احتمالية توقيع "المرحلة الأولى" من اتفاق التجارة الأمريكية الصينية العام المقبل

عربي ودولي

بوابة الفجر


نقلت وكالة "رويترز" عن خبراء تجاريون وأشخاص مقربون من البيت الأبيض إنه قد يتم تأجيل "المرحلة الأولى" من الصفقة التجارية بين واشنطن والصين الي العام المقبل، حيث تضغط بكين من أجل التراجع عن التعريفات الجمركية على نطاق أوسع، وتواجه إدارة ترامب مطالب متزايدة من جانبها.

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزير الخزانة ستيفن منوشين هنا الشهر إن الصفقة التجارية الأولية قد يستغرق توقيعها ما يصل إلى خمسة أسابيع.

بعد أكثر من خمسة أسابيع بقليل، لا يزال التوصل إلى اتفاق امر بعيد المنال، وقد تصبح المفاوضات أكثر تعقيدًا، حسبما قال خبراء تجاريون وأشخاص مطلعين على المحادثات لرويترز هذا الأسبوع.

وعندما سئل ترامب يوم الأربعاء عن تطورات صفقة الصين، قال للصحفيين في تكساس "لا أعتقد أنهم يرتقون إلى المستوى الذي أريده".

قال شخص مطلع على المسألة إن ترامب والممثل التجاري الأمريكي روبرت لايتزر يدركان أن التراجع عن التعريفات الجمركية لصفقة تفشل في معالجة قضايا الملكية الفكرية ونقل التكنولوجيا الأساسية لن يُنظر إليه على أنه صفقة جيدة للولايات المتحدة.

وفي خطاب عشاء في بكين يوم الأربعاء، قال نائب رئيس مجلس الدولة ليو خه إنه "متفائل بحذر" بشأن الصفقة الأولى، نقلًا عن أشخاص حضروا الحدث قبيل منتدى نظمته بلومبرج إل بي.

وأضافت بلومبرج أن ليو، كبير المفاوضين الصينيين في المحادثات التجارية الصينية - الأمريكية، أخبر أحد الحاضرين كل على حدة بأنه "مرتبك" بشأن مطالب الولايات المتحدة، لكنه واثق من أن المرحلة الأولى من الصفقة يمكن أن تكتمل رغم ذلك.

وكان مسؤولون من بكين قد اقترحوا أن يوقع الرئيس الصيني شي جين بينغ وترامب الصفقة في أوائل ديسمبر.

قال بعض الخبراء إن الموعد التالي للمراقبة هو 15 ديسمبر، عندما يتم تطبيق التعريفة الجمركية على البضائع الصينية التي تبلغ قيمتها حوالي 156 مليار دولار، بما في ذلك عناصر هدايا العيد مثل الإلكترونيات وزينة عيد الميلاد.

وقال كريستيان ويتون، الزميل البارز في الاستراتيجية والتجارة في مركز المصلحة الوطنية ومستشار سابق لإدارة ترامب وجورج بوش: "إذا سارت المحادثات حقًا، فسيتم تعليق هذا الارتفاع.. إذا لم يكن الأمر كذلك، فستنفذه الولايات المتحدة وسيؤدي ذلك إلى تأجيل اللعبة الي العام المقبل."

وقال جود ديري المتحدث باسم البيت الأبيض في رسالة بالبريد الإلكتروني بعد ظهر الأربعاء "المفاوضات مستمرة، وجاري احراز تقدم بشأن نص اتفاقية المرحلة الأولى".

قد تؤدي الحملة على الاحتجاجات في هونغ كونغ إلى تعقيد إتمام الصفقة حيث صرح تشانغ يان شنغ، الباحث الرئيسي في مركز الصين للتبادل الاقتصادي الدولي التابع للدولة في منتدى بلومبرج اليوم الخميس، أن قضية هونغ كونغ هي بالتأكيد عامل سلبي في المحادثات التجارية.

أقر مجلس الشيوخ الأمريكى مشروع قانون ليلة الثلاثاء يدين حملة القمع ويتعهد بدعم هونج كونج ن وهو امر اثار غضب بكين وانتقدته على الفور.

تتفاقم المفاوضات أيضًا بسبب النزاعات داخل البيت الأبيض حول أفضل مقاربة للصين، وحقيقة أن ترامب قد يستخدم حق النقض ضد أي اتفاق متفق عليه في اللحظة الأخيرة.

وصرح بعض الخبراء الصينيين والخبراء التجاريين الذين اطلعوا على المحادثات لرويترز انهم ما زالوا متفائلين بشأن التوصل لاتفاق في الاسابيع المقبلة وقال ترامب يوم الاربعاء ان فريقه يواصل محادثاته مع الصين.

وصفت وكالة انباء الصين الجديدة (شينخوا) يوم السبت اتصالا هاتفيا يوم السبت بين منوشين ولايتيزر وليو بأنه "بناء".

وقد بدأت الحكومة الأمريكية في إصدار تراخيص لبعض الشركات لتوريد السلع إلى شركة "هواوي"، أكبر شركة لتصنيع معدات الاتصالات في العالم والتي كان وضع إدارتها على القائمة السوداء نقطة خلاف أخرى. ومع ذلك، يقول النقاد الصينيون الآن أنهم متشائمون بشأن الصفقة.

وقال "هو شيجين" رئيس تحرير صحيفة جلوبال تايمز الصينية المدعومة من الدولة على موقع تويتر يوم الأربعاء " يعتقد قليل من الصينيين أن الصين والولايات المتحدة يمكن أن تتوصلا إلى اتفاق قريب".

إن جلوبال تايمز ليست هي المصدر الإعلامي الرسمي للحزب الشيوعي الصيني - صحيفة الشعب اليومية - ولكن وصف "هو" دوره هنا بأنه يمثل صوتًا لما يتمنى المسؤولون في بكين أن يقولوه في العلن. واختتم "هو"حديثه قائلا: "إن الصين تريد صفقة ولكنها مستعدة لأسوأ سيناريو، حرب تجارية طويلة."