"جمعوا ملايين بتوكيلات وهمية".. "الفجر" تكشف مافيا توكيلات المواد الغذائية

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


من وقت إلى آخر يبحث محترفو النصب طرق مبتكرة وأسلوب جديد لتنفيذها في سبيل ضمان إقناع ضحاياهم بإتمام الصفقة وسحب أكبر قدر متاح من الأموال بزيادة عدد المستهدفين لعملياتهم، وكان تجار المواد الغذائية أبرز المستهدفين في عمليات النصب التي تمت في الفترة الأخيرة، أما منفذيها فمنهم من صدر بحقه حكم قضائي ومنهم لا يزال عدد ضحاياه في تزايد حتى اليوم.

ومن خلال توكيلات غذائية وهمية، استطاع عدد من النصابين بجمع الملايين من التجار في عدد من المحافظات بعد كسب ثقتهم بالتنفيذ الجدي لأول تعاقدات بعدها تفاجئ أصحاب الاعتمادات باختفاء صاحب التوكيل واختفاء البضاعة وصدموا كونهم ضحيه لعملية نصب جديدة، ورصدت "الفجر" من خلال الضحايا أكبر ثلاثة قضايا جمع مستريحيها الملايين.

كان أولهم في المنصورة حيث اتخذ "أسامة.ف" إحدى الشقق الفاخرة في موقع متميز على كورنيش النيل هناك مكتب للإيقاع بضحاياه وتزعم امتلاكه مصنعين لإنتاج المربى والصلصة أحدهما في السويس والآخر بسوهاج، وخلال أشهر قليلة تمكن من جمع ملايين الجنيهات من الاعتمادات المالية من تجار بمحافظات الشرقية والإسماعيلية والغربية والمنوفية.

وقال خليل نصار، أحد ضحايا نصاب المنصورة وتاجر بالزقازيق، أنه تعرف عليه من خلال أحد أصدقائه وتوجه لمكتبه بأحد أبراج المنصورة وعرف نفسه أنه موزع لمصنع "ريفرا " يستطيع توريد منتجات مختلفة كالمربى والزيت، و يعمل من خلال نظام يسمى "coast plaza" يهدف إلى تسديد مبلغ معين تحت حساب لبدء التوريدات.

سحب من نصار مبلغ 200 ألف جنيه لبدء عمليات التوريدات ومن محمد داوود ضحية أخرى بطنطا 300 ألف ومثل تلك الأرقام طبقت على 40 تاجر إضافة إلى المصانع، ويؤكد "داوود" أن إجمالي المبالغ الذي جمعها "أسامة.ف" وصلت إلى 20 مليون جنيها في ثلاثة شهور قام خلالها بالتوزيع على التجار بشكل فعلي حتى تفاجئنا باختفاء أحدث موردينا من السوق.

وأضاف داوود، أنه تواصل مع عدد من ضحايا نصاب المنصورة وقاموا برفع قضية أمام القضاء المدني وصدر فيها حكم بالحبس ولكن لم ينفذ حتى الآن، ففي الفترة الأخيرة قام "أسامة.ف" بترك شقته المستأجرة و الجواز عرفيا مرتان، وقام بمهاتفته وكان نص المكالمة "معكش مليون جنيه تاخدهم بالدولار، دي عملية أثار ولو خلصت هديك فلوسك القديمة".

روايات الضحايا تشابهت مع رواية المهندس حكيم، أحد تجار الاسماعيلية، وكانت تفاصيل حكايته درامية فقد تعرض لجلطة في القلب مرتان إضافة إلى وفاة أحد تجار المنوفية حسرة على أمواله التي فقدها لدى مستريح المنصورة و تعرض ضحايا أخرين لسوء الحالات النفسية ووعكات صحية عقب فرار النصاب من العقوبة.

قضية أخرى بالمنصورة نشر صاحبها على موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" منشورًا بعنوان احترسوا مافيا نصب المواد الغذائية برجاء النشر على أوسع نطاق حتى أتمكن من الوصول اليهم، تحدثنا معه فقال خالد المهر، أن هناك نصاب يدعى "أمير.ق" يحذر منه جميع تجار المواد الغذائية ورجال المبيعات فلديه مصنع ونشر اعلان بحاجته لوكلاء يدفع منهم كل واحد 300 ألف جنيه وبعد إرسال بضاعة غير صالحة بـ100 الف جنيه اختفى.

وأشار إلى أن لديه شريكين في عمليات نصبه الاول مدير مبيعات وبينهم عقد مشاركة على المصنع والثاني شريك في العمليات فقط يدعى "ح.س" فهي شبكة كبيرة صاحبها حصلت "الفجر" على إخطار لمأمور شرطة باب شرق المنصورة في ثلاثة عشر قضايا بينهم أحدها المحكوم عليه بسنة سجن  برقم 26963 لسنة 2019، وحتى الان لم يتم ضبطه.

وفي كفر الشيخ قال أحمد فؤاد، أحد ضحايا نصب التوكيلات الغذائية، إنه هناك صاحب أحد مصانع التعبئة والتغليف الشهيرة في محافظتهم قام بجمع مايزيد عن 10 مليون جنيه خلال خمسة أشهر بالترويج أن مصنعه تولى تعبئة وتوزيع خط انتاج أحد الشركات المنتجة للسمن و الزيت.

ونفس روايات ضحايا نصابين المنصورة فبعد التوريد لمدة شهران اختفى صاحب المصنع بعد بيع مصنعه يريد أن يكون وكيلا في منطقة يتقدم بدفع 150 ألف جنيه كبداية تعاقد وبعد إنهاء المبلغ يقوم بالتجديد، ولكنه ابتكر طريقة أخرى لجمع الأموال فقبل اسبوعين من اختفائه تعاقد مع أحمد على شراء 21 طن زيت أجل على اسبوع وباع الكمية ولم يحصل البائع على أمواله.

ورصد أحمد فريج مكافأة مالية على من يرشده على "نصاب أكتوبر"، فقد أوهمه مع مجموعة كبيرة من التجار بمقدرته على فتح توكيلات خاصة لكبرى الشركات المصرية لكن نظير ذلك فهو سيأخذ 100 ألف جنيه نظير إنجاز الأوراق وأبرم الصفقة مع ما يزيد عن 15 تاجر في نطاق 6 أكتوبر كان مشهور بمكتب فاخر بمنطقة الحصري ويوزع مندوبين على التجار.