القصة الكاملة لمحاكمة كمسري قاتل "ضحية التذكرة"

أخبار مصر

أرشيفية
أرشيفية


جثه هامدة، قطعت أوصالها، فرمتها عجلات القطار، قاتله أحلام شاب في العشرين من العمرة، كان بشوشًا، دائم الحفاظ على ابتسامته رغم عبوث الحياة معه، حولت يديه التي طالما صنعت التحف والإكسسوارات، إلى أشلاء متناثرة على القضبان، حتى غطت الدماء العجلات، تاركة وصمة على كل من شاهد الواقعة ولم يتحرك، ومن كان سببًا في وقوع هذه الحادثة.

لم يتم عامه الثالث والعشرون، كان يجاهد في الحياة حاملًا سلاحه في يده مشدًا قبضته عليه، أخذ دائمًا يحاول مرارًا وتكرارًا أن يجني قوت يومه، وأن يساهم في مصاريف أسرته الصغيرة بسيطة الحال، فقرر أن يلوز بالفار بحلمه إلى الإسكندرية ليبيع صنع يديه لرواد عروس البحر المتوسط.

إلا أن موسم الأمطار قد ضرب الإسكندرية، مسقطًا أحلام شاب عشريني على حافة البحر، لتتركه بدون مال، محطمًا من الداخل، يشعر بالبؤس وفقدان الأمل، هكذا كان حال محمود قبل أن يمتص قطار 934 إسكندرية المكيف، لم يكن يملك ثمن التذكرة لكنه لم يكن أمامه اختيار إلا أن يستقل هذا القطار؛ ليعود إلى أهله بخفي حنين.

ليوقفه الكمسري، هو وصديقه، يسألهم عن تذكرة الركوب الخاصة بهم، فلما أدرك أنهما لا يملكان أي تذاكر ولا حتى ثمنها، خيرهما ما بين الدفع أو القفز من القطار، وسط سكوت من قبل الركاب، ففتح الباب وقفزا تحت عجلاته، ليتحول بعدها محمد عيد إلى "ضحية التذكرة" بعد أن طحن تحت عجلات القطار شهيدًا، وأصيب محمد أحمد، صديقه ببتر في ساقه.


بعد أن أثير الذعر على شبكات مواقع التواصل الاجتماعي، وتفاعل رواد فيس بوك، تويتر، معه الضحية وصديقه، حتى تقدم كامل الوزير، وزير النقل، بواجب العزاء لأسره الفقد، وصرف لهم تعويضًا ماليًا بلغت قيمته مائة ألف جنيه للضحية، وعشرون ألف جنيه للمصاب، كما حضر الجنازة الشعبية، داخل محل إقامة الضحية بمنطقة أم بيومي في شبرا الخيمة، كما أنه وعد أسرته الضحية بتوظيف أحد أفرادها ليصبح عائلًا للأسرة.

وفي مساء يوم الحادث، أصدرت النيابة العامة قرارها بحبس المتهم (الكمسري) أربعة أيام على ذمة التحقيق، عقب إلقاء مباحث السكك الحديد القبض عليه في محطة طنطا، وأقرت أنه بالتشريح المبدئي للجثة تبين أن الرأس قد فصلت عن الجسد، وحددت له جلسة أولى للمحاكمة اليوم، السبت الموافق الرابع عشر من ديسمبر الجاري.

وخلال جلسة اليوم، قررت الدائرة الثالثة لمحكمة جنايات طنطا، برئاسة المستشار محمد على سكيكر، تأجيل محاكمة رئيس قطار "الإسكندرية - أسوان" فى القضية المعروفة بـ"ضحية التذكرة" إلى جلسة الخامس عشر من فبراير المقبل لسماع شهود الإثبات وطلبات الدفاع.


وطالبت هيئة الدفاع إخلاء سبيل المتهم بأى ضمان، وتشكيل لجنه فنيه من هيئة السكة الحديد وإدارة تشغيل القطارات للوقوف على سرعة القطار قبل وأثناء وقوع الحادث وإعادة فحص جهاز atc ومعايرته فنيا لتبيان عما إذا كانت سرعة وهمية فى الجهاز من عدمه.

كما طالب دفاع المتهم بسماع أقوال صقر سعد زغلول كمسارى القطار وتوفيق إبراهيم صالح سفرى القطار، وسماع أقوال شاهد الإثبات الثالث والرابع ومجريا التحريات وضم التحاليل الطبية للمجني عليهما والمأخوذة بمعرفه الطب الشرعى بشان تعاطي المجنو عليهما مسكرات أو المخدرات من عدمه، كما طلب الدفاع، صحيفة الحالة الجنائية الخاصة بالمحنى عليهما

فيما طالب دفاع المجنى عليه بتعديل القيد والوصف فى القضية من جرح أفضى إلى موت إلى قتل عمد، والمطالبة بتعويض مؤقت مليون جنيه.