يتصدران المشهد بمنزل أسر المفقودين

وبعينين تذرف منهما الدموع ممتلئتين بالحسرة، قال محمود حسن ناجى شقيق الريس ناجى باكيا: "شقيقي وجوز ابنة الريسعدلى المفقود أيضا هم أهل خبرة كبيرة في مجال البحر وقادرون على تحمل أى صعوبات ممكن تواجههم خلال رحلات الصيد"، مشيرًا إلى أنهم خرجوا فى رحلة صيد مثلها كمثل آلاف الرحلات التى خرجوها من قبل، وبعد انقطاع الاتصال بهم منذ 3 أيام من إقلاع الرحلة بدأ القلق والتوتر، وبعد التأكد من عدم دخول المركب إلى المرسى توجهنا فورًا بإبلاغ الجهات المختصة، لسرعة التحرك والبحث عنهم.

وأوضح ناجى، أنه فور إبلاغ الجهات تم التحرك في عمليات البحث بجانب أكثر من 5 مراكب تابعة لأهالى الغردقة يبحثون مع الجهات المختصة ولم تسفر عمليات البحث حتى الآن عن شيء، مشيرًا إلى أنهم قاموا هم وأهل الخبرة من الصيادين بوضع خطة لعمليات البحث تساعد الأجهزة في البحث ولكن توقفت عمليات البحث من قبل الأجهزة منذ ثلاث أيام، فاقدين الأمل.

والتقط نجل "الريس عدلى" أحد المفقودين الحديث، لافتا إلى أن المركب به زوادة من الماء والبنزين وسبل المعيشة ما يكفيهم، كما أن الاسبيد به غرفة تتسع لأكثر من فرد، وكل من على الاسبيد المفقود هم أهل خبرة فى البحر، مطالبا الجهات المختصة باستكمال عمليات البحث، مشيرًا إلى أنه كان هناك واقعة مشابهة في مدينة القصير وتم العثور على المفقودين أحياء بعد شهر من الواقعة مناشدا الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، بسرعة التدخل لإنقاذ حياة أربع أسر تعيش فى معاناة منذ 11 يومًا من فقدان ذويهم.

محمد موسى معوض، والد أحد المفقودين قال والحزن يكسو ملامح وجهه، والحسرة تملأ قلبه حتى شعر بها من بجواره: نجلى هو سندى في الحياة، من يوم فقدان نجلى لم يغمض لى جفن العين حسرة عليه ضمن الأربعة المفقودين، متابعا: فترة فقدانهم طالت وهذا لم يصب في مصلحة المفقودين، مشيرًا إلى أن معظم عمليات البحث هى عن طريق أهالي الصيادين وأهالي مدينة الغردقة الذين ضربوا أروع الأمثلة فى وقوفهم على قلب رجل واحد في تلك الأزمة التى تمر بها مدينة الغردقة بأكملها وليس أهالى البحارة.

وطالب والد المفقود، الأجهزة المختصة استكمال عمليات البحث عن طريق الطائرات وبعض الوسائل الحديثة في عمليات البحث، وأيضا التواصل مع بعض سفراء الدول المحيطة بالبحر الأحمر مثل دولة السودان الشقيقة والمملكة العربية السعودية الشقيقة؛ للاستعلام عنهم فى تلك الدولة؛ لأنه من الممكن أن يكونوا محتجزين فى إحدى الدول للدخول فى المياه الإقليمية.

ونظر "العجوز" في الأرض ومسح دموعه بيده واختتم حديثة قائلا: "انهرت عندما علمت بخبر فقدان نجلى ومن معه وهم فى عرض البحر"، مناشدا الجهات المختصة من أجل إنقاذ حياة أربع أسر يحيطها الدمار النفسى من جميع الجهات.

120 ساعة وسط أمواج البحر فى البحث عن ذويهم

الإرهاق والتعب النفسي والبدنى يظهران عليه وسط عيون يسكنها الحزن، يسرد محمد محمود حسن ابن شقيق الريس ناجى معاناة 120 ساعة واصلا الليل بالنهار هو ومن معه من أفراد الأسرة وأهالي الغردقة في البحث عن أمل تشرق به شمس جديدة على أهالى المفقودين الأربعة من صيادين الغردقة.

