شاهد.. إجراء جديد تتخذه "الآثار" لإنقاذ آثار منطقة الإمام الشافعي من المياه الجوفية

أخبار مصر

منطقة الإمام الشافعي
منطقة الإمام الشافعي


كلف الدكتور جمال مصطفى رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية، والدكتور رئيس الإدارة المركزية لآثار القاهرة والجيزة، المراكز العلمية بالقطاع بالتنسيق مع الإدارة المركزية لآثار القاهرة والجيزة وهندسة الآثار الإسلامية والإدارة المركزية للترميم الدقيق بقطاع المشروعات، لتشكيل لجان لمعاينة كافة الآثار المسجلة بمنطقة الإمام الشافعي خلال 48 ساعة، وذلك لعرض تقريرها على لجنة المراجعة والتي ستعقد في 18 نوفمبر الجاري، لدراستها وإحالتها للجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية للنظر في المقترحات المقدمة لحماية وصيانة تلك الآثار. 
 
جاء ذلك عقب الانتهاء من أعمال نقل تركيبة حاكم جرجا الأثرية وذلك بعد تعرضها للهبوط بسبب المياه الجوفية التي أصابت المنطقة في الفترة الأخيرة، وتعد منطقة الإمام الشافعي القريبة من بحيرة عين الصيرة عرضه بشكل دائم لارتفاع وانخفاض منسوب المياه الجوفية، مما يؤدي لتخلخل التربة بشكل دائم، وكان قطاع الأثار الإسلامية والقبطية قد أعلن عن أن السبب الرئيسي في سقوط التركيبة هو المياه الجوفية التي ارتفعت بالآونة الأخيرة. 
 
وكانت الفجر قد فجرت قضية انهيار أثر في قرافة الإمام الشافعي يوم الجمعة الماضية، حيث كشف أبوالعلا خليل الباحث والمؤرخ المتخصص في الآثار الإسلامية والقبطية، عن انهيار أثر يرجع للعصر العثماني وهو تربة عثمان بك أبو سيف حاكم جرجا، والمسجلة ضمن عداد الآثار الإسلامية -حسب قوله-، وقال خليل، لبوابة الفجر، إن قبر عثمان بك أبو سيف حاكم جرجا بشارع عين الحياة بقرافة الإمام الشافعي، وتعلوه تركيبة رخامية والمؤرخة بعام 1166هـ - 1752م، أي أن عمرها ما يقرب من 300 عام، والتركيبة مسجلة كأثر تحت رقم 390، قد سقطت ارتفاع منسوب المياه الجوفية بالأرض، والتي تسببت في تهاوي التربة وصارت رديمًا بعدما كانت قبرًا وآثرًا، وشاهد القبر مكتوب عليه يحمل طرازًا كتابيًا نصه "هذا قبر المتوفى إلى رحمة الله تعالى أمير اللوا عثمان بك أبو سيف حاكم جرجا سابقًا توفي خامس شهر شوال سنة 1166 وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين".
 
وعن عثمان بك أبو سيف صاحب هذه التربة قال عنه خليل إن الرحالة الألمانى كارستن نيبور الذي زار مصر عام 1174هـ - 1761م كتب في كتابه "رحلة إلى مصر" أن عثمان بك تركي المولد من القسطنطينية، وأبو سيف كنيته إشارة لبراعته باستخدام السيف، وكان من مماليك إبراهيم كتخدا القازدغلي الذي انتهت إليه رئاسة مصر، وعمل عثمان فى خدمة الكتخدا الذي رقاه ثم رفعه أخيرًا إلى رتبة بك فى مصر.
 
وعاش عثمان بك صاحب هذه التربة فترة فتن واضطرابات وقتل واغتيالات كان هو ذاته أحد أطرافها والمحرضين عليها، ويذكر الجبرتى في كتابه "عجائب الآثار فى التراجم والأخبار": كان عثمان بك أبي سيف من جملة القاتلين لجماعة من كبار الأمراء عام 1160هـ - 1747م من بينهم علي بك الدمياطي -صاحب السبيل بسكة النبوية بدرب سعادة- وخليل بك قطامش أمير الحج، وكان ذلك بتدبير من الوالي العثماني محمد باشا راغب، واتفقوا على قتلهم بديوان قايتباي بالقلعة عند حضورهم لمقابلة الوالي بمقره الرسمى"، وظل عثمان بك أبو سيف يترقى وينعم برضى الوالي وسلطانه باسطنبول، حتى أنعم عليه بحكم ولاية جرجا ليصير الشخص الثاني في الأهمية والقوة والنفوذ والثراء بعد والى مصر، فجرجا كانت ولاية ذات المركز والثقل لأهميتها الاقتصادية.