دعم دولي لحفتر واستعدادت الجيش الليبي لمواجهة التدخل التركي

عربي ودولي

خليفة حفتر
خليفة حفتر


في جلسة طارئة، صوت مجلس النواب الليبي بالأغلبية السبت، على رفض الاتفاقية التي عقدها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس حكومة الوفاق فايز السراج، ليؤكد على عدم شرعية التدخل التركي في تركيا والذي يصر الرئيس التركي عليه رغم الأوضاع الاقتصادية السيئة لبلاده والتوترات الحاصلة مع حلف الشمال الأطلسي "الناتو".

ورغم موافقة البرلمان التركي على مشروع قانون لإرسال قوات لليبيا، إلا أن هناك رفض من المعارضة التركية للتدخل في ليبيا، كما أن هناك رفض عام من الليبيين للأمر، وظهر في الاحتجاجات الضخمة التي شهدتها غرب ليبيا وشرقها. 

بطلان اتفاقية "الصخيرات"
وأوضح المحلل السياسي الليبي ناصف بوعون، أن اتفاقية الصخيرات التي عقدها أردوغان مع السراج، ليس لها أي سند قانوني حتى لو احتكمنا لبنود الاتفاق نفسة الذي يقضي باعتماد الاتفاق من قبل البرلمان وتضمينه للاتفاق السياسي في الاعلان الدستوري، وهذا لم يتحقق وبذلك كل ما بُني على هذا الاتفاق من صلاحيات وقرارات واتفاقيات فهو باطل. 

وبين أن انقضاء الأجل القانوني لاتفاق الصخيرات والتي تبلغ مدته سنه واحدة، يؤكد بطلان كل ما يقوم به أردوغان، مشيرا إلى أن هناك قوانين دولية تنظم رسم الحدود وهناك محكمة دولية متخصصه في النزاعات البحرية، بالإضافة إلى المحاذير القانونية والتي تعيق تنفيذ مذكرة التفاهم. 

ضرب منافذ دخول مرتزقة تركيا لليبيا
وأضاف بوعون الجديد في المشهد هو عقد جلسة البرلمان في مقره الدستوري اليوم، وبحكم أنه السلطة الشرعية حتى بموجب الصخيرات، فقد رفض مذكرة التفاهم، بل إن لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان ذهبت أبعد من ذلك وطالبت القائد الأعلى بإصدار أوامر بضرب المنافذ التي تسمح بدخول المرتزقة، وإعلان حالة النفير العام. 

وذكر أن البرلمان لم ينتظر دخول الغزو التركي، وخاطبت رئاسة البرلمان الأمين العام للأمم المتحدة وأمين جامعة الدول العربية بسحب الاعتراف من حكومة الصخيرات بعد أن أصبحت خطواتها تهدد أمن دول المتوسط وليس ليبيا فقط. 

تحرك الجيش الليبي لوقف العدوان التركي
ونوه بوعون إلى أنه على الصعيد الميداني، اتخذت غرف العمليات العسكرية بالجيش اللليبي الوطني كافة الاستعدادات للرد على أي خطوة تقوم بها تركيا وتم قصف حافلات تنقل مرتزقة من سوريا بصحبة ضباط سلاح جوي أتراك بعد وصولهم عبر مطار معيتيقه ونقلهم إلى معسكر الإمداد طريق السواني وهو أكبر معسكر المليشيات وقد قتلهم جميعهم وعددهم 160مقاتل. 

رفض لليبي للغزو التركي
على صعيد آخر، ذكر المحلل العسكري والاستراتيجي، فرج زيدان، أن التظاهرات والتجمعات الغفيرة للشعب الليبي في معظم المدن والقرى الليبية - في شرق البلاد وغربها - التي أعلن فيها الليبيون إدانتهم ورفضهم التام لتهديدات العثمانيين والمجرم أردوغان واستعدادهم للنفير العام للدفاع عن وطنهم ودعمهم المطلق للجيش الوطني الليبي، كانت الرد المناسب والمدوي أمام العالم على أن الشعب الليبي ضد هذه التهديدات ويقف صفًا واحدًا مع جيشهم، وأن طلب العملاء من بقايا المجلس الرئاسي والإخوان والمقاتلة لا يمثل الليبيين في شيء.
وقال في تصريحات للفجر إن الليبيين يعولون على أنفسهم في مواجهة تركيا، بسبب الانقسان العربي، مشيرا إلى أن، اعتماد أردوغان على جماعة الإخوان الإجرامية التي لا تحظي بأي شعبية من ليبيا خطأ كبير، ونوه إلى أن القبائل العربية بدأت تعلن النفير العام من أجل مواجهة أي تدخل تركي 

وبين زيدان أن ليبيا ليست سوريا، فليس هناك خلافات طائفية كما في سوريا، مشيرا إلى أن الجيش الليبي سيطر على 95% من عمق طرابلس وسوف تهب الجماعات المساندة له من أجل مساندته. 

مساندة دولية لحفتر
وقال الباحث في الشأن التركي، حسام عماد، في تصريح خاص، إن المشير خليفة حفتر يحظى بشعبية كبرى من كبرى الدول على مستوى العالم، فبالنسبة لروسيا ترى حفتر أنه حصان الرهان في ليبيا ودائما ما تدعمه بالبيانات واللقاءات، كما تدعمه أمريكا ولكن بشكل غير معلن لأنها تترقب الوضع في ليبيا ومتخوفة من النتائج. 

وأوضح أنه بالنسبة لأوروبا فإيطاليا وفرنسا اللتان لهما مصالح كبرى في ليبيا تقفان إلى جانب الجيش الليبي الوطني، أما شمال أفريقيا، فتؤيد مصر والجزائر حفتر، وبذلك تقف تركيا وحيدة في دعم السراج. 

ونبه إلى أن هناك تخوف من تكرار سيناريو التدخل في الشأن القبرصي خلال السبعينيات رغم رفض روسيا وأمريكا وأوروبا له، مبينا أن أنقرة إذا أرادت دخول ليبيا فلن يمنعها أحد، ولكن منطقيا ليس لديها القدرة على ذلك بسبب كثرة الصراعات التي تورطت فيها مثل النزاع الكردي في العراق والصراع في سوريا والخلاف الإسلامي داخل تركيا بعد خروج أحمد دوواد أوغلو وعبدالله جولن خارج عباءة العدالة والتنمية وكذلك الصراع الأوروبي القائم مع انقرة بسبب التدخل التركي في سوريا. 

رفض تركي للتدخل في ليبيا
وأشار عماد إلى أن المعارضة التركية ترفض كل التدخلات الأجنبية والصراعات الداخلية منذ عمليات درع الفرات وغصن الزيتون والعملية التركية في العراق ضد الأكراد والمعروفة بالمخلب والنزاع ضد حزب العمال الكردستاني وتدعو إلى السلام، فرئيس حزب الشعوب التركي كمال كيليتشدار أوغلو، تحدث عن أخطاء أردوغان في دعم جماعة الإخوان، كما عبر رئيس حزب السعادة التركي، تمل كرم الله أوغلو، عن رفضه لصراعات أردوغان مع مصر والتدخل الخارجي لتركيا في الخارج، موضحا أن المعارضة التركية بدأت تتزايد بشكل متنامي يوما بعد الآخر بسبب ابتعاد أردوغان عن سياسة صفر المشكلات.