الفنانة ذكرى.. قصة انطلاقة متميزة بين الأمل والألم ونهاية مرعبة

الفجر الفني

بوابة الفجر


حياة مختلفة فى تفاصيلها حتى في ختمها، هكذا نستطيع وصف حياة الفنانة التونسية ذكرى، كانت فتاة محبة لأسرتها وجيرانها، كما كانت محبة للغناء تميزت بصوت قوي جعلها مؤهلة للغناء بجميع الألوان الغنائية، والغناء باللهجات العربية المختلفة، لكن كل هذه النجاحات الفنية أعقبها نهاية مأساوية، كأنها أخذت نصيبها من اسمها لتصبح ذكرى غنائية لاتنسى.

نشأة الفنانة ذكرى

كانت نشأت ذكرى نشأة عادية كأغلب البيوت العربية، فهي الشقيقة الصغرى فى منزل مكون من أب وأم وتسع أبناء، يعيشون فى منطقة وادي الليل في تونس، كان صوتها مميزا وقوىا منذ الصغر، مما جعل والدها يشجعها على الغناء، وشجعها صوتها على الاشتراك فى سن مبكر في أكثر من برنامج مسابقات غنائية فى تونس، وتفوز فيها قبل حتى أن تكمل عامها العشرين، غنت أول أغنية وهي في سن الـ١٧ عامًل، والتحقت بفرقة الإذاعة والتليفزيون التونسية.

مرحلة تعرفها على الملحن السيد عبد الرحمن العيادي

تعرفت ذكرى على الملحن السيد عبد الرحمن العيادي خلال تواجدها في الفرقة، ولحن لها الأغلبية العظمى من أغانيها، التى قدمتها خلال فترة تواجدها فى تونس، بل إنه رافقها أيضا فى رحلتها إلى سوريا، لتتعلم أصول الغناء، لكن انتهت شاركتها العملية وتم فسخ خطبتها فى عام ١٩٩٠ بسبب احتكاره لصوت ذكرى. وهو العاد ذاته الذي سافرت فيه ذكرى إلى المغرب للمشاركة في سهرة غنائية، تم بثها مباشرة من الدار البيضاء.

بصمتها المتميزة فى ليبيا والخليج

اشتركت ذكرى مع كبار فناني ليبيا، وقدمت أغانٍ ليبية من التراث وعدد من الألبومات الليبية، ونالت شهرة كبيرة هناك، واختيرت كأفضل مطربة عربية تغني التراث الليبي، وتعد من أكثر الفنانات تقديمًا للأغاني الليبية.

تأتي بعد ذلك مرحلة الانطلاق الأكبر لها فى مصر فمن مصر عرفها كل أرجاء الوطن العربي، ونالت شهرتها فى الخليج، والهمت ذكرى الكثير من الفنانين العرب فكرة تقديم أغانٍ باللهجة الخليجية، وتعتبر من أفضل الأصوات العربية التي غنت بالخليجي، ومرات عديدة اختيرت كأفضل مطربة خليجية، برغم أنها تونسية الأصل.

ومن المواقف التي تؤكد تمكن ذكرى فى أداء اللون الخليجي، هو اختيار النجم السعودي محمد عبده لها ليغنيا معنا "دويتو"، واختياره كان بديلًا عن الفنانة نوال الكويتية بعد خلافها مع محمد عبده.

سطوعها ونهايتها فى مصر

جاءت ذكرى مصر وتعاملت مع كبار المنتجين والملحنين، مثل صلاح الشرنوبي، وحلمي بكر، وكان أول من تعاملت معه عام ١٩٩٥ الموسيقار هاني مهنا، وقدمت عددًا من الألبومات الناجحة، نتذكر منها "وحياتي عندك، أسهر مع سيرتك الاسامي، يانا، الله غالب، يوم عليك".

زواجها ومقتلتها

تزوجت من رجل الأعمال المصري أيمن السويدي الذي كان يرغب في أن تترك الغناء، ووتفرغ للحياة الزوجية، ولكنها رفضت ذلك، حتى بلغت الخلافات أوجها، وتصادف ذلك مع وجود مشاكل مادية لزوجها، وفي يوم ٢٨ من نوفمبر، دب خلاف بين الزوجين، فى وجود مدير أعمال السويدي وزوجته، لينتهي المشهد بموت الجميع، حيث قتل السويدي زوجته ذكرى ومدير أعماله وزوجته ثم انتحر، وقتلت بأكثر من 26 طلقة، عن عمر ناهر الـ37 عامًا.

نهاية مرعبة

حامت الشكوك حول مقتل ذكرى، والفاعل الحقيقي للجريمة، ظهرت الكثير من القصص؛ فقيل أن الفاعل هو زوجها بسبب خلافات زوجية وغيرتها عليها، أو بسبب الضغوط المادية عليه، وأنه قام بالجريمة وهو تحت تأثير الخمر.

وذهب البعض أن القاتل ليس الزوج وان الموضوع أكبر من ذلك، بل إن المتورط جهات سيادية سياسية، البعض قال أنها من مصر والبعض قال من السعودية، واستحضر آخرون فتوى إهدار دم ذكرى كسبب لمقتلها، بعد انتشار شائعة، أنها شبهت معاناتها في مشوارها الفني بمعاناة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا ما نفته.

قصص رعب كن منزل الراحلة ذكرى

ارتكب أيمن السويدي الجريمة بثلاثة مسدسات ورشاش صغير، وبلغ عدد الرصاص ٨١ رصاصة، ونتج عنها مقتل ثلاثة أشخاص وانتحار الفاعل، ودارت قصص الرعب حول الشقة الكائنة بحي الزمالك مسرح الجريمة، إذ روى سكان العقار أن مصعد العمارة يتجه من تلقاء نفسه فى ساعة حدوث الجريمة إلى طابق شقة ذكرى.

بالإضافة إلى سماع أصوات الشجار منبعثة من داخل الشقة الفارغة، ثم يختفي فجأة، أحيانا يجد السكان باب الشقة مفتوحا والأجواء مغلقة والجميع يشعر بشيء مريب يحدث فى تلك الشقة التي وصمت بالرعب.