وأضاف حسن: نبحر بمراكبنا البسيطة فى البحث عن أهالينا المفقودين منذ 11 يومًا وسط أمواج البحر الأحمر حاملين الآمال فى العثور عليهم ولكن لم تسفر عمليات البحث عن الأمل الذى نحلم به ومن معنا لضعف الإمكانيات المتاحة بالمراكب البسيطة التي نبحث بها عن أهالينا، مطالبين الجهات المختصة باستكمال عمليات البحث مره أخرى.

وأشار إلى أنه مازال هناك أمل فى العثور عليهم خاصة وأن المفقودين الأربعة لهم باع طويل في مجال البحر ومن الممكن أن يكونوا متواجدين على إحدى الجزر مستترين بها من شدة الرياح والعوامل الجوية لحين إنقاذهم عبر بعض الوسائل الحديثة في البحث عنهم مثل إقلاع طائرة مجهزة بأحدث الأجهزة لعمل مسح شامل خاصة فى الأماكن التى حددها شيوخ الصيادين بالبحر الأحمر لبعض الأماكن المحتمل تواجدهم بها.

"عايز أحضن أخوية تانى وحشنى وأول مره يتغيب عنى تلك الفترة"، بتلك الكلمة بدأ أحمد محمد موسى شقيق إسلام محمد موسى أحد المفقودين من صيادين الغردقة الأربعة حديثة، قائلًا إن إسلام شقيقى هو كل حياتي وكان بمثابة الأخ والسند وذو قلب طيب ومحبوب وسط العائلة والأصحاب والجيران.

لم نفقد الأمل فى العثور على المفقودين ونحتاج تعاونا أكثر من الأجهزة

"لم أتذوق طعم النوم منذ 9 أيام بسبب متابعة الأحداث مع الجهات المختصة وبعض الأهالي الذين يشاركون في عمليات البحث عن الصيادين الأربعة المفقودين"، بتلك الكلمات سرد حسن مالك ابن شقيق الريس ناجى أحد المفقودين القصة الكاملة للمفقودين الأربعة والتي بدأت برحلة صيد يوم الأحد 5 يناير الجارى الذى قادها الريس ناجي الذي يعمل منذ نشأته فى البحر ويمتاز بالخبرة في أمور البحر، قائلًا اجتمعت أسر المفقودين الأربعة وهم من عائلة واحدة؛ للإبلاغ عن اختفاء أهالينا المفقودين الأربعة الذين لم يعودوا من رحلة الصيد، وبدأ أهالى الغردقة من أصحاب المراكب ومراكز الغوص بعمليات البحث وتمشيط المنطقة باستعمال القوارب ومراكب السياحة، وإقلاع طائرة لمدة لا تزيد عن ساعتين يوم الجمعة الماضي ولم تسفر عمليات البحث عن شئ.

واستكمل: ثم بعد ذلك تواصل معنا اللواء عمرو حنفى محافظ البحر الأحمر، وقام بزيارتنا فى منزل العائلة الذى وعد بمتابعة الموقف وطالبنا بعمل خريطة للبحث عنهم في بعض الأماكن التي من الممكن تواجدهم بها بالتعاون مع أهل الخبرة من شيوخ الصيادين وكان برفقته غريب صالح رئيس جمعية الصيادين بالبحر الأحمر.

وتابع: عقب زيارة المحافظ عكفنا نحن أهالى المفقودين ومعنا شيوخ الصيادين لعمل خريطة البحث فى الأماكن التي من الممكن تواجدهم، وبالفعل انتهينا من رسم توضيحي لبعض الأماكن التى من الممكن تواجدهم بها والتى استمرت أكثر من 6 ساعات متواصلة في رسم أكثر من خريطة؛ للبحث بجانب اقتراح خروج لنشين تابعين لمحميات البحر الأحمر فى منطقة حلايب وشلاتين جنوب البحر الأحمر فى أحد المناطق المرجح تواجدهم، ولكن أتت الرياح بما لا تشتهي السفن، وتوقفت عمليات البحث من قبل الجهات المعنية وسط حالة من الحزن الذى يخيم على منطقة السقالة بمدينة الغردقة حزنا على أهالينا المفقودين.

وفي الختام، ناشد الأهالى الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، بإصدار أوامره للجهات المختصة، تكثيف واستكمال عمليات البحث حتى يتم العثور على المفقودين حتى يهدأ قلوب الأسر التى تنزف دما على ذويهم.