"بحث عن التابوت ليدفن فيه".. تفاصيل ٢٤ ساعة قضاها "نادر" داخل سرداب أثناء التنقيب عن الآثار بطنطا

محافظات

استخراج جثة الشاب
استخراج جثة الشاب


جمعتهم الرغبة في الثراء السريع عند استخراج ذلك الكنز المدفون أسفل المنزل المهجور الكائن بشارع حسن داود بمنطقة القرشى فى طنطا، ولكن سرعان ما انقلب السحر على الساحر وثأرت الأجداد النائمة منذ زمنا طويل لسرقت  كنزهم المدفون وسقط أحدهم داخل ذلك السرداب الذى ظن هؤلاء أنه مدخل الثراء ولم يكن بحسبانهم أنه مدخل الجحيم الذى سيلقى فيه "نادر محروس" ذلك الشاب الذى لم يكمل عقده الثانى بعد، حدفه، وينتهى مصير الباقى بالقبض عليهم من قبل مديرية أمن الغربية.

"الفجر" داخل شارع حسن داوود، لرصد ما حدث ليلة أمس، أمام مدخل منزل متهالك يبدو أنه يرجع لزمن بعيد، تقف النساء متشحه بالسواد، بينما يقف رجال الحى ليساندوا والدى الشاب المفقود الذى لايزال البحث عن جثمانه أسفل السرداب الذى يبعد عن الأرض مسافة الـ 18 متر.

" ياحبيبي يابنى، غدروا بيك ياحبيبي، مش كفاية أنه مات كمان مش هتلاقى جثته، خرجولى ابنى ادفنه وأريح جثته اللى اتبهدلت" بهذه الكلمات التى تحمل أقسى معانى الألم والفقدان، خرجت من شفاه "زينب" تلك السيدة التى انفطرت عيناها من البكاء لفقد نجلها الشاب منذ أن علمت بما حدث له خلال ٢٤ ساعة الماضية لتجلس بجانبها أقاربها وجيرانها لمواساتها لتبدأ فى الحديث إلينا" نادر ابنى التانى على ولدين وبنت، يعمل بورشه أحذيه لمساعدة والده فى الإنفاق على المنزل".

لتواصل وصلة الرثاء على فقديها "غدروا بيك ياحبيبي، صحابوا هم السبب فى اللي حصله، خرجولى ابنى، يانادر أنت فين ياحبيبي".

"تفاجئنا بغياب نادر عن المنزل لمدة يوم من يوم السبت الماضى، تواصلنا مع أصدقائه وفى الأماكن الدائم التردد عليها ولكن دون جدوى وعند سؤال أهالى المنطقة أكدوا انهم شاهدوه أمس السبت مع أصدقائه داخل ذلك المنزل " حسبما روى جابر محروس عم الشاب.

وتابع: " على الفور انتقلنا للمنزل واقتحمناه لنجد أعمال الحفر مستمرة داخل المنزل، وعند سؤال أحد أصدقاء نادر عن مكان وجوده لنكتشف بعدها المفاجأة، حيث اعترفوا لنا بأنه سقط أثناء العمل داخل حفرة تشبه سرداب الآثار ولم يخرج منها".

وأضاف عم الشاب، "اكتشفنا أنهم فكروا في إخفاء جريمتهم حتى لا يفتضح أمرهم وبدأوا في حفر حفرة أخرى وردموا التي وقع فيها نادر."

وأشار رامى صابر، صديق نادر، إلى أنه كان على خُلق ويتمتع بسمعة طيبة بين أهالي المنطقة، مؤكدًا أن "أصدقاء السوء" هم من قادوه للاشتراك معهم لكي يساعدهم في أعمال الحفر والحصول على نصيبه من الآثار المزعومة تحت المنزل المتهالك، فتحول حلم نادر إلى كابوس".

تواصل قوات الحماية المدنية بالغربية، جهودها لاستخراج جثة الشاب نادر رضا، والتي عثر عليها أسفل حفرة عمقها 18 مترا للتنقيب عن الآثار، داخل منزل بطنطا، في منطقة القرشي، التابعة لقسم ثان طنطا، وفقا لمصدر أمني مسؤول بمديرية أمن الغربية.

وقال المصدر أمنى، لـ"الفجر"، إنهم عثروا على جثة الشاب أسفل تراب وطمي داخل الحفرة، ولم يتمكنوا من استخراجها حتى الآن، حيث يتطلب ذلك توسعة حفرة التنقيب أسفل العقار، وهو ما قد يؤدي لانهيارها، ويعرض حياة رجال الإنقاذ للمخاطر، وبناء على ذلك جرى فرض كردون أمني حول المنزل، ومخاطبة حي ثان طنطا من أجل إزالة المنزل، المكون من طابق واحد، حتي تتمكن القوات من استخراج الجثة.

أوضح المصدر، أنه بالفعل صدر قرار إزالة للمنزل، وعقب ذلك ستبدأ أعمال الحفر وتدخل قوات الإنقاذ لاستخراج الجثة.

تعود أحداث الواقعة، إلى تلقي اللواء محمود حمزة، مدير أمن الغربية، إخطارا من اللواء السعيد شكري، مدير المباحث الجنائية، يفيد بوجود بلاغ بالتنقيب عن الآثار أسفل منزل بمنطقة القرشي، فانتقلت الأجهزة الأمنية، إلى مكان الواقعة، برئاسة الرائد أحمد الهرميل، مفتش مباحث طنطا، والرائد أحمد الحجار، رئيس مباحث قسم ثان طنطا، وقوات الحماية المدنية والإسعاف، وتبين أن الحفرة بعمق 18 مترا، وممتلئة بالمياه.