تعرف على القديس ديمتريوس ولماذا سُمي بـ"مفيض الطيب"؟

أقباط وكنائس

بوابة الفجر


تحتفل كنيسي القبطية والروم الأرثوذكسية بتذكار استشهاد القديس ديمتريوس، وبحسب الكتاب التاريخ الكنيسي (السنكسار)، تُعيد الكنيسة بتذكاره يوم 29 بابه من الشهر القبطي في كل عام قبطي.

وقال القس شنودة وديع، راعي كنيسة العذراء مريم والانبا ابرام للاقباط الارثوذكس بفيصل، ان القديس ديمتريوس كان شابًا مسيحيًا تقيًا من أهل مدينة تسالونيكي في زمن الملك مكسيميانوس، وقد حصل على علوم كثيرة، وبالأكثر علوم الكنيسة الأرثوذكسية، وكان أيضًا يعلم دائمًا وينذر باسم السيد المسيح، فردّ كثيرين إلى الإيمان به.

وأضاف "وديع" لبوابة الفجر، أن الأشرار قد وشوا بالقديس ديمتروس أمام الملك مكسيميانوس فأمر بإحضاره، واتفق عند حضوره أن كان عند الملك رجل مصارع قوي الجسم ضخم التكوين فاق أهل زمانه بقوته، وكان الملك يحبه ويفتخر به حتى خصص أموالًا طائلة جائزة لمن يغلبه، وقد ألزموا رجلًا مسيحيًا يسمى نسطور من الحاضرين في ذلك الوقت أن ينازله، فطلب إلى القديس ديمتريوس أن يصلي من أجله ويصلب بيده المقدسة على جسمه، فصلى عليه القديس ورسمه بعلامة الصليب المقدس الذي لا يُغلب كل من اعتمد عليه.

ولفت إلى أن هذا الشخص عندما تقدم لمصارعة ذلك القوي الذي يعتز به الملك، وعندما صارعه أُعطيَ قوة فانتصر على رجل الملك.

وأشار الأب شنودة إلي أن الملك عندما شاهد رجله القوي وهو مغلوب اغتم وخجل وتعجب كيف تغلّب نسطور عليه، وسأل الجند عن ذلك فاعلموه أن رجلًا يدعى ديمتريوس صلّى عليه وصلّب على وجهه، فغضب الملك على نسطور، وأمر بضربه إلى أن يبخر لآلهته ويسجد لها، وعندما لم يطعه أمر بطعنه بالحراب حتى يتمزق جسمه ويموت، فأعلموا القديس ديمتريوس بذلك، قاصدين تخويفه لعله ينثني عن الإيمان بالمسيح ويسجد للأصنام، فقال لهم: اعملوا ما شئتم فإنني لا اسجد ولا أبخر إلا لربي يسوع الإله الحق، فضربه الجند بالحراب إلى أن اسلم روحه الطاهرة بيد الرب.

وفي نفس السياق، أوضح المطران نقولا أنطونيو، المتحدث الرسمي بأسم بطريركية الاسكندرية وسائر افريقيا للروم الارثوذكس ومطران طنطا، أن عقب إستشهاد القديس "ديمتريوس" أُلقي في حفرة كانت بالحقيقة مصرفًا لمياه الصرف الصحي، لذلك أعطى الرب القديس نعمة إفاضة الطيب.

وأكد "أنطونيو"، لبوابة الفجر، أن في القرن الخامس شُيدت كنيسة على إسم القديس ديمتريوس في تسالونيكي تحوي ضريح وضع فيه رفاته، كما ذكر العديد من المؤرخين، منذ قرون مضت، ظاهرة فيض الطيب من رفات القديس. 

وأضاف المتحدث الرسمي بأسم بطريركية الاسكندرية للروم الارثوذكس، بأن في 28 سبتمبر من عام 1987 فيما كانت مدينة تسالونيكي تحتفل بذكرى شفيعها القدّيس "ديمتريوس" وذكرى تحرّرها من العثمانيّين، موضحًا أن في الاحتفالات التي أُقيمت في الجامعة بمناسبة تحرير المدينة من نير العثمانيّين، لم يرد ذكر القديس "ديمتريوس" في أيّ من الخطابات، فحدث أن تدفق الطيب من ضريح القديس الموجود في كاتدرائية تسالونيكي بغزارة حتى ملأت الرائحة الزكية الكاتدرائية برمتها، تذكرة منه للمحتفلين به بأنه حامي مدينته الذي أنقذها من العبوديّة، وإشارة إلى أنه لن يترك مدينته أبدًا.