"السمسمية" آله موسيقية لتاريخ الحرب والانتصار بالسويس (صور)

محافظات

بوابة الفجر


عندما تتحدث عن مدن القناة وبالأخص فى محافظة السويس مدينة الصمود والأبطال والتى كانت شاهد حقيقى على المقاومة الشعبية بالسويس، وكانت السمسمية تستخدم فى أغانى المقاومة على أوتار السمسمية فى الجبهة، وأثناء حصار السويس من العدو الإسرائيلي.

كما شاركت السمسمية السوايسة في أفراحهم وسهراتهم وأمسياتهم، التي افتقدتها السويس ومدن القناة في السنوات الأخيرة، بعد ظهور موجة الاغانى الشعبية والدي جي، التي أثرت بشكل كبير على فن وغناء السمسية.

آلة السمسمية تعود إلى أيام الفراعنة، وأثناء حفر القناة فى السويس، اصطحب أهل النوبة وصعيد مصر هذه الآلة الفرعونية معهم، ومع الوقت سميت السمسمية، مشيرا إلى أن أول سمسمية صنعت من خمسة أوتار من أحشاء الحيوانات، وتم تطويرها عقب ذلك إلى ستة أوتار مكونة من جلد حيوانات وهيكل خشبى وقائم ومفاتيح أوتار، ثم وصلت أوتارها إلى 20 وتر، ليكتمل السلم الموسيقى ليعزف عليها جميع المقامات الموسيقية.

وتم تكوين أشهر وأقدم فرق السمسمية في السويس ومصر وهي فرقة أولاد الأرض التي أسسها الكابتن غزالي رحمه الله عليه، بعد النكسة الشهيرة عام 1967 من الميلاد وتحول بعدها إلى أيقونة ورمز للمقاومة الشعبية، وقفت فرقته في وجه من يقبلون الهزيمة والاستكانة ولتساهم بدور محوري في تحقيق نصر أكتوبر عام 1973، حيث كان من أهم أهداف فرقته الغنائية بث روح الحماسة في أبطال الجيش المصري أثناء فترة الحرب منذ عام 56 وحتى حرب أكتوبر 1973، فخرجت أغاني الكابتن غزالي الملقب بـ (فدائي البندقية والسمسمية) من بين خنادق المقاومة الشعبية في السويس، وتحولت إلى قذائف مدوية موجهة صوب العدو.

ولاد الأرض، ضمت مشاهير، بينهم الشاعر الراحل عبدالرحمن الأبنودي، والمطرب السويسي محمد حمام، والمطرب الراحل محمد العزبي، وغيرهم من الملحنين.

ولاد الأرض، حسبما يؤرخ لها كتاب (سنوات الحب والحرب)، للمؤرخ الراحل حسين العشى يحكي تجربة هذه الفرقة الفريدة من نوعها في التاريخ المصري ويرى أنها بموسيقاها وكلماتها نتيجة طبيعية لما كان يحدث في تلك المنطقة في ذلك الزمن الصعب، وفي الكتاب يتناول حسين العشى حياة الكابتن غزالي وفرقته.

فيقول: ولدا من رحم واحد، هو رحم المقاومة والرفض لكل أنواع القهر والاستبداد، ومن ثم لا يستطيع أي باحث أن يفصل بين الرجل والتجربة.

وكانت بداية أولاد الأرض الحقيقية، هي نفسها بداية حرب يونيو 1967، ومعاركها الضارية التي نالت السويس منها النصيب الأكبر، منذ بداية الحرب وحتى انتصار معركة 24 أكتوبر، وفيما بين هذين التاريخين لم تخلع السويس الرداء الكاكي، ولم تعرف لياليها سوى الإظلام التام، تنفيذا لتعليمات الدفاع المدني.


وتعتبر اشهر اغانى السمسمية: " يابيوت السويس، بينا يلا بينا..بينا نحرر أراضينا.. وعضم اخوانا نلموا نلموا.. نسنوا نسنوا.. ونعمل منه مدافع وندافع.. ونجيب النصر لمصر".

وأيضًا في حرب أكتوبر  1973 كتب غزالي: قد القول كنتم يا سوايسة قد القول.. وأكبر م القول.. في قلوبكوا قدرة أكبر م القول.. يا قمر يا صاحبنا فاكر سهرتك وسط العساكر والحبيبة الحلم هي مصرنا الجاية الفتية والرجال الشمس صاحية تغزل النصر على النول لفت الأيام وأدى إحنا في السويس عاشقين كفاحنا غنوة الكروان شهيدنا أصل بكرة واصل عيدنا حي على الحب اللي يبنى مصرة حرة عرض وطول.. قد القول كنتم يا سوايسة قد القول ومازالت السمسميه حتى الآن رمزًا للفن والتراث الشعبي في السويس.