بعد 15 سنة في المحاكم.. أحمد: "من حقي استرد شقتي من طليقتي"

حوادث

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


لم يكن في مخيلة "أحمد. م" الزوج الثلاثيني أن تنقلب حياته رأسًا على عقب بعد مرور عامٍ واحد من الزواج، ويُسلب منه حقه في شقته، التي تكبَّد فيها-حسبما روى- آلاف الجنيهات، من أجل تشطيبها وتأثيثها بأفخم الأثاث والأجهزة، كي تليق بعروسه العشرينية الحسناء، وينتهي به المطاف بتركها؛ وذلك لأن طليقته حاضنة، وليس له حق التواجد بالشقة.

ظل "أحمد" يتنقل لسنوات بين أروقة وساحات المحاكم، مطالبًا باسترداد حقه في المسكن، وذلك بعد أن أتمَّ ابنه السن القانونية.

يرجع "أحمد" برأسه للخلف ويسحب الهواء حتى يمتلئ صدره وهو يسرد تفاصيل معاناته قائلًا: "أعجبت ب-"سمية. ع" منذ أن وقعت عيني عليها، رأيتها شابَّة جميلة ومتعلمة، فقررت أن أتقدم لطلب الزواج بها، وتوليت مهمة تشطيب شقتي، الكائنة بالطابق الأول بعد الدور الأرضي تشطيبًا كاملًا، وتجهيزها بجميع الأجهزة الكهربائية والمنقولات، وتكبّدت في سبيل تنفيذ ذلك آلاف الجنيهات، وأنفقت فيها كل ما ادَّخرته طوال حياتي".

تتثاقل الكلمات على لسان الرجل الثلاثيني في محالة منه للحفاظ على تماسكه الزائف ليتابع: "عقدنا القران، وسرعان ما تمت مراسم الزفاف، ولم تمر سوى أشهر قليلة على زواجنا حتى دبَّت الخلافات بيينا، كانت حياتنا مشحونة بالخلافات والمشاجرات، ومع ذلك تحمَّلتها من أجل طفلنا الرضيع "محمد"، الذي لا ذنب له سوى أنني أسأت اختيار والدته، ومن أجل الحفاظ على استقرار البيت تغاضيت الطرف عن قساوة قلبها وسلاطة لسانها، حاولت كثيرًا أن أُقوِّم سلوكها وأتعامل مع عصبيتها الزائدة بحكمة وهدوء، لكنها تمادت في تصرفاتها وعدم احترامها لي".

يداعب "أحمد" شعيرات لحيته الكثة وهو يواصل سرد روايته قائلًا: "وفي آخر مرة لنا معًا افتعلت معي مشكلة، بسبب رغبتها في السيطرة على أموالي، فكانت تخطط لوضع يدها عليها، ومنحي مصروفًا شهريًّا كالصغار، باختصار كانت تريد أن تُمسك هي بدفَّة الحياة الزوجية، حينها قررت الانفصال عنها، وأيقنت تمامًا استحالة الحياة بيننا، فهي لا تستحق معاشرتي، ولا تستحق أن أتمسك يومًا بها، وأغفر ذلَّاتها وتطاولها عليَّ، وتصرفاتها التي تجاوزت الحد".

يتوقف الرجل عن الحديث لبرهة لالتقاط أنفاسه المتسارعة ليختتم روايته متعجلًا: "بعد الانفصال استولت شقتي على الشقة باعتبارها "حاضنة" لابني الرضيع، وانحسرت مهمتي فى إرسال النفقات له، ومراقبته عن بُعد، حتى أتمَّ الخامسة عشر من عمره، وأنا طوال تلك السنوات عشت عبئًا على أقاربي، أتنقَّل وأشدُّ ترحالي بين هذا وذاك، فاض بي الكيل، وها أنا أقف ويدي مغلولة أطالب باسترداد شقتي من طليقتي".