سياسيون يكشفون إلى "الفجر" أسرار زيارة أمير قطر لطهران

أخبار مصر

تميم وروحاني
تميم وروحاني


في زيارة غير مفاجئة، توجه أمير قطر، تميم بن حمد لإيران، وذلك في وقت تشهد فيه طهران عدة أزمات متلاحقة، بدأت بمقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، وانتهت بمظاهرات حاشدة طالبت المرشد الأعلى بالتنحي، لتؤكد إصرارها على الوقوف إلى جانب رمز الشر بالمنطقة رغم المؤامرات التي يحكيها نظام الملالي ضد جيرانها بالشرق الأوسط.

وأجمع محللون على أن قطر سارعت لمساندة حليفتها ودفع تعويضات ضحايا الطائرة الأوكرانية، والقيام بدور الوسيط بين أمريكا وطهران لخفض التوترات القامة بينهما.

أسباب الزيارة
وقال هشام البقلي، مدير وحدة الدراسات السياسية بمركز سجاف للدراسات، إن هناك أسباب متعددة لزيارة تميم لقطر فى هذا التوقيت، أولها أن قطر أُلقي على عاتقها دور الوسيط بين واشنطن وطهران عقب اغتيال قاسم سليماني، خاصة وأن واشنطن لا ترغب فى أى خطوات تصعيدية عسكريا مع إيران فى الوقت الحالي نظرا لإقتراب الانتخابات الأمريكية، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب يريد تحقيق مكاسب في هذا الملف الهام قبل الانتخابات. 

وأشار إلى أن الأمر الثاني هو الموقف الإيراني على المستوي الدولي خاصة بعد سقوط الطائرة الأوكرانية ورغبة قطر فى رد الجميل لإيران التي تساعد قطر بعد المقاطعة العربية، حيث من المنتظر أن تدفع قطر كافة التعويضات على تلك الطائرة التي سقطت في طهران، وأيضا تقوم بدور على المستوي الدولي للوقوف بجانب إيران حتى لا يتم فرض عقوبات اقتصادية عليها من قبل الاتحاد الأوروبي بعد سقوط الطائرة.

وساطة من أجل الظهور
في نفس السياق، قال الخبير بالشأن الإيراني، فراس إلياس، إن الزيارات القطرية المستمرة إلى إيران منذ اليوم التالي لمقتل سليماني ومعه العديد من القادة، هي جزء من دبلوماسية مكوكية لتخفيض التوتر بين إيران والولايات المتحدة، لأسباب كثيرة، حيث أنه إلى جانب الحفاظ على الإستقرار الأمني في منطقة الخليج العربي، تنظر قطر إلى إيران اليوم على أنها ظهير إستراتيجي يمكن الإستناد إليها في مواجهة المحور السعودي الإماراتي المصري، وهي على هذا الأساس تنظر إلى إيران كوسيلة للضغط لا يمكن التفريط بها.

وأضاف "إلياس": شكلت الوساطة التي أعلن عنها وزير الخارجية القطري بعد زيارته لطهران، جزء من جهد دولي جاء بالتزامن مع الوساطة السويسرية والعمانية، لتخفيف لهجة التصريحات والتوترات بين إيران وأمريكا، موضحا أن قطر تستخدم من أجل إنجاح وساطتها العديد من الإغراءات المالية والتجارية والاستثمارية، ويبدو أنها نجحت في ذلك حتى الآن.

اتفاقيات تمت خلال الزيارة
وأوضح الباحث أن التسريبات التي نتجت عنها هذه الوساطة تراوحت بين الاتفاق على تخفيف التوتر في المنطقة كمرحلة أولى، ومن ثم التفاهم على الاستحقاقات الإقليمية في مرحلة ما بعد سليماني، مشيرا إلى أن الذي يقف حجر عثرة أمام هذه الوساطة، هو تعقيدات الملف الإيراني الذي يتراوح ما بين الاتفاق النووي والسلوك الإقليمي والصواريخ الباليستية، و الآن التداعيات الكبيرة التي أفرزتها حادثة إسقاط الطائرة الأوكرانية، ما يجعل هذه الوساطة أمام ماراثون طويل لتأكيد نجاحها أو فشلها.

تعويضات بـ3.7 مليار دولار
وقال أمجد الكعبي، الرئيس الإقليمي للمركز البريطاني لدراسات وأبحاث الشرق الأوسط، معلقا على زيارة أمير قطر تميم بن حمد لطهران، إن هناك معلومات تتحدث عن توقيع اتفاقية بين إيران وقطر، تتمثل في تشكيل مجلس تعاون إيراني قطري أمني اقتصادي بهدف دعم الاقتصاد الايراني وتمويل الجماعات التابعة للجمهورية الإسلامية التي قد تتخلي عنها طهران إذا حدثت مفاوضات مع الولايات المتحدة، حتى تستطيع قطر دعمها بطرق مختلفة.

ولفت إلةى أن الجانبين الإيراني والقطري تباحثا بشأن تقديم الإمارة الصغيرة أكثر من 3.7 مليار دولار للحكومة الايرانية، وغالبا ستكون تعويض لضحايا الطائرة الأوكرانية، مضيفا أن تميم دعا روحاني لزيارة قطر للقاء قيادات أمريكية وإسرائيلية للتفاوض على بعض الأمور الهامة بالمنطقة.