بعد 70 سنة خدمة.. "عقار 144 المائل بالدقي" يكتب اللحظات الأخيرة في حياة حارسه

أخبار مصر

العقار المائل
العقار المائل


جدران متهالكة، وطلائها يتساقط والتصدعات تطوق جميع مداخلها وخوارجها، والعمال يحملون ما تبقى منها على ظهورهم لإخلائها وكتابة المشهد الأخير في حياة قاطنيها.

العقار 144 والشهير بـ"عقار الدقي المائل" والمطل على شارع التحرير، والأشبه بطفل يطل برأسه من شرفته على المواطنين، مقارنة بالمباني المتساوية المجاورة له، صدر بحقه قرار إزالة نظرًا لميله وتشكيله خطورة على حياة قاطنيه والمباني المجاورة له، وإعطاء مهلة 72 ساعة لإخلائه تمامًا تمهيدًا لعملية الإزالة.

غادر سُكان العقار المائل إلى ذويهم، وتركوا من يحرسهم وحيدًا وسط أبنائه "بعد السنين دي كلها خدمة محدش نفعني بحاجة، ودلوقتي انا وولادي بايتين في الشارع"، هكذا وصف الحج "سعدي عيسى" حاله بعد خدمة أهالي سكان العقار المائل لـ70 عام.

اللحظات الأخيرة في حياة حارس العقار 144 المائل بالدقي

بدموع بدأت تتساقط من عينيه على خده المتجاعد وهو يستند على عكازه، يقول عم سعدي: "المكان ذات نفسه صعبان عليا، فاجؤنا بالقرار وقالولي قدامك 72 ساعة وهنهد المبنى كله، ومعايا 15 فرد بعولهم، هروح بيهم فين"، وانا راجل مش صغير في السن ومش فاضلي في الحياة كتيير، ولادي هيروحو فين من بعدي".

ويحكي عم "سعدي" قصة ميل العقار قائلًا: "الميل موجود من حوالي 60 سنة ومحدش من سكان العمارة اشتكى، وبدأت تميل بسيط عند إنشاء المترو ولكن قامت لجنة هندسية بمعاينة العقار وزرعت خوازيق وعمدان وقالت بأنه يمكن الاستمرار لمدة 100 سنة".

وتابع الحج سعدي: "العمارة قديمة وكل الشقق اللي فيها إيجار قديم، والمالك ليس مستفاد لان الإيجار يتراوح من 30 لـ50 جنيه، ودا مينفعش في عمارة بالدقي"، موضحًا بأن صاحب العقار قام بدفع رشاوى في الحي لإصدار أمر إزالة للمبني دون تعويضنا".


وأكد حارس العقار: "المالك قطع عننا جميع المرافق من فترة طويلة عشان يحاول يخرجنا من العمارة، فضلًا عن العديد من القضايا المقدمة ضدنا في المحاكم لإخلاء العقار بالعافية".

ويقول سعدي: "مش محتاج حاجة غير شقة تلمنا انا وولادي وحاجتي المرمية في الأرض وسط كراكيب السكان، بدل ما احنا ما تشردين في الشارع وفي كل بيت شوية".