سياسيون يكشفون خبايا عملية مقتل "سليماني" وتورط الحشد الشعبي

عربي ودولي

قاسم سليماني
قاسم سليماني


مقتل قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، لم يتم بين ليلة وضحاها، بل إن أمريكا خططت للأمر منذ سنوات، وحاولت استغلال بعض الثغرات والمقربين من الملالي لتنفيذ العملية بنجاح، بالإضافة إلى دور وكالاتها الاستخباراتية في رصد تحركات سليماني وكل عناصر النظام الايرانين وذلك في إطار التوترات المتزايدة القائمة بين الدولتين.

وكشف المحلل السياسي،حازم العبيدي، عن خبايا عملية مقتل قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، موضحا أن عناصر من مليشيا الحشد الشعبي سربت معلومات عن مكان وجوده.

وقال إن اليوم الذي قتل فيه سليماني كان من المفترض أن يصل سليماني لبغداد الساعة 2 ونص فجرا لحضور اجتماع مع ضابط المخابرات الإيراني عادل عبد المهدي وورئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض والذي كان الوحيد من المعارضين لمحاصرة السفارة الأمريكية بالعراق وحذرهم من الرد الأمريكي عليهم ويقال انه يحمل الجنسية الامريكية، موضحا أنه بعدالاجتماع.
 
وأضاف كان من المفترض أن يتوجه الفياض للمطار مع سليماني ولكنه اتصل بأبو مهدي ليبلغه بأنه سيتحرك بمفرده ونزل من الموكب الذي كان يضم سليماني واستقل سيارته الخاصة وتحرك دون حمايته، مشيرا إلى أن شهود عيان أكوا أنه طلب من الحماية عدم مرافقته.

دور الاستخبارات الأمريكية

وتابع حديثه قائلا تعددت التحليلات بشان الخرق الاستخباري الذي أدى الى استهداف أبو مهدي المهندس وقاسم سليماني وهذه التحليلات معظمها تتجاهل القدرات الاستخبارية التقنية لأمريكا، مشيرا إلى القدرات الهائلة لوكالة الأمن القومي الأمريكي.

وأوضح أن للوكالة القدرة على تسجيل كل مكالمات العالم وتعقب الأهداف من خلال توجيه اشعاع الى جسم الهدف قادر على تعقب تحركاته عبر الاقمار الصناعية وربما أتاح ظهور المهندس أمام السفارة الامريكية تعرضه الى هذه التقنية العجيبة التي استخدمها الاميركان لتعقب السجناء المهمين بعد الافراج عنهم من سجن كروبر بوقت مبكر من سنوات الاحتلال.

وبين أن الاستخبارات الأمريكية لها القدرة على فتح الهاتف الشخصي لأي هدف بالعالم ومعرفة محتوياته واتصالاته بل تستطيع التقاط صورة له وهو داخل بيته دون علمه بمجرد أن تصل لرقم رقم هاتف الهدف او الايميل الشخصي له او الموقع يصبح تحت السيطرة وتتمكن من معرفة حركته بشكل مسبق ودقيق جدا وتتعقبه بالرغم من كل ما يستخدم صاحب الهاتف من جفرة كلامية او فنية.

وذكر أن المخابرات الأمريكية رصدت الاتصالات الخاصة بالمهندس وتابعت سليماني من مصادر أخرى في لبنان وسوريا، مؤكدا على ضرورة وجود مصدر بشري أعطى معلومات فنية أولية عن ارقام الهواتف والاجهزة المستخدمة بالاتصال، وعدم استبعاده وجود مصادر في مطار دمشق وبيروت.
 
لحظات مقتل قاسم سليماني

من جهته أوضح مدير المركز الأحوازي للإعلام والدراسات الإستراتيجية حسن راضي، تفاصيل عملية مقتل سليماني، قائلا إنه في الساعة 22:30 (بتوقيت دمشق) استقل قاسم سليماني طائرته الخاصة متجهًا إلى بغداد، ووصل الساعة 12.00، بعد منتصف الليل بتوقيت بغداد، إلى مطار بغداد قسم البضائع Cargo، حسب ما أكدته مصادر الرصد لدى الإستخبارات الأمريكية.

وتابع حديثه للفجر قائلا:" الساعة 00:27 استقل سليماني وكبار مرافقيه سيارة دفع رباعي من طراز تويوتا SUV بينما استقل حرسه الخاص سيارة أخرى خلفه تمامًا، وفي هذه اللحظة كانت بإنتظار سليماني ومرافقيه طائرتين بدون طيار من طراز "Reaper MQ9" تحلقا على إرتفاع شاهق فوق سماء بغداد، وإنطلقتا من قاعدة العديد في قطر لكن يتم التحكم بهما مباشرةً من قاعدة سلاح الجو الأمريكي في مدينة كريش بولاية نيڤاد، التي تبعد مسافة 11،965 كيلومتر عن بغداد. 

وأضاف كل طائرة كانت محملة بقنبلتين موجهتين، يبلغ وزن كل منهما 500 رطل ويتم توجيههما بواسطة أشعة الليزر، هذا إضافةً إلى أربعة صواريخ من طراز "4AGM-114A Hellfire" المعروفة بصواريخ "نارجهنم". 

واستدرج قائلا:" فور بدء تحرك موكب سليماني، قامت الطائرتين بتتبعه وهو ينطلق مسرعًا على الخط السريع المحيط بالمطار، لكن لم يتمكن الموكب من الإنطلاق بعيدًا، إذ قامت طائرة الرصد الأولى بإطلاق صاروخين - صاروخ بإتجاه كل سيارة - مما أسفر عن تدمير كلًا من سيارة سليماني وسيارة حرسه الخاص تدميرًا كاملًا تناثر حطامه وأشلائه على إمتداد مائة متر على طريق المطار. طائرة الرصد الثانية كانت في مهمة إسناد فقط لذلك لم تشارك بالعملية.


.