مفاوضات جوبا.. هل ستطوي ملف الحرب في السودان؟

عربي ودولي

بوابة الفجر



وصلت الفصائل السودانية المختلفة إلى عاصمة جنوب السودان جوبا لـ"التفاوض"، يُعد البدء الحقيقي لعملية السلام التي أعلنت عنها حكومة حمدوك، وخُصصت لها 6 شهور لتحقيقها، بعد صراع دام 30 عاماً بين الحركات المسلحة والنظام السابق، ولا تزال تعاني منه أقاليم سودانية مثل (دارفور ومنطقة جبال النوبة في ولاية جنوب كردفان)، من نزوح الأهالي من مناطقهم وتبديد ثروات تلك المناطق ومعاناتها من ويلات الحرب، من عشرات القرى المقصوفة أو المقتول أبنائها أو المهجر سكانها.

قال القيادي في تجمع قوى تحرير السودان، وعضو وفد حركته في جوبا محمد زكريا، إن منبر جنوب السودان أصبح المنبر الرسمي المناط به التفاوض بين الحكومة والحركات المسلحة، بعد أن أبطلت جوبا طلبات الحركات المسلحة ودعواها بأنه منبر غير معتمد دوليًا، ففي وقتنا الحالي ممثل الإيجاد موجود في جوبا، ومسئول اليوناميد، ومسئول الإتحاد الإفريقي، مبيناً أن المفاوضات تحتاج لشهود دولين لسير المفاوضات. 

وأكد زكريا لـ"الفجر"، على أن المفاوضات في تلك المرة يشارك بها أطراف بدأت لتوها في الإنخراط بالتفاوض، مثل حركة الشعبية لتحرير السودان جبهة عبد العزيز الحلو، مشيراً إلى أن جيش تحرير السودان جبهة عبد الواحد محمد النور، رغم أنه لم ينضم لمنبر التفاوض فهو جبهة معترف بها، واسمها مدون من الجهات المدعوة للتفاوض.

وأضاف القيادي في تجمع قوى تحرير السودان، أنه يأتي لكي يدعم المسائل السلمية الجديدة، ويعلم أن وسائل الضغط مثل المليونيات والضغط الشعبي أصبحت أقوى من البندقية، وأصبحت حركة عبد الواحد بميثاق جوبا بالإسم، كحركة معترف بها من قبل المجتمع الدولي، ولا أدل على إهتمام الحكومة بحضورة هو زيارة حمدوك رئيس الوزراء السوداني له في باريس، وأيضاً اهتمام الدولة المستضيفة للتفاوض ممثلة في حكومة جنوب السودان.

وبين زكريا، أن أهم الملفات التي سيتناولها التفاوض هو ملف النازحين واللاجئين، والذين يتوزعون في معسكرات داخل السودان وفي دول الجوار، وتأمين عودة هؤلاء النازحين واللاجئين لمناطقهم مرة أخرى بعد أن دمرتها الحرب، وملف الترتيبات الأمنية، والعدالة الإنتقالية، والتي ستشمل محاكمة مجرمي الحرب والمسئولين عن الإبادة الجماعية في الأقاليم المختلفة في السودان، والتعويضات للمتضررين من الحرب، وهي ملفات ثابته منذ إتفاق نيفاشا، ومنبر الدوحة.

بينما قال علي الماحي، رئيس مكتب القاهرة للحركة الشعبية لتحرير السودان، إنهم من اقترحوا منبر جوبا، عكس طرح الجبهة الثورية، والتي اقترحت العاصمة الإثيوبية أديس أبابا كمنبر للتفاوض، مبيناً أن الحركة منفتحة على التحاور وتريد أن تصل لحل جدي لمسألة الحرب وتداعياتها.

وأكد الماحي لـ"الفجر"، على أن جوبا أقرب وجدانيًا للفصائل والسودانيين، لأنها تمثل نصف السودان الأخر كما أنه بها وجود كبير من أبناء المنطقتين سواء في جبال النوبة أو النيل الأزرق، ولدى حكومتها تفاهمات وعلاقات راسخة مع مصر، وذلك على عكس منبر أديس أبابا قد يحد من دعم المصريين لعملية السلام في السودان، بسبب المشكلات القائمة على سد النهضة.

وأضاف رئيس مكتب القاهرة للحركة الشعبية لتحرير السودان، أن المحك الحقيقي بالنسبة للحركة الشعبية هو ملف علمانية الدولة، وهو السبب في تعطيل الكثير من الملفات الخاصة بالتفاوض، فطرح الحركة واضح إما علمانية الدولة أو حق تقرير المصير، في حالة إصرار الطرف الآخر على الدولة الدينية.