جامع "والي قرة" الأثري يتحول إلى وكر للمشردين (صور)

أخبار مصر

جامع والي قرة
جامع والي قرة


موجة من الانتقادات طالت وزارة الآثار في الآونة الأخيرة، خاصة فيما يتعلق بقطاع الآثار الإسلامية والقبطية، حيث تتعرض عدد منها للإهمال، ومن بينها مسجد يبدو من مظهره لأول وهلة أنه مسجدًا أثريًا، وقد طالته عوامل الزمن فغادره الرونق وبقيت فقط علامات الدهر فوق جدرانه.

"الجامع" يقع قريبًا من حي الخليفة، وهو ملاصق لسور قلعة الناصر صلاح الدين الأيوبي، والسائر وإلى يمينه الجامع يصل إلى ميدان القلعة وأمام جامع السلطان حسن، وهو محاط بسور لا يصد أحدًا ولا يرد، وليس له حارس اللهم إلا شاب من المنطقة ادعى في البدء أنه حارس للمكان، ثم اتضح أنه من السكان ويقوم بدور المرشد لمن يريد أن يلتقط عدد من الصور للجامع من الداخل.

قال هذا الشاب -الذي رفض ذكر اسمه- أن الجامع تابع لوزارة الأثار، وقد تعرض لحريق منذ فترة، وهو مهجور لا يأتي أحد لمتابعة حالته –حسب قوله- واستطاعت كاميرا "الفجر" الدخول إلى المسجد من الداخل، وجزء منه يبدو مندثرًا ويتبقى قبة ومئذنة، وحجرات يبدو أنها كانت حوانيت المسجد، وبالفعل سقفها الخشبي قد تعرض لحريق منذ فترة ليست بالبعيدة، ويبدو أن الجامع يستخدم كمأوى للبعض حيث رصدت الفجر أغطية "بطانيات" مستخدمة حديثًا، كما وجدنا بقايا لأطعمة، وزجاجات مياه بلاستيكية حديثة، بالإضافة لأكوام من القمامة، كما تعرضت أرضية الجامع للانهيار في كثير من مواضعها.

وبالبحث تبين أن المسجد يسمى بجامع الحاج محمد باشا، أنشأه عزت محمد باشا عام 1111 هجرية نحو 1699 ميلادية، وعزت محمد باشا حكم مصر، حيث تسميه بعض المصادر بالوالي قرة محمد باشا، وقد حكم بين عامي 1699 و1704، وقد قام بتجديد ميدان الرميلة وهو الميدان أمام القلعة، وغرس به الأشجار، وبنى به مصطبة لرمي النشاب، كما بنى به حمامًا شعبيًا، والمسجل منه كأثر المئذنة.

وعلمت "الفجر" من أحد مصاردها أن كامل المنطقة ستخضع لمشروع تطوير قريبًا، والتطوير سيشمل الجامع وسيمتد حتى الميدان، وكان رئيس قطاع الأثار الإسلامية في حوار سابق له مع الفجر، أثناء تغطيتها منطقة صحراء المماليك، أن كل الأثار الإسلامية مدرجة في مشروعات ترميم، ولكننا نبدأ بالأكثر خطورة والأكثر احتياجًا لعمليات الصيانة والترميم.

وأضاف مصطفى أن الأثر المستقر والذي لا توجد به خطورة إنشائية يكون أبعد دورًا في مشروعات الترميم من الأثر الذي يتعرض لخطورة داهمة، وضرب مثال على ذلك بجامع شاهين الخلوتي الذي يحتاج لمشروع ترميم عاجل، والذي يقع علي سفح المقطم، فهو أولى من أثر مستقر إنشائيًا.