د.حماد عبدالله يكتب: " ذهاب بلا عودة " !!
وكأن التعليم في مصر قطع تذكرة ذهاب بلا عودة !!
لقد أصيب المجتمع في مصر بحالة من الإكتئاب واليأس , وخاصة حينما يتعرض إلى مناقشة مشكلة التعليم في البلاد , ولقد أقيمت عشرات المؤتمرات وتبدل على موقع وزير التعليم عدد من الوزراء المشهود لبعضهم بالذكاء والتفاني في وطنيته , ورغبته الشديدة في إضافة عمل يعيد للتعليم المصري مكانته في العالم , ولكن النتائج حتى اليوم سالبة ولعل ما تحتاجه منظومة التعليم في مصر هو أن نبدأ من حيث إنتهى الأخرون , أن يكون التعليم على مستوى ذكاء الأطفال المصريين وكذلك إحتياجات المجتمع من نوعيات خاصة من الخريجين , وهذا يصطدم فوراً بالإمكانات المالية المطلوبة لقيادة هذه المنظومة بنجاح , وهنا تقدمنا بل كتبت أكثر من مرة بأن تجزئة المشكلة هي أهم أجزاء حلولها , فلو أكلنا قطعة كبيرة من اللحم المقدد (البسطرمة) فلن نستسيغها ولن نسطيع هضمها , ولكن بتقطيعها إلى شرائح رفيعة جداً يمكن إستساغتها ويمكن أيضاً هضمها بسهولة هذه هي طبيعة الأشياء , وبالتالي فإن تجزئة قضية التعليم , وتوزيع تلك الحقيبة على ثمانية وعشرون محافظة أو عدة أقاليم إقتصادية , كل إقليم له منظومته ومناهجه الخاصة في التعليم التي تواكب إحتياجاته من خريجين بصفات خاصة مرتبطة بنشاط هذا الإقليم , مع الإحتفاظ بالعناصر الأساسية في منظومة التعليم وهي المواد العامة والإنسانية , فإننا سوف نكون أمام منظومة مجزئة في كل إقليم يختص بحقيبته , ولا داعي أبداً لديوان عام وجيوش جرارة من الموظفين , ووزير , وحاشية وزير وسيارات وزير , وسفريات وزير , كل هذا يمكن توفيره وضخ أموال تصرف بلا هدف وبلا نتيجة في قلب المعركة في قلب المنظومة ذاتها .
ولعل بإقتراح فرض ضريبة محددة يكون عائدها موجه للتعليم , وتختلف قيمة الضريبة من محافظة لأخرى حيث أيضاً النشاط الإقتصادي الذي يقوم في إقليم جنوب مصر , يختلف تماماً عن نشاط إقتصادي يقوم في إقليم شرق مصر على الخليج مثلاً .
وبالتالي فإن حاصل ضرائب مفروضة موجهه للتعليم في هذا الإقليم سوف ترفع من مستوى التعليم في هذا الإقليم عن أخر .
وهنا نخلق نوع من التنافسية بين أقاليم مصر المختلفة لكي نخلق نبوغ مبكر لدى شبابنا الذي سيلتحق أيضاً بجامعات نوعية , تعتمد على كليات متخصصة في نشاط إقتصادي وخدمي وطبي يختلف عن مكان أخر , كما أن تدفق البعثات للخارج جزء مكمل لمنظومة التعليم وهذا حديث أخر !!
