مستشفيات كفرالشيخ.. حضر المريض وغاب الطبيب

محافظات

أرشيفية
أرشيفية


يطلق عليها مستشفيات حكومية لعلاج الفقراء والغير قادرين ولكنها في الواقع جحيم لا يرحم مرض وضعف هؤلاء الفقراء، لا يرحم أنين الوجع والألم الذي يتعالى نهارًا وليلا دون مجيب، مستشفيات تشبه بيوت الأشباح خالية من الأطباء وحتى أطقم التمريض.

تلك المستشفيات الحكومية لا تدخلها إلا عندما يتزايد عليك المرض ويجبرك الألم على الدخول ولا يوجد فيجيبك ثمن "فيزيتا" عند دكتور خصوصي، وبمجرد دخولك سيلاحقك كابوس الإهمال وسوء المعاملة وانعدام النظافة وعدم توافر الأدوية وغياب الأطباء وأجهزة بالملايين لا تزيد عن كونها "ديكور خرب" فهي أما معطلة أو لا يجيد العاملين بالمستشفى استخدامها، وفي كل الحالات عليك التأكد أن كل ما يلزم علاجك بداية من الشاش والقطن وحتى الإشعات والأدوية ستشتريه كاملا من الخارج.

ويؤكد عبدالحي محسن، أحد أهالي مدينة الحامول، أن مستشفى الحامول المركز لا يوجد فيها إمكانيات رغم المصاريف الكثيرة التى يتم صرفها على المستشفى فالأطباء لا يذهبون إلى المستشفى ويفضلوا العمل في العيادات الخاصة لأنها تدر عليهم ربح طائل، والمفروض الحكومة تطلع قرار أن أي دكتور عنده عيادة خاصة ميشتغلش في المستشفيات الحكومية لانهم أصلا مابيجوش كل ما هناك أنهم بيستغلوا المستشفيات العامة فى شهرتهم وتعريف المرضى بأماكن عيادتهم.

ويسرد أحمد حسن، أحد أهالي مدينة كفرالشيخ، معاناته لـ "الفجر" مع إحدى المستشفيات قائلا: ذهبت بوالدى منذ اسبوعين لمستشفى كفرالشيخ العام لأن والدي مريض بالقلب وجاءت له نوبة القلب بالليل أخدته وجريت على قسم الطوارئ بالمستشفى العام لافاجئ بعدم وجود أطباء فى قسم الطوارئ ومن كتر خوفي لأبويا يروح فيها قعدت أزعق فى العاملين وهما قاعدين يتفرجوا عليا بكل برود ولا كأن فيه واحد بيموت قدامهم وبعد طول انتظار لاقيت دكتور قبل مايكشف على ابويا بيقولى انت بتزعق ليه ؟ قلتله إلحق الراجل اللى بيموت ادامك الاول وبعد كدا ابقى قول اللى انت عايزه ولولا ستر ربنا كان ابويا راح فيها، واتعجب أين تذهب الملايين التى تأتى لتلك المستشفيات ولماذا لايعاقب الاطباء الذين يتغيبون عن عملهم بالمستشفى وفاتحين عيادات خارجية المفروض يتعاقبوا واسمهم بتشطب من جدول النقابة لانهم بلا رحمة ووزارة الصحة عارفة الكلام دا وساكتة ليه؟!

وتابع "لو الوزارة قامت برفد الاطباء المهملين الباقى كله هيلتزم دلوقتى الطبيب بقا اكثر ثراء من تاجر المخدرات بقا جزار مبقاش دكتور وكله من دم الناس وفين المحافظ وفين وكيلة الوزارة اللى مبتطلعش من مكتبها ولا تعرف حاجه عن البلاوى السودة اللى بتحصل فى المستشفيات الحكومية بكفرالشيخ ولما يعرفوا ان فيه زيارة للمحافظ بيلكفتوا الزيارة ويخلوه يشوف اللى هما عايزينه وبس".

ويقول ماهر اسماعيل، أحد أهالي مركز دسوق، أن الناس اصبحت بتخاف من المستشفيات العامة اكثر من خوفها من المرض، مشيرًا ان مستشفى دسوق العام هى اسوء مستشفيات كفرالشيخ على الاطلاق ولايوجد بها أى رعاية صحية ومفيش أطباء بيروحوها خالص الا لما يعرفوا ان فيه زيارة للمحافظ.

متابعًا، انني ذهبت لمستشفى دسوق العام منذ ثلاثة أيام الساعهة 11 صباحًا لأني شعرت بألام في معدتي وأخدت مسكنات ومعملتش حاجه فقررت الذهاب للمستشفى ولم أجد طبيب واحد بالمستشفى وكل غرف العيادات مفتوحة والممرضات متجمعين في إحدى طرق المستشفى افتكرت ان فيه حد جراله حاجه والممرضات بيحاولوا ينقذوه وعندما اقتربت منهم وجدت أحد بائعي الملابس المتجولين بيبع هدوم والممرضات واقفين بيشتروا كأننا فى السوق بالظبط وعندما سألت أحد الممرضات هما الدكاتره فين؟ قالتلى" احنا مش هنخلص من السؤال دا بقا عندك أوض الكشف مفتوحة مفيهاش حد لسه مجوش والناس مابتلاقيش الدكاتره بتمشى أمشى انت كمان وتعالي بكرة".

وفي خطوة لحل مشكلة عجز الأطباء المستعصية، ناقش اللواء جمال نور الدين محافظ كفرالشيخ، مستوى الرعاية الطبية المقدمة للمواطنين بالمستشفيات والوحدات الصحية مع وكيل وزارة الصحة، مكلفًا بعمل قاعدة بيانات موزع عليها الأطباء والتمريض على مستوى المحافظة، مع التوسع فى التعاقد مع الأطباء فوق سن المعاش " 60 " لسد العجز فى المستشفيات والوحدات الصحية والإستفادة بخبراتهم السابقة فى تطوير المنظومة الطبية بالمحافظة.

وكلف محافظ كفرالشيخ، بتكثيف الرقابة والمرور على المنشآت الطبية، مع ضمان توافر المستلزمات والأدوات الطبية والأدوية وبخاصة الطوارئ، بالمستشفيات والوحدات الصحية على مستوى المحافظة.