خطاب "نصر الله" للبنانيين.. معكم وضدكم (تحليل)

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


خرج الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بخطاب موجه، للشعب اللبناني، اليوم الجمعة، بعد استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، على خلفية تظاهرات في الشارع اللبناني بسبب فرض ضريبة جديدة على استخدام الواتس اب، بالإضافة إلى اتهامات فساد تتطال الحكومة اللبنانية.

 

خطاب متراجع

 

تحدث نصر الله خلال احتفال التأبيني للعلامة السيد جعفر مرتضى، للشعب اللبناني، بعد استقالة الحريري، كان خطاب نصر الله، يميل إلى استعطاف الشعب اللبناني، قد خالف نصر الله في لغة خطابه الاخيرة، ما صرح به سابقا، عن وجود جهات خارجية داعمة للثورة.

 

استخدم نصر الله لغة خطاب مؤيدة جزئيا للثورة اللبنانية، وقال حسن نصر الله الأمين العام لـ "حزب الله"، إن" الشعب اللبناني تجنب الوقوع في الفوضى والوصول للاقتتال الداخلي بسبب وعي وصبر وانضباط الشعب اللبناني، وفي لبنان لدينا هذا الحراك الذي حصل".

 

واجه نصر الله خلال الثورة اللبنانية حملة من السباب والانتقاد، التي كان يرفضها في خطاباته الماضية، "البعض سيدعي أني أهدد، أنا أقول من يريد التعبير عن رأيه فهذا حق لكن يجب التنزه عن إهانة الناس والشتم وعدم التحريض عليه، أليس من يسب له أهل وأنصار يستفزون من جراء ذلك؟ أنا أقول أن هناك من أراد استدعاء الشارع المقابل للاقتتال الداخلي لأن الجميع لديه السلاح الفردي وكان المطلوب أن يحتدم هذا الشارع".

 

دعم الثورة

 

كانت لغة خطاب نصر الله في خطاباته السابقة عدائية، وتعتبر الثورة ممولة من جهات خارجية، لكن نصر الله في خطابه الاخير، أكد علي دعم المتظاهرين واعتبر مطالبهم محقة، لكن حذر نصر الله من أعداء الثورة ووصفهم بأنهم يركبون الثورة.

 

 "حقكم أن تبحثوا عن أموال الممولين إذا ما كان هناك من يمولكم، يوجد 100 ألف و 200 ألف (متظاهر)، لكن الملايين كانوا في المنازل وأرادوا الذهاب إلى المدرسة والعمل".

 

وحاول نصر الله، الدفاع عن موقفه من الثورة اللبنانية ودور الذي يلعبه حزب الله في لبنان، اعتبر نصر الله، الحراك اللبناني يخضع لسوء التاويل "في لبنان لدينا هذا الحراك الذي حصل، والآن كل شخص يقرأه بطريقة ويقييمه بطريقة، ولاحقا اذا كتب أحد التاريخ، سنقرأ مواد متناقضة حول حدث نملك كل المعطيات حوله".

 

السيطرة على الشارع

 

يرفض نصر الله، تحميل حزب الله، نتائج الأمور وسوء الأحوال التي وصل اليها الشارع اللبناني حيث أكد"إن الحكومات السابقة "لم تكن حكومات حزب الله" في تاريخ لبنان، لكن الاصرار على هذه التسمية هو لاستعداء الخارج ومحاولة تحميل حزب الله أي فشل أو قصور أو فساد في السلطة".

 

حاول نصر الله حمل العصا من المنتصف في خطابه الاخير، فلم يؤيد القوى السياسية، في نفس وقت، لم يدعم الثورة كليا "من يريد من اللبنانيين مواصلة العمل الاحتجاجي هذا حقهم الطبيعي، لكن عليهم تنزيه احتجاجاتهم ومنابرهم، وكل من يريد الصدام بين الشوارع والقواعد المؤيدة للقوى السياسية يجب مواجهته بالصبر مهما كانت الضغوط".

 

سعد الحريري

 

حاول نصر الله استغلال استقالة حكومة سعد الحريري، التي فشلت سياسيا ولجأت لتقديم استقالتها علي خلفية التظاهرات، لصالح الحزب، كما تبرأ نصر الله من قيام حزبه بأي نشاط أو تاثير علي الحكومة" إن هذه الحكومة لم تكن حكومة حزب الله، ونحن لسنا قلقين على أنفسنا لأننا أقوياء جدا شعبيا وسياسيا وعسكريا، وإذا أبدينا خشية أو قلقا فعلى لبنان، ما حدا انهز"، والحزب لم يتصرف بأي ورقة قوة من أوراقه بعد".

 

سعى نصر الله لتاييد استقالة حكومة الحريري، في نفس الوقت، حذر من الفوضي وصعوبة استعادة الأموال المنهوبة "بعد استقالة الحريري تجمدت ورقة الاصلاحات وبالتالي، فإن المعالجات الاقتصادية والمعيشية، ومنها قانون العفو العام واستعادة الأموال المنهوبة أصبحت في دائرة الانتظار".

 

الحكومة الجديدة

 

استخدم نصر الله لغة تخويف من الفتنة، والفراغ السياسي ليبرر موقف الحزب السابق من رفض استقالة الحريري "حزب الله لم يكن يؤيد استقالة الحريري، لكن الحريري له أسبابه، ما كان يخشى منه البلد لا يجب أن يقع فيه، ويجب الإسراع في التكليف وتأليف الحكومة كي لا نقع بالفراغ، والمطلوب من الحكومة الجديدة الأخذ بمطالب المحتجين، الجدية في العمل، واستعادة ثقة الناس والشفافية والصدق".

 

اتجه نصر الله في خطابه الاخير، إلي تحميل وسائل الإعلام، الخطأ في نشر تصريحاته وسوء تأويلها، فقال نصر الله" أتى بعض المراسلين الصحفيين ليقول للناس بعد دقائق معدودة، أن السيد قال عنكم عملاء سفارات.. وأنا لم أقل هذا الكلام".