خبراء أثريون: نحتاج 100 مليار جنيه لتطوير وترميم 82 متحفًا

العدد الأسبوعي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


العائد 10 مليارات و12 مليون سائح سنويا

رغم امتلاك مصر الكثير من الآثار التى تتنوع بين الفرعونية والقبطية والإسلامية، إلا أنها تُعانى من كيفية الحفاظ على هذا التراث، وخلال السنوات الماضية أصبح دور المتاحف فى تقديم رسالتها المنوطة بها معدوما، بسبب الإهمال الذى تعانيه وتعرضها للسرقات من آن لآخر.

وقال الدكتور مختار الكسبانى، الخبير الأثرى، إن الإهمال يفتح باب السرقات على مصراعيه، ورأينا متحف ملوى فى محافظة المنيا، الذى تمت سرقته بالكامل وتهريب القطع الأثرية المسروقة إلى ليبيا، رغم أن المجهود الأمنى أعاد كافة المسروقات.

وأشار إلى أن السلفيين والإخوان هم الأذرع الكبرى فى هذه السرقات، كونهم يتواجدون فى تركيا، التى تعد أكبر سوق فى العالم لتهريب الآثار، كما أننا رأينا متحف أثرى فى عزبة الوالدة بحلوان تم سرقة محتوياته الأثرية ولم يتم إعادتها حتى الآن، والمعروف أن حلوان من المناطق السياحية والأثرية المهمة فى مصر.

وأضاف مختار الكسبانى لـ«الفجر»، أن مصر بها قرابة 30 متحفًا إقليميًا، منقسمة من أول الأقصر حتى سوهاج، بينها متحف الأقصر والنوبة بمحافظتى الأقصر وأسوان المتحف الآتونى فى المنيا ومتحف سوهاج القومى فى محافظة سوهاج، وهناك ما يقرب من 10 متاحف مهملة فى الوجه البحرى، منها على سبيل المثال متحف دار بن لقمان بالمنصورة ومتحف صان الحجر فى الشرقية، وهذه المتاحف تحوى الكثير من القطع الأثرية وبعضها تم سرقته والآخر تم نقله إلى المتاحف الكبرى فى القاهرة.

وأكد الخبير الأثرى، أن هذه المناطق مهملة لأنها مناطق ريفية، وليس بها أفواج سياحية والزيارات إليها تكون للدراسة، لذا لابد من تطويرها وتقديمها بالصورة اللازمة، بما يتناسب مع وضعها السياحى المضبوط، لأن العائق لا يكمن فى تطويرها أو افتتاحها، ولكن فى كيفية إيجاد طرق جيدة يتخذها السائح للوصول للمتحف، بالإضافة إلى أماكن سياحية جيدة حول المكان يتواجد فيها، وأشار إلى أنه يوجد إهمال جسيم فى رحلات الزيارة المقدسة للأماكن المسيحية، مبينًا أن هذه الأماكن لو تم الاهتمام بها سيتوافد 100 مليون سائح سنويًا إلى مصر، مطالبًا بوجود مقاهى وخدمات بجوار المتاحف.

وأكد أن منطقة صان الحجر بالشرقية لو تم الاهتمام بها سيكون لدينا أثر جديد.

ونوه الخبير الأثرى إلى أن هناك قصرًا فى طنطا أيضًا يعانى من الإهمال، وهو قصر الأميرة فريال، ورغم تبعيته لهيئة الآثار ولكنه الآن مغلق وعرض للبيع، وما لا يعلمه أهالى محافظة الغربية أن مدينة المحلة الكبرى فقط بها أكثر من 10 أماكن أثرية، وكذلك محافظة دمياط، التى تمتلك متحفًا للعلوم ويخضع لأكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا ويحتوى على الكثير من النماذج الأثرية المتميزة، ولكن لا أحد يعلم عنه شيئًا.

