ننشر مذكرات أحد مرافقي البابا تواضروس ليلة ويوم القرعة الهيكلية

أقباط وكنائس

صورة من الحدث
صورة من الحدث


قال كريم كمال، الكاتب والباحث في الشأن السياسي والقبطي، ورئيس الاتحاد العام لأقباط من أجل الوطن، إن القرعة الهيكلية التي تمت طفوسها منذ سبع سنوات؛ لاختيار الأنبا تواضروس بطريركًا علي الكرسي المرقسي، جاءت في يومًا تاريخيًا أحدث فرقًا في عصر الكنيسة بعد رحيل البابا شنودة الثالث. 

وأوضح في تصريح خاص، أنه في يوم القرعة الهيكلية كان الكثير من شعب الإسكندرية وكهنتها قد اتجهوا الي دير مار مينا بمريوط؛ للمبيت ليلة يوم إجراء القرعة الهيكلية، مضيفًا أنه كان هناك تنبوات - لا يريد الخوض في ذكرها الآن- ولكن كان إيمانه بأن الله سيختار الصالح للكنيسة من بين الثلاث مرشحين.

ولفت إلىَّ أنه كان يتمنى في داخله أن يكون البطريرك القادم –حينها- من الآباء الأساقفة، مشيرًا الئَّ أنه قام ليلة القرعة الهيكلية بإجراء اتصال هاتفي مع الأنبا تواضروس- الذي كان أسقفًا مساعدًا لإيبارشية البحيرة حينها- وقال له: "نريد أن ناتي ونقضي الليله معك في دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون فكان رده "مافيش دعي للتعب..سأقضي ليلة القرعة الهيكلية في الصلاة". 

وأشار كمال إلى أنه كان لديه إصرار على قضاء تلك الليلة بجانب الأنبا تواضروس بالدير، مشيرًا إلىَّ أنه لم يعرف سبب عدم موافقة الأنبا تواضروس على طلبه، مضيفًا: "كنت أجد نيافته الأصلح من وجهه نظري". 

وتابع: "تشجع معي ثلاث آخرين مؤمنين بنفس فكرة الترشيحات من محبي الأنبا تواضروس، وهم محب شفيق، الأمين العام للاتحاد العام لأقباط من أجل الوطن، وباسم محروس الخادم الكبير والمعروف في خدمة الشباب في كنيسة رئيس الملائكة الجليل ميخائيل في منطقة مصطفي كامل بالاسكندرية، ومايكل روماني، مسؤول ملف الشباب في الاتحاد، وبالفعل ذهبنا إلىَّ دير القديس الأنبا بيشوي في وادي النطرون، وتوصلنا مع القمص بموا الأنبا بيشوي الذي وفر لنا غرفة في مبنى الضيافة". 

واستطرد:" بلغنا أن الأنبا تواضروس سوف يترأس قداس خاص مع الأباء الرهبان في الساعة الخامسة صباح يوم القرعة الهيكلية ولكني لم استطيع النوم في ذلك اليوم، حيث ذهبت بمفردي إلىَّ الكنيسة الآثرية في الدير للصلاة من أجل أن يختار الله الراعي الصالح لكنيسته.. ولقد تخلل وجودي أثناء الليل عدد من المكالمات مع أساقفة وكهنة وعلمانيين كنا خلالها نرفع قلوبنا إلىَّ الله من أجل اختيار الراعي الصالح". 

وتابع: "وفي تمام الساعة الخامسة من صباح يوم ٤ نوفمبر كنا نقف على الباب الخلفي للكنيسة الآثرية في انتظار الأنبا تواضروس الذي استقبلنا بابتسامته المعهودة قائلا: "انتم جيتم برضو وتعبتم نفسكم"، فقلنا له " مش هانمشي قبل ظهور نتيجه القرعة:، فضحك قال: "بس البطريرك الجديد مش هيكون هنا"، وبعدها دخل نيافته ليصلي قداس خاص مع الاباء الرهبان.

وأشار إلى أنه في ليلة يوم القرعة الهيكلية لم يتواجد علمانيين في الدير غيرهم. 

وأوضح أنه في صباح يوم ٤ نوفمبر وفي الساعات الاولي من الصباح، تم وضع شاشه عملاقه أمام الكنيسة، حتى يتمكن الرهبان وبعض الزوار الذين توافدوا علىَّ الدير من مشاهدة طقس قداس القرعة الهيكلية بشكل مباشر. 

ولفت إلىَّ أن جميع الحاضرين كانت قلوبهم مرفوعة الي الله، ولحظة اختار الطفل الصغير الورقة، والتي أعلن عنها الأنبا باخوميوس القائم مقام البطريركي حينها، باختيار الانبا تواضروس ليكون بابا الكنيسة، قام ومعه بعض الرهبان والأصدقاء بالتوجه إلىَّ قلاية البابا تواضروس في مبني الرهبان -وهي قلايته منذ أن كان راهبًا- وقرع أحد الرهبان باب القلاية لكنه لم يفتح فقام الأباء بفتح الباب بالقوة من خلال الدفع وكان معه في القلاية سائقه الخاص "ملاك ". 

وتابع:" وكان نيافته يتلقي مكلمه من محافظ البحيرة في ذلك الوقت يبارك فيها لنيافته ولكن مع أصوات الخبط علي الباب وفتحه لم يسمع قداسته جيدا تفصيل المكالمة واعتقد انها تهنئه علي اختيار البطريرك الجديد ولم يكن البابا يعلم من هو البطريرك ". 

وأضاف: "وقد قال أحد الرهبان مبروك يا سيدنا فقال من هو البطريرك الجديد فقلت نيافتك يا سيدنا البطريرك وقالها في نفس الوقت العديد من الرهبان وفي نفس اللحظة انغمرت الدموع من عيونه وتحركنا من القلاية للكنيسة الاثرية بزفة حيث توجه للكنيسة وقال صلاة الشكر ثم توجه الي مزار البابا الراحل شنودة الثالث للصلاة ثم جلس في صالة الضيافة لتلقي التهانئ حتي حضر اأونبا باخوميوس القائم مقام –حينها- برفقه الأنبا صرابامون أسقف ورئيس الدير وكل أعضاء المجمع المقدس، حيث توجه الجميع إلى المقر البابوي في الدير ". 

وأكمل: "أتذكر كيف كان البابا يشعر بالمسؤولية الكبيرة ويدرك صعوبة المهمة في ظل ظروف غاية الصعوبة كانت تمر بها مصر في ذلك الوقت، وأيضا أتذكر حادثة غاية في الأهمية حدثت صباح يوم القرعة الهيكلية حيث سأل الرهبان أحد الأساقفة المشهود لهم بالقداسة قائلا: "من البطريرك القادم يا سيدنا؟"، فرد وهو يركب سيارته متجه من الدير إلى الكاتدرائية في القاهرة اللي حيتولد من بطن أمه اليوم مع ملاحظة أن عيد ميلاد قداسة البابا تواضروس هو نفس يوم القرعة الهيكلية وانا شاهد علىَّ هذه الواقعة ولكن لا أستطيع ذكر اسم الأسقف لأنه ربما لا يريد".