أسقف مغاغة: رأينا في البابا شنودة مثالًا للراهب الحقيقي

أقباط وكنائس

بوابة الفجر


أصدر الأنبا أغاثون أسقف مغاغة والعدوة، بيانًا حول البابا الراحل الأنبا شنودة الثالث، وذلك بمناسبة ذكرى تجليسه الخليفة الـ 117 على كرسي مارمرقس الرسول فى يوم 14 نوفمبر. 

وقال فى بيان صادر عنه: "إن الكنيسة تحتفل بذكرى سيامة أبينا مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث، في ذات اليوم من شهر نوفمبر 1971 م، بابا وبطريرك الكرازة المرقسية، والخليفة الـ 117 لمارمرقس الرسول، داخل مصر وخارجها، والبرغم من إنتقال قداسته، منذ سبع سنوات، من عالمنا الفانى إلى عالم البقاء، ألا أن ذكرى سيامة قداسته، كمسئول أعلى لكنيستنا القبطية الأرثوذكسية، تجدد فينا ذكريات حية وفعالة، لا يمكن نسيانها أو تجاهلها، تحت أي سبب من الأسباب.

وفى مقدمة هذه الذكريات الحية الفعالة وهى:

1- رأينا في غبطته الراهب القبطى الحقيقى، الناسك الزاهد والمتوحد، المحب للرهبنة والحياة الديرية، والذى بسببه أحب الشباب القبطى بنين وبنات، ومن بينهم ضعفى، الحياة الرهبانية، وبهم تعمرت الاديرة القديمة،وتأسست أديرة حديثة، داخل مصر وخارجها، كما أن قداسته كان دائمًا سندًا وعونًا، ومدافعًا، عن الرهبنة والرهبان والراهبات، والأديرة في نفس الوقت.
 
2- ومن الذكريات التي لا تنسى عن قداسته، رأينا ولمسنا فيه حياة القدوة، ورائحة المسيح الذكية، القائمة على المحبة الصادقة لله وللناس، مع حفظ وصاياه، والعيش حسب المبادئ الرهبانية، والجهاد الروحى الحقيقى، الذى يقود إلى التدرج في إقتناء الفضائل الروحية والنمو فيها، للوصول إلى قامه روحية كبيرة، من الكمال المسيحى، المطالب به كل إنسان مسيحى.

3- كما أن من الذكريات الهامة مع غبطته، والتي يجب أن نشير إليها، هي ذكرى خدمته للتعليم وقدرته على ذلك، وبناء عليه سامه قداسة البابا كيرلس السادس الـ 116، أسقفًا عامًا للتعليم، والكلية الأكليريكية، والمعاهد الدينية، والتربية الكنسية في 30 سبتمبر 1962 م، ومنذ ذلك التوقيت أعطى قداسته أهتمامًا خاصًا لخدمة التعليم في الكنيسة كلها عامة، وأيضًا في الكلية الأكليريكية وفروعها، والمعاهد الدينية، والتربية الكنسية خاصة.

4- ولا ننسى أن نشير، إلى ما قام به شخصيًا من تعاليم ومواقف، في مواجهة التعاليم الخاطئة والبدع والهرطقات الحديثة وأصحابها، وذلك للحفاظ على نقاوة التعليم، والدفاع عن إيمان الكنيسة وعقائدها، حرصًا على سلامتها ووحدتها وسمعتها، من العثرات والتخريب والأنشقاق. لذلك ما أحوجنا، إلى أمثال هذه التعاليم، وهذه المواقف في وقتنا الحالي، للتصدى للتعاليم الخاطئة وأصحابها، التي ترتقى إلى درجة البدع والهرطقات، وتمثل خطورة بالغة على إيمان الكنيسة وعقائدها.

5- ولا يفوتنا أن نذكر لقداسته، مواقفه الوطنيه لأجل الوطن، وهكذا مواقفه الكنسية لأجل الكنيسة وكل مؤسساتها. لذلك من الملاحظ على مواقفه، بأنه لم يكن له موقفًا واحدًا، أتخذه كان ضد الوطن أو الكنيسة، أنما كان بحكمته المعهوده عنه، يقف مع الوطن لا على حساب الكنيسة، وكذلك يقف مع الكنيسة لا على حساب الوطن، والكل يشهد لذلك.

6- بالأضافة إلى ذلك يجب أن نشير، إلى أن من ثمار قدوته الروحية، وخدمته المثالية المثمرة في الكنيسة، التى أمتدت إلى أكثر من نصف قرن من الزمان، لذلك بناء عليها أثمرت عدد ضخم من التلاميذ لقداسته، في كل صفوف الكنيسة ومؤسساتها، مثال لذلك تجد له تلاميذ من بين رجال الأكليروس والرهبنه والخدام واللجان الكنسيه، والمجالس المليه، وحتى بين أفراد الشعب. فبلاشك قدوته الروحية، وخدمته المثالية، كان لكل منها تأثيره الأيجابى الفعال، ليس فقط في الوسط الكنسى أو العالم المسيحى، بل حتى على مجتمعنا المصرى، ومحيطنا الأقليمى، بل وعلى الدولى أيضًا.

7- ختامًا نشهد قدام الله، أنه أعطيت لنا فرصه من الله، أن نكون معاصرين لغبطته، وأن نكون من تلاميذ مدرسته الروحية، المخلصه لله وللوطن وللكنيسة وله أيضًا، ومع ذلك كنا ومازلنا تلاميذ في هذه المدرسة التي أعدت قادة كثيرين، نافعين لكل عمل صالح.
وختم نيافة الانبا اغاثون بيانه: لذلك كل من يشكك في قامته الروحية، وقدرته التعليمية، وثمار خدمته المتعددة الجوانب، فهو ناكر للجميل، وجاحد للأبوه، وأعمى روحيًا لا يبصر، وله أغراض خاطئة، وسوف يحاسبه الله عليها، أن لم يتب عنها طالبين بركته لوطننا الحبيب مصر، ولكنيستنا المقدسة.