"البهطلة" و"الميني جيب".. أبرز موضة أزياء السيدات في العصر المملوكي

أخبار مصر

بوابة الفجر


يقول المستشرق والرسام الفرنسي برايس دافين عن مشاهداته للسيدات المصريات في القرن، الـ 19 "أما جمال المصريات ففيه شئ مما يروقك عن كل نساء العالم تقريبًا، إنه حسن ساحر مزيج من أفريقيا وأوروبا"، وهنا حق لنا أن نتساءل، هل السيدات في عصور مصر المختلفة عرفن الموضات وبيوتات الأزياء، وبالأخص في العصور الإسلامية المعاقبة.

يجيبنا في هذا شريف فوزي منسق عام شارع المعز لدين الله الفاطمي، أن نعم عرفت السيدة المصرية الموضات وبيوتات الأزياء في العصر المملوكي، فقد كانت بيوت الأزياء في ذلك العصر هى بيوت الخوندات، زوجات السلاطين وجواريهم.

وأضاف فوزي أن أشهر الموضات في ذلك العصر كانت تعرف بـ "البهطلة" ووصفها المؤرخون بأنها عبارة عن قميص واسع فضفاض كمه ثلاثة أذرع إذا أرخته وصل إلى القدم وغطاها، كما كان القميص له ذيل طويل يصل إلى الأرض.

وكان القميص بهذا الشكل العجيب والغريب –والكلام لفوزي- تكلفة تصل لألف درهم، والدرهم من الفضة الخالصة يزن الواحد منه ما يقرب من ثلاثة جرامات، فلنا أن نتخيل السعر، ويكمل: كانت البهطلة هي الموضة عام ٧٥١ هجري ١٣٥٠ م، أي منذ 700 عام، وبسبب تلك التكلفة العالية حاربها المسئولين وقتها خاصة وأنها انتشرت بين نساء القاهرة حيث اعتبر من التبذير صرف هذا المبلغ على قميص، رغم ما عرف عن تكلفة بعض قمصان إحدى زوجات السلاطين والتي وصلت إلى ١٢٠٠٠ درهمًا، والقميص هنا هو الزي الذي ترتديه فوق الثياب للخروج والتنزه.

وعن إجراءات محاربة تلك الموضة قال فوزي، تمثلت تلك الإجراءات من المسئولين لمحاربة تلك الموضة في الهجوم على محلات مناشر الغسالين، ومحلات البابية وهي محلات كي وصقل الملابس، وهي تشبه اليوم محلات الدراي كلين وتم مصادرة تلك القمصان، غير أن تلك الحملات من قبل المسئولين لم تستمر طويلا فعادت تلك الموضة للظهور مرة أخرى في فترات أخرى، مع طرز جديدة من الموضة والأزياء.

وأضاف فوزي قائلًا إن الدكتور أحمد عبد الرازق فى كتابه المرأة فى مصر المملوكية نقلا عن الرحالة ابن الحاج الفاسي المغربي الذي زار مصر في القرن الرابع عشر الميلادي ووصف أزياء المصريات بالقصيرة طولًا والمتسعة لا الضيقة في الأكمام دون ارتداء سراويل والسروال هو أشبه بالبنطلون حاليا وهو بذلك عكس البهطلة، والتي جعلت دكتور أحمد عبد الرازق يعتقد بأن هذا الزي القصير أشبه بالميني جيب حاليًا.

وختم شريف فوزي منسق عام شارع المعز كلماته قائلًا إن أزياء السيدات فى العصور الوسطى وكذلك الرجال وما تعج به من المخطوطات وما بها من رسومات التي جعلت القطع النسيجية المكتشفة تتحول لقطع فنية تعبر عن مدى اهتمام الناس بأزيائهم، خاصة القاهريين وعلية القوم.