أثر يحكي قصة "القط والفأر" قبل Tom & Jerry بـ1500 عام

أخبار مصر

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


يعتبر فن السخرية والكاريكاتير فن مصري أصيل، حيث سجل فنان وادي النيل قديمًا وعبر العديد من القطع الأثرية الكثير من القصص الساخرة في إطار تمثيلي ضاحك، وامتد هذا الفن عبر العصور المختلفة وخاصةً في الفن القبطي حيث تأثر الفنان بموروثه، ونجد هذا التأثير في لوحة "القط والفئران" في المتحف القبطي بمجمع الأديان.

والتقطت كاميرا بوابة الفجر الإلكترونية، صورة لأثر معروض في المتحف، وهي لوحة من دير الأنبا أبوللو في باويط، وحسب لوحتها التعريفية، فهي تجسد ثلاثة فئران يمشون على أرجلهم الخلفية أمام قط، ويحمل أحدهم علمًا، ويمسك الآخر بقارورة وقمع، والفأر الثالث يمسك بشكل مستطيل لعله لفافة بردي، وهو ما يذكرنا بمشاهد والت ديزني في تجسيدها للقط والفأر في سلسلة أفلام الكارتون الشهيرة "Tom & Jerry"، وتصوير الحيوانات متخذة أوضاع آدمية له جذور عميقة في مصر القديمة ترجع لما يقرب من 1500 سنة قبل الميلاد. 

ومن ناحيتها قالت داليا نبوي مرممة آثار في المتحف بتصريحات خاصة إلى الفجر، إن اللوحة أثر هام للغاية، ويؤرخ لكاريكاتير القط والفأر قبل أن يعرفه الغرب بمئات السنين، واللوحة من باويط شمال أسيوط، وتاريخها يرجع للقرن الخامس الميلادي، واللوحة من الطين مرسومه بالألوان المائية بأسلوب الفريسكو، وهي جزء من حائط عليه صوره تهكمية تمثل وفد الفئران لدى القط العجوز، وقد رفع أحدهم علمًا أبيض رمزًا للتسليم، وهنا نظن أن القط هو الملك أو الحاكم الظالم أما الفئران فهي الرعية الضعيفة المغلوبة على أمرها. 

وتابعت: يبدو أن الملك بعد أن تقدم في العمر وأقعده المرض، وأصبح وحيدًا، فحضر وفد الفئران وقد حمل أولهم في إحدى يديه قنينة وفي الأخرى قُمعًا رمزًا للدواء أو النبيذ، ويبدو أن الوفد أتى لعلاج الحاكم وشفائه تحت علم الهدنة الأبيض الذي يحمله الفأر الثاني. 

أما الفأر الثالث فقد حمل في يديه لفافة يظهر فيها وثيقة علي ورق بردي سجلت عليه بنود الهدنة كما يمكن أن نربط بين هذه القصة ورمزية النبيذ، وبين ما يشبهها من قصة هلاك البشرية للإله رع، وكيف أنقذ البشرية من سخمت، حيث أمر بإحضار مادة حمراء اللون "حبر"، وخلطها بالنبيذ كي يصبح أحمر اللون، وضع الإناء في المكان الذي ستنزل به سخمت حتى الخمر على شكل دم ورأت صورة وجهها الجميل فشربت حتي سكرت ونسيت أمر البشر. 

وأشارت نبوي إلى أننا نرى القصة أشبه بخدعه لعلاج القط الحاكم المريض بالدواء النبيذ الذي يمثل الدواء لاتقاء شره ولإنقاذ شعبهم من فتك القط بنفس الحيلة القديمة التي أنقذ بها الإله رع البشرية، كما أن القصة تمثل وترمز في باطنها إلى المسيح المخلص الذي أخذ كأس الخمر وقدمها للتلاميذ قائلًا هذا دمي، فأصبح النبيذ الأحمر رمزًا ليسوع المسيح المخلص الذي فدى بدمائه شعبه ليخلصهم ويطهرهم.