الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية لـ"الفجر": طيبة 1 سيسهل متابعة العمليات الإرهابية بدقة بالغة (حوار)

تقارير وحوارات

محمد القوصي
محمد القوصي


"طيبة 1"  سيغطي الجمهورية بالكامل بشبكة الانترنت في الصحاري والمناطق النائية

"طيبة 1" أسميناه بهذا الاسم ليكون معبرًا عن الحضارة المصرية

لم نرغب في مخاطرة التصنيع فهذه تجربتنا الأولى وأردنا لها النجاح

سنبدأ في التحضير لإطلاق "طيبة 2 " الذي يهدف إلى توطين تكنولوجيا الأقمار الصناعية في مصر

"كيوب سات 3" سيكون تصنيع مصري خالص ويطلق في يونيو 2020

تشهد مصر اليوم الجمعة الموافق 22 نوفمبر، حدثًا تاريخيًا ضخمًا، وانجازًا غير مسبوق، حيث سيطلق أول قمر صناعي مصري في مجال الاتصالات، بواسطة شركة "آريان سبيس" الفرنسية التي انهت عمليات اختبار أنظمة القمر "طيبة 1" للتأكد من سلامته.

ومن المقرر أن يصل القمر مداره على متن صاروخ الإطلاق "أريان ٥" بقاعدة الإطلاق فى مدينة "كورو" التابعة لإقليم "جويانا" الفرنسية بأمريكا الجنوبية، وبهذه المناسبة أجرينا حوارنا مع المدير التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية الدكتور محمد القوصي؛ للتعرف على أهمية "طيبة 1" وما هي خطط الوكالة لاقتحام عالم الفضاء.

- ما أهمية القمر الصناعي "طيبة 1"؟ ولماذا سمي بهذا الاسم؟
تكمن أهمية القمر الصناعي "طيبة 1" في الاسهام في تطوير خدمات الاتصالات والإنترنت للمواطنين وأيضًا الحكومة في مصر، وهو الأول من نوعه في مجال الاتصالات، وبعد اطلاقه وبداية عمله لن يسمع أي مواطن جملة "السيستم واقع" لأنه يضع خيار آخر أمام مستخدم الخدمات في البنوك والمؤسسات تعتمد على الشبكة الأرضية وهو استخدام الشبكة الفضائية، مما سيؤدي إلى تحسين ملحوظ في خدمة الاتصالات وانهاء هذه المعاناة.

وأسمينا القمر الصناعي باسم "طيبة 1" لأننا أردنا له أن يكون معبرًا عن الحضارة المصرية الأصيلة.

- ما هي مواصفات القمر "طيبة 1"؟
"طيبة 1" عبارة عن قمر صناعي ضخم يصل وزنه إلى 5 آلاف و600 كجم، وسيتواجد على ارتفاع 1600 كم من سطح الكرة الأرضية، ومن المقرر أن تشمل الخدمة التي يقدمها جميع أنحاء مصر والدول المحيطة أيضًا مثل شمال إفريقيا والدول العربية، وعمره الافتراضي 15 عامًا، وتم تصنيعه في شركة "إير باص" الفرنسية، وشركة "تالاس ألينيا سبيس" الأوربيية، والمهندسين المصريين كانوا متواجدين في جميع مراحل التصميم وهم من سيقومون بعملية تشغيل المحطات المتواجدة في مصر للقمر طيبة 1.

- ولماذا لم يتم تصنيع هذا القمر فى مصر؟
كما هو معروف أن هذا القمر سيكون الأول من نوعه في مجال الاتصالات في مصر، لذلك لم نُرد المخاطرة خصوصا في ظل تكلفته العالية، وفضلنا أن تنجح التجربة من خلال الشراكة الأجنبية، وبمشاركة مصرية بنسبة بلغت 45% مع زيادة التصنيع المحلي في المشروعات المستقبلية.

- وأين موقع القمر الآن ؟
القمر في محطة الإطلاق في منطقة "جويانا الفرنسية" بأمريكا الجنوبية، وهو مستقر الآن في غرفة مؤمنة بعيدة عن أي نوع من أنواع التلوث البيئي، وسيظل هناك حتى قبل تحميله على صاروخ الإطلاق "أريان ٥".

- كم تبلغ تكلفة هذا القمر؟
من الصعب الإجابة عن هذا السؤال لأن "طيبة 1" نظامًا فضائيًا متكاملًا وليس القمر فقط، حيث يشمل القمر نفسه والمحطات الأرضية والصاروخ الذي سيحمل القمر وهي تكلفة ليست زهيدة، وتشمل المشغلين و الاحتياجات الخاصة به لمدة 15 سنة، وفي النهاية نستطيع القول بإن التكلفة الإجمالية لهذا النظام هو كذا، وأي أرقام تتداول حاليًا في وسائل الإعلام المختلفة ليست دقيقة بالمرة، لم يتم الانتهاء من التكلفة الإجمالية لكل هذه الأنظمة، ونركز على أن يطلق القمر بنجاح يوم الجمعة ويبدأ تشغيله.

- هل "طيبة 1" سيقدم إنترنت ذا سرعة عالية للغاية كما يقال في وسائل الإعلام المختلفة؟
السرعة التي تصل إلى المنازل حاليًا تبلغ 30 ميجا بايت، ولكن في "طيبة 1"  لن تصل السرعة لهذه المعدلات، فالميزة الجديدة أنه سيقدم خدمة الانترنت للمحرومين منها وبسرعة جيدة جدًا تصل لـ 8 ميجا حتى وإن كنت في الصحراء.

