خبير دولي يجيب.. كيف تتجنب السكك الحديدية ظاهرة سقوط الركاب ؟

أخبار مصر

أرشيفية
أرشيفية



"السقوط من القطار أثناء سيره"، ظاهرة ليست بجديدة على مصر، لما تشهده منظومة السكة الحديد من تدهور في حالتها بتجاهل زيادة عوامل السلامة والأمان، الأمر الذي يؤدي إلى وقوع العديد من الضحايا على القضبان.

وتتطرق "الفجر" في تقريرها التالي، إلى ظاهرة سقوط أشخاص من عربات القطارات أثناء سيرها، سواءً عن طريق القفز أو السقوط المفاجئ للاختلال التوازن أثناء تواجد شخص على باب العربة المفتوح، أو هربًا من دفع قيمة التذكرة.

وعلى مدار السنوات الماضية بات من المعتاد تكرار هذه الحوادث التي تعزى في معظم الحالات إلى أخطاء بشرية، كما تعزى إلى انعدام عوامل السلامة والأمان للركاب من قبل هيئة السكك الحديدة.

ومن بين أبرز الحوادث المشار إليها سابقًا، سقوط طالبة تدعى "م. إ " 23 عاما، مقيمة قرية الفنت الشرقية بمركز الفشن، من القطار رقم 168 مميز قادمة من بني سويف تجاه الفشن، أثناء وقوفها على باب إحدى العربات، حيث اختل توازنها وسقطت على شريط السكة الحديد، ما أدى إلى إصابتها بجرح بالرأس وكسر بالقدم اليسرى.

 كما لقي مصطفى آدم، 39 عاما أمين شرطة بالكهرباء في سوهاج، مصرعه أثناء وقوفه على باب القطار، حيث أصيب بهبوط حاد في الدورة الدموية فسقط من القطار، ولفظ أنفاسه الأخيرة قبل وصوله لمستشفى سوهاج العام.

كما لقي "السيد ماهر 44 سنة، عامل، مقيم بقرية منيه البندرة، اليوم السبت مصرعه، إثر سقوطه من القطار في أثناء ذهاب المتوفى لعمله بشركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى، بعد اختلال توازنه، وسقط شابًا في الثالث عشر من الشهر الجاري، من قطار ركاب، بدائرة مركز كفر الدوار، أثناء وقوفه على باب إحدى عربات القطار، حيث اختل توازنه وسقط أسفل عجلات القطار، مما أدى إلى إصابته، وتسبب الحادث في بتر بقدم المصاب اليمنى.

الدكتور حمدي البرغوثي، خبير النقل الدولي، يقول لـ"الفجر"، إن هذه الظاهرة تتمحور حول شقين، أولهما يتعلق بالراكب، والثاني يتعلق بهيئة السكك الحديدية، مؤكدًا أن وقوع هذه الحوادث يتحملها الطرفين سويًا.

وأوضح خبير النقل الدولي، أن الخطأ الذي تقع فيه هيئة السكك الحديدية، هو عدم تفعيل منظومة أو إدارة تتعلق بالأمان والسلامة، من واجبها التأمين على الأبواب أثناء سير القطارات بغلقها تمامًا ومراجعة ذلك قبل سير القطار، وعدم فتحها سوى عند توقفه، بالإضافة إلى توعية المواطنين من خلال حملات مكثفة بقواعد السلامة، حتى يتم تجنب قيام أشخاص بسلوك يعرض حياتهم للخطر من خلال الوقوف على أبواب العربات.

وعن اعتياد الكثيرين على القفز من القطار أثناء سيره، لفت إلى أن هناك العديد يقع ضحية لهذا السلوك، هربًا من دفع قيمة التذكرة أو للنزول في الأماكن الأقرب لهم قبل الوصول إلى المحطة، موضحًا أن معالجة الأمر ليست بالصعبة، حيث أن الدول الأوروبية تقوم بوضع بوابات إلكترونية في المحطات، تشبه بوابات المترو، مما يمنع دخول الراكب القطار إلا بعد فحص التذكرة إلكترونيًا، ومن هنا تكون وظيفة "الكومسري" مقتصرة على التفتيش على وجود ختم على التذكرة من عدمه خوفًا من استعمالها أكثر من مرة، وتطبيق غرامة عالية التكلفة عليه أن تهرب من ختمها، وليس امتلاكه للتذكرة أم لا.

وتابع، أما عن نزول الراكب قبل وصول القطار للمحطة أثناء تهدئته، لقرب مساكنهم من هذا الموقع، فإحكام غلق الأبواب وعدم فتحها إلا بعد الوصول فيضمن عدم تكرار هذا الأمر، مضيفًا أنه يجب صيانة العربيات وخاصة الدرجة الثالثة التي تزدحم بالركاب ولا يكون عليهًا أبوابًا في العديد من العربات.

وذكر أن المشكلة التي تتعلق بالراكب فهي خاصة بسلوكه، مشيرًا إلى أنه من يقوم بدخول القطار دون حجز تذكرة، والقفز من القطار أثناء سيره، بعيدًا عن الحادثة الفردية من نوعها الخاصة بـ"ضحية قطار طنطا"، متابعًا، أنه يجب على هيئة السكك الحديدية القيام بدور التوعية للمواطنين، وتفعيل منظومة للأمان والسلامة يطبق بها ما ذكر سابقًا.