تهريب المخدرات.. سموم إيران التي تجتاح العالم (تقرير)

عربي ودولي

صورة إرشيفية
صورة إرشيفية


تستخدم إيران جميع الأسلحة لضرب الأمن في المنطقة والعالم، وتعد المخدرات من أكثر الوسائل لدى طهران، التي تتقن اللعب بها، في تخريب الدول وغياب عقول شبابها، بحيث يسهل عليها ضرب أمنها، والاستفادة بأموال طائلة من وراء تلك التجارة القذر تستطيع من خلالها دعم مليشياتها الإرهابية.

فضيحة جديدة

واشتعلت الأنباء بفضيحة جديدة ضمن إطار تهريب طهران للمخدرات، إلى الدول حيث أسفرت عملية مشتركة بين الشرطة الهنغارية والسلوفينية عن ضبط كمية هائلة من الهيرويين بلغ وزنها 730 كيلو غراما، ويعود مصدرها إلى إيران، وفق ما أعلنته الشرطة المجرية في بيان لها.

أكبر عملية

وأوضحت وسائل الإعلام السلوفينية، أنها ضبطت البضائع في 30 أكتوبر فيما كانت تمر عبر ميناء كوبر السلوفيني على البحر الأدرياتيكي، وتعتبر هذه أكبر عملية ضبط من نوعها في سلوفينيا.

مستوردة من إيران

وذكرت أن المخدرات أخفيت في بكرات أفلام بلاستيكية مستوردة من إيران، وتقدر قيمتها السوقية بـ52 مليون يورو، وفقا للشرطة الهنغارية، فيما ألقي القبض على هنغاري يباغ من العمر 47 عاما في 5 نوفمبر أثناء تفريغ الحمولة في مستودع في بودابست.

تهديدات حاضرة

في يونيو الماضي، هدد مدير شرطة مكافحة تهريب المخدرات في إيران، محمد مسعود زاهديان، بإغراق أوروبا بالمخدرات إذا ما أدى تشديد العقوبات إلى عدم استمرار دفع المساعدات لإيران في مجال مكافحة تهريب المخدرات.

وأوضح "زاهديان" آنذاك أن البلدان الأوروبية ستغرق بالمخدرات إن لم تدفع تلك البلدان ما يترتب عليها من تكاليف لمكافحة تهريب المخدرات من إيران إلى أوروبا.

القبض على شبكة تهريب

وليس لأول مرة تحدث مثل هذه الجرائم، ففي فبراير الماضي ألقت السلطات البحرينية القبض على شبكة تهريب مخدرات عبر البحر من إيران.

وأكدت وزارة الداخلية البحرينية في بيان نقلته الوكالة، أكدت فيه القبض على الشبكة الإيرانية، وقد هربت كمية من المخدرات بلغت قيمتها مليون و650 ألف دينار بحريني، بحسب الداخلية البحرينية.

التهريب إلى أوروبا والغرب

وكان موقع “ويكيليكس” نشر برقية سرية بتاريخ 12 يونيو 2009، صدرت عن السفارة الأمريكية في باكو، تشير إلى أن كميات الهيروين التي مصدرها إيران، والمصدرة إلى أذربيجان، ارتفعت من 20 ألف كيلوغرام في 2006، إلى 59 ألفًا في الربع الأول من 2009.

أذربيجان.. طريق رئيسي

وأكدت البرقية التي تستند إلى تقارير سرية لمحققي الأمم المتحدة المكلفين بالملف، أن أذربيجان من الطرق الرئيسة لتصدير الهيروين نحو أوروبا والغرب.

إيران من أكبر المهربين في العالم

وأوضحت البرقية نقلاً عن دبلوماسيين أميركيين، أكدوا أنّ إيران تعتبر من أكبر مهربي المخدرات في العالم، فهي أكبر مشترٍ للأفيون الأفغاني، وأحد أكبر منتجي الهيروين في العالم، وأضافوا أن 95% من الهيروين في أذربيجان يأتي من إيران، في حين تصدر الكمية نفسها من أذربيجان إلى السوق الأوروبية.

بوابة العالم

وفي ذات السياق، أكد نائب رئيس دائرة مكافحة المخدرات في إيران، علي رضا جزيني، أن إيران أحد الممرات الأساسية لانتقال المخدرات إلى بقية بلدان العالم، مشيرا إلى أنها جارة لأفغانستان التي تعد أكبر بلد لزراعة المخدرات وإنتاجها في العالم

وأكد أن إيران تتصدر عملية التهريب، حيث تستفيد من موقعها الاستراتيجي وسط قارات العالم؛ لتنشيط عمليات التهريب بين العصابات الدولية في تجارة المخدرات.

خسائر بالمليارات

وأوضح أنّ الخسائر الناتجة عن إنتاج وتعاطي المخدرات في إيران بلغت ما يقارب 3 مليارات دولار، مبيناً أن 47% من هذه الخسائر تطال المتعاطين، و24% منها خسائر تكلف الحكومة، بينما 29% من هذه الخسائر تطال المجتمع.

وأكد انخفاض سن المستهلكين للمخدرات في إيران إلى أقل من 15 عامًا، وأن 1% من طلبة المدارس في البلاد يتعاطون المخدرات، وأن 6.2% من طلبة كليات العلوم، و6.1% من طلبة كليات الطب في البلاد يتعاطون المخدرات، فيما ارتفعت نسبة المدمنين إلى 26% ما يبعث على القلق المتزايد.

إيران لا تستطيع أن تكون دولة طبيعية

من جانبه قال هشام البقلي، مدير وحدة الدراسات السياسية بمركز سجاف للدراسات، إنّ تجارة المخدرات بجميع أنواعها يعد أمراً طبيعيا لدى طهران، مشيرا إلى أن كل ما هو غير شرعي موجود في إيران.

وأضاف "البقلي" في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أنّ هذه التجارة الغير شرعية تتواجد في إيران على جميع المستويات، مشيرا إلى أنّ الأسباب الكامنة وراء ذلك، هو أن إيران لا تستطيع أن تكون دولة طبيعية في المعاملات التجارية والاقتصادية، ولذا نراها ترفض التوقيع على المعاهدات الدولية الخاصة بغسيل الأموال وغير ذلك.

وأوضح مدير وحدة الدراسات السياسية بـ "سجاف"، أنّ إيران تتعامل بطرق غير شرعية في معاملاتها الاقتصادية، حيث يساعدها ذلك في الالتفاف على العقوبات، لافتاً إلى أن إيران تستخدم المخدرات بهدف السيطرة أيضا على الدول من خلال تدمير عنصر الشباب.

وذكر أن ميزانيات الدول الطبيعية لا تستطيع تمويل مليشيات إرهابية، ولذلك تلجأ إيران إلى مثل هذه الوسائل القذرة، بحيث تغطي تكاليف مليشياتها الإرهابية، وإنعاش اقتصادها أيضا، بجانب استخدام المخدرات في حربها ضد الدول.