أندريه زكي ينعي القس مكرم نجيب بكلمة مؤثرة (صور)

أقباط وكنائس

بوابة الفجر


قال القس الدكتور أندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر فى كلمة مؤثرة بجنازة القس مكرم نجيب: اليومَ تودعُ الكنيسةُ العامةُ في العالمِ العربيّ ومِصرَ، والكنيسةُ الإنجيليةُ بمصرَ الجديدة فارسًا من فرسانِها وبطلًا من أبطالِ الإيمانْ القس مكرم نجيب، فارسٌ صاحبُ قلمٍ حرّ، القس مكرم نجيب، شاعرٌ تغنَّى بالحريةْ، خادمٌ التزمَ بكلمةِ الله، وجسَّدَ معاني التقوى وخوفَ الله، فهو معلمٌ شكَّل أجيالًا منْ قادةِ الكنيسةِ، وصنعَ فرقًا حقيقيًّا في مِنبَرِ الكنيسةِ الإنجيليةِ في مِصرَ والعالمِ العربيّ هو بالنسبةِ لي ولعائلتي صديقُ العمرْهو الأستاذْ، درَّسني في كليةِ اللاهوتِ الإنجيليةْ، كنتُ صغيرًا وكانَ معلمي، وحين وُضعتُ في المسؤوليةِ، كان مرشدي وسندًا سأفتقده كثيرًا،صداقتُنا تتجاوزُ السنين، ومحبتُنا محبة العائلة.

تابع "زكى": سأفتقدُكَ كثيرًا يا صديقي وحبيبي أتمسَّكُ بالرجاءِ إلى أنْ نلتقيَ عندَ قدميّ المسيحْ مكرم نجيب صاحبُ قلبِ الراعي، الرعايةُ ليست فقط سؤالًا عنِ الناسِ أو الاهتمامَ بمشاكلِهم أو التدخُّلَ لحلِّ خلافاتِهم و الرعايةُ هي أنْ تضعَ نفسَكَ مكانَ من ترعاهُم أنْ تتفهَّمَ جذورَ مشكلاتِهم،أن تكونَ مثلَ سيدِكَ تمتلك قلبًا واسعًا يتَّسعُ لإيجابياتِ المواقفِ وسلبياتِها – الراعي لا يعرف الدينونة، الراعي هو من يعرفُ امتلاكَ أدواتِ التحليلِ وسريةَ المعلوماتِ ومساعدةَ الأشخاصِ على اتخاذِ قراراتِهم،الرعايةُ حبٌّ والتزامٌ ومعاناةٌ وتوحُّدٌ مع من تخدُمُهم. 

وأضاف: هكذا كانَ القس مكرم نجيب راعيًا محبًّا مصليًا محتملًا مشكلاتِ الناسِ وداعمًا لنجاح الكثيرين، مكرم نجيب المفكِّر، كانَ يمتلكُ أدواتِ المعرفةْ، لديه حسٌّ وطنيٌّ عميقٌ واستنارةٌ لاهوتيةٌ متجددةٌ، استطاعَ أنْ يصالحَ بينَ الموروثِ والمعاصرِ؛ فجاءتْ كتاباتُه وأشعارُه مرتبطةً ارتباطًا عميقًا بالتاريخِ، وقادرةً على مخاطبةِ اللحظةِ الراهنةْ،تحدَّثَ في قضايا لاهوتيَّةٍ ومجتمعيةٍ وسياسيةٍ، كتبَ أشعارًا تتغنَّى بالحريةِ والقيمِ الإنسانية، أثرَى المكتبةَ المسيحيةَ العربيةَ بخمسين كتابًا وآلافِ العظات،لم يكن فكرُه اللاهوتيُّ بعيدًا عنْ تحدياتِ اللحظةْ، ولكنه اتَّسمَ بالتجديدِ والإبداعْ، لو أردتُ أنْ أناقشَ موضوعاتِه وقضايا أبحاثِه لامتدَّ حديثي لساعاتٍ.

وأكمل: مكرم نجيب النموذج، واحدٌ من التحدياتِ التي تعيشُها الكنيسةُ اليوم هو غيابُ النموذجْ؛ فالتقوى الشخصيةُ قضيةٌ تحدٍّ والتزامْ وذاتَ يومٍ التقيتُ بأحد الأصدقاء منَ الولاياتِ المتحدةِ، وكانَ أستاذي أيضًا. قالَ لي هذا الصديقْ:"اسعَ لكي يكونَ ختامُ حياتِكَ ختامًا جيدًا؛ فكثيرون يبدأون جيدًا ويختمونَ بطريقةٍ غيرِ مناسبةٍ، هكذا فعل صديقي وأستاذي القس مكرم نجيب؛ كانت حياته في نهايتها مثلها في بدايتها، حياة النموذج والالتزام".

اختتم: صديقي، القس مكرم نجيب، كانَ صاحبَ يدين نظيفَتَيْن، قلبٍ محبٍّ، عقلٍ مبدعٍ، والتزامٍ وطنيٍّ ضاربٍ في الجذورِ شاعرًا وكاتبًا ارتبطَ بالناسِ وعبَّر عنهم، صاحبَ رؤيةٍ، يعشقُ التوازنَ والاعتدالَ سأفتقدُكَ يا صديقي تعلمتُ منكَ الكثير، وستظلُّ حياتُكَ نموذجًا لكثيرٍ من القادةِ والخدَّام، إنني بالأصالةِ عن نفسي وعنْ هالة زوجتي، وأسرتي، أتقدَّمُ بخالصِ العزاءِ للأسرةِ الغالية، سيزا وداليا ومودى، وبالإنابةِ عنِ الهيئةِ القبطيةِ الإنجيليةِ للخدماتِ الاجتماعيةْ، ومجلسِ الإدارةِ ونائبِ رئيسِ الهيئة، وجميعِ المديرينَ والعاملينَ، أتقدَّمُ بالتعزيةِ للأسرةِ الغاليةْ؛ فلقدْ كان الدكتور القس مكرم نجيب من أهمِّ أعضاءِ مجلسِ الإدارةِ الذين ساهموا في تطويرِ رؤيةِ الهيئةِ ودورِها، وبالإنابةِ عنِ رابطة الكنائس الانجيلية في الشرق الاوسط، الرئيس ونائب الرئيس واللجنة التنفيذية والامين العام نتقدم بخالص العزاء للاسرة وللكنيسة في مصر.

كما أنني بالإنابةِ عنْ رؤساءِ المذاهبِ الإنجيليةِ في مِصرْ، والمجلسِ الإنجيليّ العامْ، وكافةِ الهيئاتِ والمؤسَّساتِ الإنجيليةِ، أتقدمُ بالعزاءِ إلى الأسرةِ وإلى مجلسِ كنيسةِ مصرَ الجديدةِ الإنجيليةْ، الراعي القس يوسف سمير، والرعاة المساعدين وشعبِ الكنيسةِ في فقدانِ الغالي والمحبّ، الدكتور القس مكرم نجيب.