- تم إطلاق في أواخر القرن الماضي سلسلة أقمار "النايل سات"، فما المختلف في " طيبة 1"؟
أطلقنا في عام 1998 القمر الصناعي "نايل سات 1" وانتهى دوره، ثم أتبعناه بالقمر الثاني "نايل سات 2" عام 2000، ومن بعده "نايل سات 3" في 2010 وهو الذي يعمل حاليًا، وهذه السلسلة من الأقمار تختص بالبث التليفزيوني فقط لا غير، ووظيفتها تتعلق بإيصال القنوات التليفزيونية إلى المشاهدين.

أما القمر الصناعي "طيبة ١" فيتعلق بالاتصالات والإنترنت، ووظيفته تسهم في تطوير هذه الخدمة في مصر، ويساعد على وصول التغطية إلى الأماكن النائية في سيناء وسيوة والوادي الجديد، وفي البحر للسفن، ومناطق التنقيب عن البترول، بما يشارك في تطوير كل أوجه التنمية، من تعليم وصحة واقتصاد وغيره.

- ما هي الأهمية الأمنية والعسكرية للقمر "طيبة 1"؟
الفائدة التي ستعم على القطاع العسكري والأمني من "طيبة 1" في مصر كبيرة للغاية، حيث يساعد القمر الصناعي  في تأمين الاتصالات بالأماكن الخاصة به، ويؤمن وجود اتصالات وإنترنت في أي وقت كان، نحن نمتلك في الوقت الحالي شبكة واحدة ولكن بعد اطلاق القمر سيصبح لدينا شبكتين.

بجانب أن متابعة العمليات الإرهابية ستكون مؤمنة بوجود الإنترنت والاتصالات، حيث سينقل طيبة 1 صور الأفراد والجماعات الخارجة على القانون بدقة عالية، فإذا كان هناك عملية إرهابية حدثت في مكان ما ومطلوب أن تنقل الصور بالكامل إلى موقع التحكم أو اتخاذ القرار، فستنقل في توقيت لحظي لهذا المكان، ويبدأ التعامل من هذه الصورة، مما سيسهل تتبع العمليات الإرهابية بشكل أدق بكثير للغاية مما يتم الآن.

- متى سيبدأ دور وكالة الفضاء المصرية في القمر الجديد " طيبة 1"؟
عقب إطلاق القمر هناك فترة لضبط عمل القمر والتأكد أنه متواجد في مداره بصورة سليمة، وبأنه يوجد تفاعل بينه وبين المحطات الأرضية، بمعنى أنه يستقبل منها التعليمات وينفذها ويرسل إليها حالته، على مدار الـ 24 ساعة وهذا الأمر يأخذ وقت بالنسبة لقمر ضخم مثل هذا و يتطلب حوالي 3 أشهر وعقب التأكد من تقديمه الخدمات الوظيفية بعدها يبدأ العمل لتقديم الخدمات التي تصنع من أجلها.

- ماذا عن مشروع "الكيوب سات "؟ وما هي تفاصيله؟
القمر «كيوب سات» هو أحد الأقمار التي تتبع مشروع «تحالف المعرفة» فى مجال تكنولوجيا الفضاء، الممول بالكامل من أكاديمية البحث العلمي، ويتبع ١٣ جهة بحثية وأكاديمية وصناعية والقطاع الخاص.

ويضم المشروع ٣ أقمار صغيرة من نوعية «كيوب»، تم إطلاق الأول منها في ١٧ سبتمبر الماضي، والثاني أُطلق في ٢٠ نوفمبر الجاري، أما الثالث فمن المقرر إطلاقه في يونيو ٢٠٢٠، تحت اسم «next ١»، وهو من تصميم مصري خالص، ومهمته تختص بالتصوير الفضائي الذي يستخدم في مجالات البحث عن المياه والكشف عن التعديات الزراعية واكتشاف الآثار وغيرها.

وقد تعاقدنا مع ألمانيا بالفعل على تصنيع أجزاء القمر التي صممها المصريون، على أن يجرى اختباره وتجميعه في الوكالة المصرية، ليكون جاهزًا للإطلاق في موعده، ونتفاوض حاليًا مع عدة دول منها روسيا والصين واليابان والولايات المتحدة من أجل عملية الإطلاق.

- ما هي خطط الوكالة المصرية للفضاء بعد إطلاق طيبة 1؟ وأين تقف مصر في سوق عالم الفضاء؟
بعد إطلاق القمر "طيبة 1" سوف نبدأ في التحضير لإطلاق القمر "طيبة 2" الذي يهدف إلى إعطاء إمكانيات أعلى من طيبة واحد، وتوطين تكنولوجيا الأقمار الصناعية في مصر بنسبة أكبر مما هو عليه الآن .

ومصر باتت متواجدة بالفعل في عالم الفضاء بسلسلة "نايل سات" منذ عام 98، إلى جانب تواجدها في الفضاء بآخر قمر تم إطلاقه "سات "2 في فبراير الماضي، وبطيبة 1 نحن نؤكد حضورنا في الفضاء بصورة أكبر، ونبعث رسالة للعالم بأسره أن مصر كانت ومازالت رائدة للحضارة والتقدم.