وقال إنه تم الانتهاء من متاحف شرم الشيخ والغردقة والحضارة لأنها أماكن سياحية ويتوافد عليها الكثير من السياح وسيتم افتتاحها خلال شهور، منوهًا أن التكلفة الخاصة بتطوير المتاحف المهملة، وعددها 10 متاحف ستحتاج قرابة 10 مليارات جنيه، وأكد أن التكلفة الإجمالية لتطوير جميع متاحف الجمهورية وعددها حوالى 85 متحفًا تحتاج 100 مليار جنيه، ولا تنتظر الوزارة عائدًا منها سوى على مدار 20 عامًا.

وشددّ على أن لدينا عيبًا فى التخطيط وضعفًا فى إقبال السياح على موروثنا الأثرى، لأننا لم نستغل سوى 10% من إمكانياتنا السياحية حتى الآن، مؤكدًا أن لدينا 8 ملايين سائح يزورون مصر سنويًا، وسيصلون إلى 20 مليون سائح فى حال تم وضع خطة تطوير جيدة، باعتبار أن الكثير من المصريين يعيشون على دخلهم من السياحة، علاوة على كونها مصدر دخل قومى، وهذا سيعيد للدولة 10 مليارات جنيه سنويًا، بشرط الترويج بشكل جيد وحماية المتاحف من المسروقات.

وقال الخبير الأثرى، عمرو زكى، إن الشعب المصرى لا يتمتع بثقافة قيمة الأثر، بسبب عدم نشر الوعى بأهمية التراث، خاصة أن دور وزارة الآثار واضح فى تطوير العديد من المتاحف الإقليمية، فبعضها متميز ويحتاج لمسات توعية وإعلام بوجودها فقط، بينما البعض الآخر يحتاج جهودًا لتطويره، كى تعود على الدولة بأفضل المكاسب.

وأوضح أن متحف كوم أوشيم بمحافظة الفيوم من أفضل المتاحف التى تم تطويرها خلال الفترة الماضية، موضحًا أنه يضم قرابة 300 قطعة أثرية من العصور القبطية والرومانية والإسلامية والفرعونية، وبه قاعتا عرض، وكذلك متحف الأقصر، الذى أصبح من أروع المتاحف العالمية ويضم العديد من القطع الأثرية النادرة وقرابة 400 قطعة أثرية وعدد من تماثيل تخص ملوك الأسر الفرعونية ومومياوات نادرة.

ليس ذلك فحسب، بل إن متحف النوبة يُقدّم أيضا العديد من العروض الثقافية، مشددًا على أنه ورغم تطوير هذه المتاحف إلا أنها ليس لها أى وجود على «السوشيال ميديا» أو وسائل الإعلام، والتقصير وقع فيه كل مسئول فى الدولة يجهل بقيمة التراث.

وأضاف الخبير الأثرى، أن متحف السادات الواقع فى محافظة المنوفية من المتاحف التى تحتاج تطويرًا أكثر واهتمامًا من الدولة، كى تؤتى ثمارها ويذاع صيتها فى دول العالم، منوهًا إلى أنه لو اهتمت الدولة بمنطقة ميت كوم بشكل عام، ستصبح من أفضل المناطق الجاذبة للسياحة، خاصة أن هذا المتحف يحوى مقتنيات الرئيس الراحل محمد أنور السادات وبه تحف أثرية قيمة.

وكشفت الدكتورة هالة صلاح، رئيس قطاع المتاحف، الخطة التى يستهدفها القطاع لتطوير هذه المتاحف وإعادتها إلى سابق عهدها، مؤكدة أن وزارة الآثار تعانى من أزمة مادية فى الترميم على مدار السنوات الماضية، خاصة أن مصر تمتلك 82 متحفًا بين كبير وإقليمى، وتم اعتماد خطة للعمل على تطوير المتاحف بتحديد 6 متاحف لتطويرها، حسب الأهمية السياحية، مشيرًة إلى أن كافة المتاحف ستدخل فى طور التجديد والترميم، وسيتم افتتاح 6 متاحف خلال نهاية العام الجارى وبداية العام المقبل طبقًا لانتهاء الأعمال.