خلايا التطرف بمستشفيات "الصحة" والقومسيون الطبي

العدد الأسبوعي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


طبيبات يرفضن معاينة الرجال.. وأطباء يحددون العلاج للنساء عمياني


تجرى الدولة عملية تنقية واسعة لمؤسساتها من العناصر المتطرفة، التى حرصت طوال سنوات على حشو العقل المصرى بكراهية المختلف، وملأه بتراب الفكر البشرى بغرض تعطيله، إلا أن الطريق لا يزال طويلاً رغم ما يتم إحرازه من نجاح فى سبيل تفكيك تلك الخلايا السرطانية.

لم يسلم كيان أو مؤسسة فى الدولة من الاختراق، خاصة النقابات التى ظلت مرتعاً خصباً لتلك الخفافيش، نظراً لما تتمتع به من استقلال نسبى عن أجهزة الدولة، ووجد المتآمرون ضالتهم لدى بعض المهن التى تجد احتراماً وافراً بين الناس لطبيعتها الإنسانية، مثل الطب، الذى يمثل اختراقه على الدوام نصراً مؤزراً فى سبيل تحقيق هدف السيطرة على العقل المصرى، وعن قصد أو قلة حيلة أو قناعة دخل عدد لا بأس من العقول المصرية فى الطريق المظلم. داخل مستشفيات وزارة الصحة، أو فى العيادات الخاصة، هناك ما يمكن وصفه بالخلايا النائمة.

«أميمة الشاهد»، طبيبة بيطرية رفض طبيب القومسيون الملتحى بمكتب صحة البراد بمنطقة شبرا مصر، منحها إجازة فى سبتمبر الماضى، رغم كونها مريضة بالسرطان، واضطرتها ظروفها لتعاطى الترامادول لتسكين آلامها الجسدية المبرحة، لكنها وبالصدفة اكتشفت من رئيسته الدكتورة زينب، بأنه رفض لأنها ترتدى ملابس غير محتشمة، وتضع برفيوم ومكياج، وكان قد سألها بالفعل: كيف تفعلين ذلك وأنت مريضة «كانسر»؟!.

تقول أميمة: كنت أخفى صفار وجهى بالمكياج، أظهر سعيدة وقوية رغم علمى بأن أيامى بجميع الحسابات معدودة.

وواجهت «شيماء محمود» فى عيادة الطبيب محمود س، أخصائى الجلدية والتناسلية، بمنطقة 6 أكتوبر، موقفاً لم تتخيله عندما ذهبت لمعرفة أسباب الالتهابات التى تصيبها بمنطقة الصدر.

رفض الطبيب توقيع الكشف الطبى عليها، كأنها ذهبت قاصدة عرض مفاتنها وإيقاع أحد أعمدة الطهارة فى بئر الرذيلة، اكتفى أخصائى الطهر بالاستماع لشكواها ثم كتب روشتة العلاج عميانى، لكن مشاكلها الجلدية تفاقمت، وعند طبيب آخر اكتشفت أن العلاج الذى تتعاطاه خاطئ، وكاد يسبب لها مشاكل صحية كبيرة.

ويروى «علاء لهيطة» من واقع محضر شرطة حرره، أن إحدى قريباته ذهبت لوحدة طب الأسرة بمنطقة بورفؤاد ثان، فى 16 أكتوبر الماضى، بعد معاناتها من أزمة صدرية، وأن طبيبة منتقبة عاينتها بمكتبها بالطابق الثانى، وكان سبب المحضر أن المريضة كادت تفقد حياتها لأن الطبيبة أصرت على صعودها على سلالم الوحدة إلى حيث مكتبها، هى لا تنزل لمرضى مهما كانت حالاتهم حرجة.

وفى مستشفى بلقاس العام واجهت «أم أحمد فرج» موقفًا صعبًا مع زوجها، كان يعانى من أزمة قلبية حادة، ورفضت الطبيبة توقيع الكشف الطبى عليه كونه رجلاً.

وفى مستشفى الحوض المرصود المتخصصة فى الأمراض الجلدية كان لـ«محمد حسن» موقفًا مع طبيبة رفضت معاينته لأنه مصاب فى «منطقة حساسة».

إحدى الطبيبات بعين الصيرة تمنح خصماً نقدياً على سعر الكشف للمنتقبات، 100 جنيه للحالات العادية، وتدفع المنتقبة 70، مع رفض الحجز عن طريق التليفون، معاينة المساعدة شرط توقيع الخصم.